الاعلامي سليم بودبوس يكتب من البحرين: أبناء الجالية التونسية بالبحرين … وفرحة العودة

أنوار جامعي نيوز / الكاتب سليم بودبوس

سليم بودبوس

بكثير من الفخر والاعتزاز، استقبلت الجالية التونسية أخبار انحسار الوباء في تونس والسيطرة عليه سيطرة كلية. وتواترت الأخبار من الخضراء عن عودة الحياة تدريجيا إلى نسقها الطبيعي مع اليقظة والاحتراز الشديديْن. وتناقل أفراد الجالية هذه البشائر السّارة مطلع شهر جوان ودبّت الرّوح فيهم من جديد، وتحرّك الحنين إلى قرّة العين، وناداهم نداء الواجب للوطن، وبدأت استعدادات العودة

. نعم لسنا عالقين، ولا متضرّرين، ولا متخوّفين من الوضع الصحيّ في مملكة البحرين؛ فالحمد لله يسهر على تنفيذ الخطة الوطنية لمجابهة وباء كورونا في البحرين لجنة تنسيقية برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وتبذل هذه اللجنة قصارى جهدها في حماية المواطنين والمقيمين على حدّ السّواء، في ظلّ وعي مجتمعيّ عال وتعاون وتكاتف بين الجميع. ويكفينا فخرا في الخليج أنّ مملكة البحرين هي الدولة الوحيدة التي لم تفرض حجرا صحيا إجباريا إلى اليوم، وهذا بفضل الله والوعي المجتمعي الراقي والعالي بين أفراد المجتمع البحريني.

 ومن النقاط المضيئة، والحمد لله، أنّ أفراد الجالية التونسية في مملكة البحرين من أشدّ المقيمين حرصا على الالتزام بتعليمات السلامة الصحية خلال هذه الفترة، واللافت أنّنا لم نسجّل أيّ إصابة بين المقيمين التونسيين في البحرين، وهذا لَعمْري، بعد حمد الله، تأكيد على امتداد هذا الوعي الصحيّ والالتزام الأخلاقيّ والإحساس العالي بالمسؤولية لدى سفراء تونس من أبناء الجالية في مملكة البحرين. أمّا بشأن قرار العودة خلال الإجازة الصيفية، فقد بقي التوانسة هنا لفترة طويلة، ولربما ما زال البعض منهم كذلك، بين متخوّف من الحجر الصحي الإجباريّ عند الوصول إلى تونس، ومتوجّس من التنقلات بين المطارات لعدم وجود خط مباشر، ومتربّص لآخر القرارات لعلّها تأتي بالجديد.

وبين هذا وذاك توّزعت آراء أفراد الجالية، واختلفت القرارات. ولكنّ عددا منهم ناهز المائتين، معظمهم من المتعاونين الفنيين في سلك التعليم، قرّروا العودة خلال هذه الإجازة الصيفية مهما كانت الظروف، ورغم انتشار مقاطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تصوّر بعض معاناة العائدين في بعض الفنادق التونسية في أثناء إقامتهم في الحجر الصحيّ خلال هذا الشهر.

نعم، لقد اجتمع فيهم الحنين إلى الوطن، والعرفان الكبير للجيش الأبيض التونسي، والجيش الوطنيّ، وأعضاء الحكومة، وكلّ القوى المدنية، وجميع المتداخلين في حماية تونس من شرّ هذا الوباء، أولئك الذين سهروا على تطبيق الحجر الصحيّ الذاتي، فالإجباري، فالموجّه، فالمخفف… إنه الحنين إلى وطن غدا مَضربَ الأمثال في السيطرة على الجائحة، وحديث المنظمة الصحيّة العالمية، ووجهة السياح بامتياز… إنه الشوق المتجدد، بالرغم من كلّ شيء. ولم يكن الأمر هيّنا، فشركات الطيران ووكالات الأسفار هي أيضا لم تستقرّ على قرار؛ فيوما تحجز لك وغدا أو بعد غد يأتيك إعلام بإلغاء الرحلة، وبدأ الخوف والتردد يدبّ من جديد في نفوس أبناء الجالية، لولا أنّ فيهم من يؤمن أنّنا جسد واحد في الوطن فما بالك في الغربة؛ نعم تحرّك الأستاذ سعيد العيّادي، كعادته، مع ثلّة من زملائه بين شركة طيران وأخرى.

وبعد جهد جهيد ومشقّة بلغت عنان السماء، وبتنسيق مع سفارة تونس بالمنامة، استقرّ الرأي على عمل رحلة مباشرة عبر طائرة مستأجرة (vol charter) عن طريق وكالة أسفار في مملكة البحرين.

 وإلى حدود كتابة هذه الأسطر، يجري تنسيق كل شيء على أفضل وجه لتأمين عودة أبناء الجالية التونسية المقيمة بمملكة البحرين على أفضل وجه آملين قضاء عطلة صيفية بين أهلهم وأحبابهم وأصدقائهم.

ها هو حلم الزيارة وقضاء الإجازة الصيفية في تونس في طريقه للتحقق بإذن الله، هاهو نداء بعض أطفالنا “بابا نحب نروّح لتونس” يتحوّل حقيقة ويستجيب الله لمناجاتهم، ها هي حقائبنا تنتعش وتمتلئ… نعم أقول حلما لأنه إلى أيام قليلة ماضية كان أمرنا هذا بين الشكّ واليقين يراوح مكانه، وأعيدها تكرارا مفتخرا، لولا جهود المخلصين من أبناء الجالية في البحرين، ولولا إيمان بعضهم أنّنا جسد واحد لتراجع المتخوّف، وتربّص المتردّد، وأجّل رجلته المتوجّس. فشكرا من القلب لمن ساهم في تأمين هذه الرحلة وعلى رأسهم الأستاذ الفاضل سعيد العيّادي.

 L-univers

L-univers

Journal électronique traitant des affaires étudiantes, de la vie universitaire, des services universitaires et des activités communautaires

Shopping Basket