البحرين أنموذج حضاري في التعامل مع الوافدين بقلم الكاتبة اليمنية خولة الهاجري

أنوار جامعية نيوز / خولة الهاجري – اليمن

خولة الهاجري

     في الحقيقة .. إنها أيام تستحق أن تترصد الأقلام خباياها تلك التي مرّت بنا العام 2020م، وكذلك بداية 2021 ولعل أبرز تلك الخبايا جائحة كورونا (كوفيد 19)، ففيها ملاحم من القصص التي تشاركت فيها الإنسانية جمعاء في آن واحد، فيها اكتظاظ للمشاعر، وفيها إنجازات عظيمة تحمل في طياتها أسمى معاني الإنسانية سطرتها مملكة البحرين الحبيبة.

فقد تعاملت مملكة البحرين منذ بداية تسجيل إصابات بالفيروس التاجي في البلاد دون تفرقة مع الحالات، ما مكنها من حصر عددها بتعاون كبير وجبار من الطواقم الطبية وجميع العاملين في قطاع الصحة، وأيضاً قطاع الأمن الذي سهل تنفيذ خطة الحكومة التي تدرجت في اتخاذ قرارات استباقية لحماية المواطنين والمقيمين من انتشار فيروس كورونا، إنطلاقاً من نهجها العام في التعامل مع الوافدين بإنسانية سامية.

وقامت بتوفير كل مستلزمات الاستشفاء والفحوص والآن تقديم التلقيح مجانيا لكلّ الوافدين من مُختلف الجنسيات في جهود احتواء الوباء، سواء من خلال توعيتهم بدورهم في هذه الأزمة ومسؤوليتهم في اتباع إجراءات الوقاية، خصوصاً “التباعد الاجتماعي”؛ أو من خلال تعزيز مبادرات المجتمع، أفراداً وشركات، كتلك المبادرة التي دشنها سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية “حملة فينا خير” لتلقي مساهمات الأفراد والمؤسسات المادية والعينية والدعم اللوجستي، لدعم المتضررين من هذه الجائحة، والوقوف إلى جانبهم لضمان الحياة الكريمة لهم في ظل هذه الظروف.

هذا النهج الإنساني الفريد الذي اتخذته مملكة البحرين والذي يرتكز على التآخي وتقبل الآخر من أجل البناء والنهضة، إيماناً منها بأن التعايش سبب رئيسيّ في تقدم ونهضة المجتمعات، حيث تحتضن مملكة البحرين أكثر من 161 جنسية على أرضها، يعيش فيها المواطنون والمقيمون بتناغمٍ وتفاعلٍ فريدين، ويقدمون أنموذجاً مُشَرّفاً يُحتذى به في التعايش الإنساني.

ويعود ذلك إلى حكمة القيادة الرشيدة التي آلت على نفسها أن تقودنا كل يوم نحو مطلع الشمس، نستضيء بنورها، ونزهو بنور يشع ألقاً ومجداً على ربوع وطن يرفل بالسعادة والمحبة والتسامح.

فإلى جانب القوانين التي تحفظ حقوق المواطنين والوافدين، اهتمت القيادة بالجوانب التوعوية والتطوعية في المجال الإنساني، فهناك كمٌ هائلٌ من المبادرات الإنسانية النبيلة التي تبنتها وأطلقتها الحكومة  وحثت الجمعيات الخيرية ومنظمات المجتمع المدني وحتى الأفراد على المشاركة فيها من أجل ترسيخ قيم المحبة والتعاون للمساهمة في العملية التنموية.

وتدعو هذه المبادرات إلى التآخي والتعاضد لبناء مستقبل الأجيال القادمة بعيداً عن أي تعصب أو تمييز عنصري بناءً على أصل أو لون أو عرق، كما تدعو إلى التعاون وتقبل الآخر والعمل بإخلاص لبناء وتعمير مستقبل أبنائهم على هذه الارض، وقد ساهمت تلك المبادرات في تحقيق الأمن والسلم الاجتماعي فضلاً عن تحقيق نهضة تنموية غير مسبوقة في المملكة.

خولة الهاجري​
كاتبة من اليمن
‏khaulahalhajri@gmail.com

 L-univers

L-univers

Journal électronique traitant des affaires étudiantes, de la vie universitaire, des services universitaires et des activités communautaires

Shopping Basket