أنوار جامعية حوار حافظ الشتيوي
إثر صدور روايته “ولد الربط” محسن بن نفيسة يتحدث : الرواية رد فعل إزاء المؤامرة التي حاولت طمس معالم الحلفاوين النضالية و التاريخية وضد الفيلم الفضيحة عصفور السطح لفريد بوغدير
” تسلْوسِتْ الذكريات من شقوق الحاضر وفاح الماضي وتبمبر وقالي مسيطر : سجّل ودوّن… أحييني من روحك مغنى …وحرّكني بحروفك معنى خلّدني في التاريخ وأنا منّو… وانت ما تنجّم تستغنى عنّي وعنّو …”
كلمات معبرة خطها الكاتب والروائي محسن بنفيسة على غلاف الصفحة الأخيرة من كتابه الجديد الذي اختار له من العناوين “ولد الربط” في جزئه الأول وسيكون القراء على موعد أول لتوقيع الكتاب يوم السبت 30 ديسمبر 2023 بالمسرح الوطني ببطحاء الحلفاوين ( المدرسة الابتدائية سابقا)
الكتاب عبارة عن سيرة ذاتية روائية تستحضر من التاريخ عبقه ومن الماضي توهجه لسيرة ابن الحلفاوين ولد الربط هذا الأستاذ برتبة مبدع نظم الشعر والّف القصص والروايات وكتب للمسرح وللتلفزة وللمنوعات واستفرد بأسلوب شاعري في القص والرواية وسيناريو المنوعات التلفزية والعروض الأوبيرالية مستحضرا شخصيات وأماكن كان لها دورا بارزا في صنع الحدث على الساحة الثقافية والفنية.
شخصيا تجمعني بالكاتب محسن بن نفيسة علاقة خاصة جدا مهنية وإنسانية وحتى عائلية وهي عِشرة سنوات تجاوزت الربع قرن من الزمان مليئة بالنجاحات والانتاجات والاعمال المشتركة سواء على المستوى الإعلامي او المهني أوالخدمات الجامعية وقد كنا قليلا ما نفترق وفي كل لقاء يولد مشروع فني او أدبي أو برنامج ثقافي . وشاء الزمان ان نفترق ويغيب عن ناظري لألتقيه بين الفينة والأخرى في مدينة العشق الأبدي الحمامات وتحديدا في مقهى لاروش إلى أن التقينا مؤخرا في الحلفاوين للحديث حول مولوده الجديد رواية “ولد الرباط”
في البداية محسن بنفيسة ألف مبروك على هذا المولود الجديد “ولد الربط ” والسؤال المطروح لماذا اخترت اسم “ولد الربط” وليس ولد الحلفاوين كما كنت تسمي نفسك سابقا ؟
ولد الربط ليس ولد الحلفاوين فقط وقصدي في الرواية كل فرد ينتمي إلى أحد الأربضة “الربط بالعامية ” الموجودة في تونس وهذه الأربضة بنيت وتأسست خارج الأبواب ونلاحظ نحن أن الأبواب الأولى باب العلوج وباب سويقة وباب قرطاجنة وعندما توسعت الرباطات هناك أبواب هدمت أخرى ظهرت منها باب سيدي عبد السلام وباب الخضراء وباب العسل
وفلسفة العنوان أن كل انسان ولد وعاش في ” الربط “عليه أن يفتخر بانتمائه إليه والربط ليس في تونس فقط بل في كامل أنحاء الجمهورية التي تحتوى على أبواب ومدن عتيقة تحمل خصوصياتها المحلية وكل فرد ينتمى إلى هذا المكان هو بالضرورة من طبقة معينة كادحة مناضلة
هل هذه الرواية سيرة ذاتية أم مقاربة تاريخية ؟
هي سيرة ذاتية روائية تؤكد على أهمية الاعتزاز بالجذور والأب والأم والعائلة والشخصيات التي تربينا على احترامها وبالقيمة الرمزية لهذه الربطات منها الأنهج والأزقة أخص بالذكر منها بمنطقة الحلفاوين التي تربيت فيها وترعرعت وهي أيضا رد فعل إزاء المؤامرة التي حاولت طمس معالمها التاريخية وضد الفيلم الفضيحة “الحلفاوين ” عصفور السطح لفريد بوغدير فهذا الربط أفرز كتاب وأدباء وفنانين ومشايخ ومناضلين والربط بصفة عامة له قيمه ولهجته وطريقته في التواصل
