أنوار جامعية هند الجنابي – العراق/بغداد
أهمية مشاركة المرأة وتعزيز دورها في المواقع القيادية الحقوقية
تمثل المرأة ثروة بشرية متألقة بالمواهب والقدرات، وكونها النصف الآخر للمجتمع، أصبحت مشاركتها الفاعلة في كافة القطاعات ضرورة لا غنى عنها لتحقيق المزيد من النمو والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي على مستوى العالم.
وفي ضوء النجاحات الكبيرة التي حققتها المرأة في مختلف الميادين تبقى هناك أهمية رفع مستوى مشاركتها في صناعة القرار ومساعدتها على اعتلاء مواقعها القيادية في ضوء وجود المنافسة مع الرجل على تلك المناصب وحاجتها لتجهيز نفسها لتصبح قيادية فعالة . وتتميز المرأة أيضاً بقوتها في إدارة النشاطات الاجتماعية والإنسانية، كما لديها القدرة على قيادة المواهب التي تهتم أولاً بالإنسان والتعاطف مع البيئة المحيطة بها.
إذا ما تم تسخير هذه القدرات في أي قطاع وإضافة الجانب التنافسي، فإن للمرأة حظ كبير في قيادة الكثير من القطاعات. وينبغي الالتفات إلى أهمية الحفاظ على المواهب القيادية النسائية في مواقعها البارزة بعد سنوات طويلة من الخبرة من خلال البحث عن حلول للتوفيق بين حياتها العملية وحياتها الشخصية، الأمر الذي يسهم في شعورها بالرضا والرغبة في مواصلة عملها القيادي.
ويساند تلك الممارسات ابتكار برامج لإعادة إشراك النساء القياديات اللواتي اضطررن إلى تعليق حياتهن المهنية لأسباب عائلية. ويشهد الإعلام مساهمة متميزة للمرأة عبر أدوار مهنية كثيرة خصوصاً أمام الشاشة. ووراء الكواليس لا زال هناك مجال للمرأة بأخذ مناصب إدارية عليا في مختلف مفاصل هذا القطاع الحيوي. بداية من مجالس وهيئات الإعلام الوطنية إلى الشركات ومنافذ الإعلام.
وفي وقت يشهد فيه الإعلام التقليدي تحديات، أتاحت التقنيات الجديدة مجالاً جديداً لقيادة المرأة في إدارة الاعلام وتوسيع قاعدة المستهلكين التقليدية للاستحواذ على اهتمام شريحة أكبر. وهنا تستطيع المرأة القائدة أن تمارس دوراً محورياً في تقديم الحلول الناجحة.
فالمستقبل يبشر بالخير، حيث كل يوم نشهد إنجازات تحتفي بإشراك المرأة في كافة المجالات في التنويع والتطوير…. تعرف الأمم المتحدة العنف الممارس ضد المرأة بأنّه “أيّ فعل عنيف تدفع إليه عصبية الجنس ويترتب عليه، أو يرجّح أن يترتب عليه، أذى أو معاناة للمرأة، سواء من الناحيـــــة الجسمانيــــــة أو الجنسية أو النفسية، بما في ذلك التهديد بأفعال من هذا القبيل أو القسر أو الحرمـــــان التعسفي من الحرية، سواء حدث ذلك في الحياة العامة أو الخاصة “. ويشير تعبير عنف العشير إلى سلوكيات ينتهجها شريك سابق تتسبب في أذى أو معاناة للمرأة، سواء من الناحية الجسمانية أم الجنسية أم النفسية، بما في ذلك الاعتداء البدني والإكراه الجنسي والإيذاء النفسي وسلوكيات السيطرة.
وفي تعريف اخر… يُعرَّف العنف ضد النساء والفتيات بأنه أي فعل من أفعال العنف القائم على النوع الاجتماعي يؤدي أو من شأنه أن يؤدي إلى أذى أو معاناة جسدية أو جنسية أو عقلية للنساء والفتيات، بما في ذلك التهديد بمثل هذه الأفعال أو الإكراه أو الحرمان التعسفي من الحرية، سواء في الحيز العام أو الخاص. ويترتب على هذا العنف تكاليف اجتماعية واقتصادية باهظة تتردد آثارها في المجتمع ككل. وقد تعاني النساء من العزلة وعدم القدرة على العمل وخسران الدخل وقصور المشاركة في الأنشطة بانتظام ومحدودية القدرة على الاعتناء بأنفسهن وأطفالهن. فهو مشكلة مستديمة وكبيرة من مشاكل الصحة العامة، وانتهاكاً لحقوق الإنسان التي تتمتع بها المرأة. تعتبر ظاهرة العنف ضد المرأة ظاهرة عالمية تعاني منها كل المجتمعات ومنها المجتمع العربي.
وقد تزايدت وتيرة العنف ضد المرأة في المنطقة خلال السنوات الأخيرة في ضوء سياقات عدم الاستقرار الأمني والنزاعات في عدد من الدول، ثم جاءت جائحة فايروس كورونا المستجد لتعزز من ممارسات العنف الذي تتعرض له النساء في ظل ظروف الحجر المنزلي. والشاهد أنه وفي ظل الأزمات بصفة عامة، غالبا ما تعاني المرأة بدرجة أكبر من الرجل لكونها الأكثر هشاشة بمعنى أنها الأضعف على سلم الحقوق والأقل امتلاكا لمصادر القوة الاجتماعية سواء الرمزية أو المادية. وتسعى منظمة المرأة العربية لحث الدول العربية لتوجيه مزيد الاهتمام لقضية مناهضة العنف ضد المرأة في جميع مراحل حياتها، وفي المجالين العام والخاص، عبر بث الوعي بالقضية وأبعادها المختلفة، وآثارها الاجتماعية والأخلاقية والاقتصادية على حاضر ومستقبل المجتمعات العربية، وكذا عبر تحديد الأدوات والآليات التي يمكن استخدامها لردع العنف ضد المرأة ومنعه.