أنوار جامعية نيوز / بقلم حسن السوداني
الصورة الأولى حجر الشطرنج الذي لم يسقط زمن الدكتاتورية أيام كان المُجاهر بالاعتراض كالماسك على الجمر، والصورة الأخرى السياسي المخضرم المتخم بالتجربة الذي خانه الواقع السياسي المتحول فتراجع إلى الوراء بسبب أخطاء تقديرية ..
أحمد نجيب الشابي صاحب “الموقف” هو السياسي الهادئ الرصين الذي كان سببا في تحوير الدستور في مناسبات كي لا يترشح أمام زين العابدين بن علي، والذي عانى من التضييق والحصار وممارسات حزب التجمع المنحل هو نفسه الذي رفض بشدة حل هذا الحزب الذي حكم تونس طوال 23 سنة وهو الذي ترحم على الرئيس المخلوع ورفض نفيه الاختياري.
هل هي مناورات الساسة أم أخلاق الفرسان؟
يشهد التاريخ السياسي المعاصر أن الأمين العام للحزب الديمقراطي التقدمي كان من دعاة لم الشمل وتوحيد الصفوف منذ تأسيس هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات في 24 ديسمبر2005 والتي جمعت أحزابا سياسية وهيئات حقوقية من مختلف الأطياف. واليوم نراه يقدم تصورا لواقع سياسي جديد على أنقاض الواقع المتهرئ المشحون بالتجاذب والأزمة الاقتصادية زيادة على وقع الوباء على خزينة الدولة وعلى المواطن.
مبادرة في صورة مؤتمر وطني للإنقاذ بمشاركة الفعاليات السياسية المؤثرة كالاتحاد العام التونسي للشغل والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والهيئات الفاعلة الملتصقة مباشرة بمشاغل المواطن، لأن الوضع ينبئ بانفجار وشيك قد يطيح بأركان الدولة. وقد يصل الأمر الى تشكيل توليفة وسطية تجمع ناشطين سابقين في حزب نداء نونس و بعض الشخصيات الوطنية ولم لا التحالف مع عبيرموسي لمواجهة الخصم السياسي الموحد حزب النهضة والذي يعتبره الشابي المسؤول الاول عن تردي الوضع الحالي .
هذا الوعي بضرورة التحرك في الاتجاه الصحيح هو ما يميز نظرة الرجل الاستشرافية للواقع التونسي، فهو يرى أن الأجدى هو الخروج بالبلاد من عنق الزجاجة في هذا الظرف العالمي العصيب، ولعلها فاتحة لعودته للواقع السياسي من الباب الكبير بعد أن سيطر عليه صراعات مجلس النواب وتفاعلات رئيس الحكومة ورئيس الدولة مع الاحتجاجات والاعتصامات كإعتصام الكامور وغيره.
في الأخير وبهذه المبادرة أو بدونها يبقى أحمد نجيب الشابي لاعبا محوريا في المشهد السياسي التونسي رغم بعض التعثر و رقما صعبا في التوازنات الاستراتيجية داخل العائلة الديمقراطية وقد يكون حزب حركة أمل تونس الوعاء الجديد للعمل الديمقراطي البناء رفقة سلمى اللومي و رضا بلحاج و غيرهم ..
ولعله الرئيس التونسي المرتقب خلفا لقيس سعيد أو الخطاف الذي قد يجلب الربيع