لو نتحدث قليلا عن فحوى الرواية
محسن الموجود في الرواية شخص وشخصية فالشخص هو الذي ولد وعاش في هذا الربط ثم هو شخصية روائية يدور ضمن أحداث تجمع بين الواقعية والخيالية وهذه الشخصية تحاول تجاوز الواقع المعاش لمحسن الشخص وينطلق خارج أسوار ذلك الشخص هي نوع من التجاوز المشروع ومحسن في الحياة الثقافية يكتب ويمارس الواقع الثقافي الحقيقي وكل ما هو مكتوب هي آراء شخصية تلزمني وهي من الواقع المعاش
بين العامية والعربية محسن بن نفيسة يبدع في المجالين
لا اعترف بالاختصاص في لون معين من التعبير عما يجيش في صدر المبدع وحبذا لو كل فرد في تونس يكتب سيرته الذاتية وقصة حياته بالطريقة التي يرتاح إليها ، فما يهمني كيف تتفاعل مع الظروف السياسية والاجتماعية وماهو ذلك المخزون التي عشته وتربيت عليه ومن المهم جدا أن يتأثر الفرد بشخصية ما فأنا أيضا تأثرت بمحمود المسعدي ولكن لا أقف عن المسعدي بل حاولت أن اعبر مثلما هو قد عبر، وبالنسبة للعامية لاحظت أن القراء أصبحوا يهربون من العربية إلى العامية فأنا أصدرت سابقا كتابين بالعربية ” الحديث في حدث أبوهريرة ” و” غدا يوم القيامة” وقد جاءت نوعية الكتابة عفوية والتعبير فيها مكثف والعديد من تلاميذي وأصدقائي يقولون لي أنني ” نكتب بالصعيب ” وصدقني لست أنا يكتب وإنما إلهام إلاهي يدفعني إلى الكتابة ولست أتصنع تركيب المفردات مثل الكتابة بالعامية تماما ما إن أمسك بالقلم حتى تندفع المفردات تكتب بغزارة .
وبالنسبة لشكل الكتابة لم أختر الشكل بل هو اختارني وفرضت نفسها عليّ التدوين السريع وفي اعتقادي ليس هناك فرق في كيفية التعبير سواء بالدارجة او بالعربية او حتى بالانقليزية او بالفرنسية المهم ان يتمكن الانسان من التعبير
ماذا بعد الجزء الأول؟
طبعا هناك جزء ثاني ففي الجزء الأول كرمت فيه أماكن وأسماء وكل شخصية التقيتها في حياتي كان لها الأثر الإيجابي والدفع الكبير في مسيرتي وصدقني ليست هناك شخصيات سلبية في حياتي وعلى رأس الشخصيات التي أثرت في حياتي أذكر نور الدين عزيزة والمنصف السويسي ومحمد ادريس ونجيب الخطاب وأعتبره علامة فارقة في ميدان الاعلام وقدرة كبيرة على الفعل والتنفيذ وصنع الحدث ومقداد السهيلي الفنان الشامل المتكامل وعلى مستوى الإدارة محمد الهاشمي المعروفي والمرحوم نجيب السخيري .وفي الجزء الثاني بقية المسيرة ومفاجئات كبرى للقراء .
أخيرا سي محسن كلمة قبل موعد توقيع الكتاب
شكرا على اللقاء وموعدنا يوم السبت30ديسمبر2023العاشرة والنصف صباحا بالمسرح الوطني بالحلفاوين وفي البرنامج استقبال المدعوين و.تقديم الكتاب ثم .توقيع الكتاب ويتخلل حفل التوقيع .فقرة موسيقية يؤمنها الفنان الهادي السليني ولد ربط الحمامات حبا في “ولد الربط” مع حلويات في طعم الكتاب والشكر موصول إلى المدير العام للمسرح الوطني ” معز المرابط ” ومرحبا بالجميع حضوركم يشرفني.
