أنوار جامعية نيوز ربورتاج لطفي سعيد
أنوار جامعية نيوز في سوق البلاط الأعشاب الطبية أسرار عالم غامض
سواء انطلقت من نهج الصباغين أو خيّرت أن تنعطف جنوبا من نهج القشّاشين فوجهتك واحدة: سوق البلاط، أيقونة المدينة العتيقة. هناك .. حيث تمتزج الرغبة في الشفاء مع أمل العثور على عُشبة نافعة وبأقل التكاليف تتوزع دكاكين صغيرة يمينا وشمالا لا يبذل أصحابها جهدا لاستدراج العابرين فلكل امرئ هناك “عُشبة” تعنيه ..
. “أنوار جامعية نيوز” تجولت في أروقة المكان وغاصت في أسراره فكان النقل التالي:
بيع الأعشاب الطبية عشق تتوارثه الأجيال
الحاج محمد أشهر باعة النباتات والعقاقير الطبية يحفظ أسمائها عن ظهر قلب، يتحرك في رشاقة شاب العشرين وهو الذي كرّس حياته لمهنة عشقها عن أجداده سألناه عن البدايات فأجاب بتنهيدة أودعها كل ما في صدره من حنين” سوق البلاط كان يقتصر على ثلاث دكاكين للحاج محمد وعبد الرزاق بحر ومختار الفُورتي تقصده جميع الشرائح التي تجد ضالتها عندهم. ومع اطلالة كل فجر يستيقظ سوق البلاط أشهر أسواق المدينة العتيقة على آذان جامع الزيتونة ليمتزج بجلبة باعة الخضار واالقصابين وهم يطرقون أبواب الرزق. بع مُضي أكثر من 25 عاما أشعر أنني جزء من المكان”.
سألنا مُحدثنا ما إذا انتقلت “عدوى” هذه الأُلفة مع المكان إلى الحرفاء فأجاب:”كل حريف يدخل دكاني هو مشروع صديق. أحيانا اكتفي بإشارة الحريف لأحضر له المطلوب شغفي بهذه المهنة هو الذي دفعني لتوفير كل الطلبات وإن كلفني الجهد والمال وقد أُوفّر مستحضرات متعددة لمرض واحد كمرض الكلى الذي عندي له أكثر من وصفة علاجية: نبتة “النوخا” وتُستعمل لتفتيت الحصىو رباعي الأعشاب الجبلية لتطهير الكلى ونبات الخلنج لتطهير المسالك البولية.
من اين تأتي وبأي ثمن تُباع؟
من أين ترد البضاعة على سوق البلاط وباي ثمن تُباع؟ كان شوقي الفُورتي ممثل الاتحاد العالمي لطب الأعشاب و أحد أشهر الباعة منهمكا في تلبية حاجيات حرفائه لم توجهنا إليه بالسؤال يقول:”لدينا مستحضرات باهضة الثمن و أخرى في المتناول و أسعار البضاعة تحددها تكاليف جلبها توجد معاجين مستوردة من شرق آسيا (الجنسينق الكوري لعلاج الضعف الجنسي) وعسل السدرة الأسود من اليمن والذي يساوي الكغ الواحد منه 120 د وأخرى من الجزائر (القسط الهندي الذي يُستعمل كرقية شرعية)و الزنزفورة لعلاج المعدة والمورنقة التي تعتبر وصفة شاهية لتقوية المناعة و الجنكة لعلاج الأرق إضافة الى مستحضرات نباتية محلية من الجبال و التضاريس التونسية (زعتر, شندقورة, شيح, تقفت, دباغ..)
الطب البديل والأمراض المُستعصية
علاج الأمراض المستعصية تمرين يومي على الصبر و المثابرة في الالتزام بوصفة الطبيب غير أن الكثير من الباحثين عن شفاء سريع لا يترددون في الاقبال على مستحضرات الطب البديل لكن هل يتحقق المراد دائما؟ يقول شوقي الفُورتي في هذ الصدد:” الطب البديل لا يقوم مقام الطب التقليدي في علاج الامراض المُستعصية بل يحاول التخفيف من حدّة هذه الامراض و التقليل من آثارها الجانبية من خلال عديد المستحضرات النباتية التي تعتبر مُكمّلات غذائية (عسل السدرة – الزرّيقة و خاصة العلندة “. هذا الرأي ساندته منجية (حريفة) تقول:” لدي طفل يُعاني مرض السرطان حيث يخضع منذ سنتين لعلاج كيميائي مُطوّل لكنني أتردد على سوق البلاط باستمرار لأتزوّد بمكملات غذائية”.
في هذا الفصل يزيد الاقبال
أي فصل يمكن أن يشهد ذروة الاقبال على العقاقير و الحشائش الطبية؟ يقول توفيق بن يعقوب (بائع): فصل الشتاء يُسجل أعلى نسب الاقبال على الأعشاب الطبية التي تُخفف من حدة أمراض عديدة على غرار البرد (الجوزة الصحراوية) البوصفير (الروند) العُذر (الترثوث) الكُلى (النُونخا) كما يشهد اقبال شرائح اجتماعية عديدة خصوصا من الطبقة المتوسطة و كذلك النساء الباحثات عن نباتات ضد تساقط الشعر.