أنوار جامعية / قراءة ومتابعة سالم العقربي
الملتقى الدولي الحسين بوزيان للمسرح الجامعي بتونس : عروض وندوات وورشات وآفاق مفتوحة لدورات قادمة
رغم ما شهدته الأنشطة الرياضية والثقافية من ركود وتراجع منذ السنة الجامعية 2010-2011 وخاصة خلال فترة الحجر الصحي بسبب جائحة كوفيد 19 إلا أن ديوان الخدمات الجامعية للشمال أصر على تبني الدورة الأولى للملتقى الدولي الحسين بوزيان للمسرح الجامعي بتونس التي نظمها المركز الجامعي للفنون الدرامية والأنشطة الثقافية بتونس وهي دورة تأسيسية لملتقى دولي للمسرح الجامعي بعد مهرجان المسرح الجامعي بالمنستير الذي بلغ دورته العشرين وهو القاطرة الدافعة للمسرح الجامعي بتونس
انتظمت الدورة التأسيسية للملتقى الدولي الحسين بوزيان للمسرح الجامعي بتونس ” دورة المنصف السويسي” تحت شعار المسرح والحياة وذلك من 26 إلي 31 جويلية 2022 لتكون لبنة جديدة في صرح النشاط الثقافي الجامعي أشرفت على تأسيسها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وديوان الخدمات الجامعية للشمال في شراكة فاعلة مع ووزارة الشؤون الثقافية ومسرح أوبرا تونس.
شارك في هذه الدورة الأولى كل من الاتحاد الوطني لطلبة سوريا بفرع جامعة البعث سوريا و الإقامة الجامعية 19 ماي 1956 التابعة لمديرية الخدمات الجامعية سطيف 1 الجزائر والجامعة التقنية والعلوم التطبيقية صلالة سلطنة عمان و جامعة القادسية كلية الفنون الجميلة قسم المسرح العراق و جامعة النجاح الوطنية نابلس فلسطين و الجامعة الامريكية بجنين فلسطين و المركز الثقافي الجامعي المنستير تونس و المركز الثقافي الجامعي يحيى بن عمر سوسة تونس و المركزالجامعي للفنون الدرامية والأنشطة الثقافية تونس
وتضمن البرنامج تقديم عروض مسرحية بدار الثقافة ابن رشيق وبمسرح الجهات بمدينة الثقافة مشفوعة بنقاش يومية للعروض إضافة إلى ورشات ثلاثة تم تنظيمها على هامش الملتقى وكان عليها اقبال طالبي كبير تمثلت في ورشة ” تشكل الطاقة الصوتية و العبور بين الأصوات ” عند الممثل تأطير الأستاذة سلوى بن صالح و ورشة ” الإخراج المسرحي ” تأطير المخرج صالح الفالح وورشة “فن الممثل” تأطير الدكتور رياض حمدي .
كما تم على هامش المهرجان أيضا تنظيم ندوة علمية بعنوان ” ذاكرة المسرح الجامعي النشأة والمآلات ” شارك فيها كل من وزير الثّقافة السّابق عبد الرّؤوف الباسطي والدّكتور محمّد المديوني و الاستاذة والباحثة ربح العرڨوبي والباحث الليبي الأمين هامان.
النتائج والجوائز
تكونت لجنة التحكيم من الممثلة القديرة زهيرة بن عمار ، الأستاذة بسمة الفرشيشي والمخرج صالح الفالح وبعد مشاهدتهم لكل العروض أعلنوا في حفل الاختتام بمدينة العلوم بتونس على النتائج التالية :
*- الجائزة الثانية لأفضل ممثلة اليسار أسير مسرحية كائنات من ضوء الاتحاد الوطني لطلبة سوريا بفرع جامعة البعث سوريا
*- الجائزة الثانية لأفضل ممثل محمد الصحراوي نهاية الطاغية او لعنة السلطة المركز الجامعي للفنون الدرامية والانشطة الثقافية
*- الجائزة الأولى لأفضل ممثلة شيماء الجديد المسرحية المركز الثقافي الجامعي بالمنستير
*- الجائزة الأولى لأفضل ممثل ستيفان برسيني مسرحية كائنات من ضوء الاتحاد الوطني لطلبة سوريا بفرع جامعة البعث سوريا
*- جائزة افضل سينوغرافيا رغبة قدر الاقامة الجامعية 19 ماي 1956 التابعة لمديرية الخدمات الجامعية سطيف 1 الجزائر
*- جائزة افضل اخراج حسين ناصر مسرحية كائنات من ضوء الاتحاد الوطني لطلبة سوريا بفرع جامعة البعث سوريا
*- جائزة العمل المتكامل نهاية الطاغية او لعنة السلطة المركز الجامعي للفنون الدرامية والانشطة الثقافية
*- جائزة لجنة التحكيم المسرحية المركز الثقافي الجامعي بالمنستير.
كلمة الختام دورة أولى ولكن …
قبل الختام يمكن التأكيد على ان هذه الدورة الأولى لهذا الملتقى ما هي إلا
لبنة طيبة في مشهد ثقافي جامعي اتسم في السنوات الأخيرة بالتذبذب وعدم الاستقرار منذ أواخر سنة 2010 إضافة إلى ما سببه وباء كوفيد 19 من عزوف كلي ، هذا بالإضافة إلى عدم إيلاء الأنشطة الثقافية والرياضية الأهمية اللازمة بسبب غياب استراتيجية واضحة المعالم وافتقاد رؤية استشرافية تؤسس لمستقبل الأنشطة الثقافية والرياضية في الحياة الجامعية بتونس.
ولكل هذه الأسباب عشنا مع الأسف :
– اضمحلال عدة تظاهرات ثقافية مهمة في الساحة الثقافية الجامعية على غرار المهرجان الوطني الجامعي للمسرح الذي شهد ذروته في آخر التسعينات وبداية الألفية والمهرجان الجامعي الوطني الرياضي السنوي الذي كانت تنظمهما الإدارة العامة للشؤون الطالبية بوزارة التعليم العالي
كذلك المهرجان الدولي الجامعي للموسيقى بسوسة للمركز الثقافي الجامعي يحيى بن عمر الذي لم يستمر سوى بعض الدورات أيضا المهرجان الدولي للمسرح الجامعي بالمنستير الذي يشرف على تنظيمه المركز الثقافي الجامعي بالمنستير والذي يعتبر ايقونة المهرجانات الجامعية الدولية حيث فقد بريقه واشعاعه الدولي والعربي بعد ان أصبحت برمجته سنة بسنة .
إضافة إلى بعض تظاهرات جامعية أخرى وطنية ودولية لم يعد لها وجود لارتباطها بمؤسسيها أو ببعض الأشخاص واضمحلت بذهابهم المهرجان الوطني للشعراء الطلبة للمركز الجامعي للفنون الدرامية والأنشطة الثقافية وختاما فقد اجج اختتام الدورة الاولى للملتقى الدولي الحسين بوزيان للمسرح الجامعي في دواخلنا أحاسيس الغيرة على المشهد الثقافي الجامعي بتونس الذي كان رائدا في جميع المجالات التي سبق ذكرها واثأر فينا التساؤل والاستياء إزاء غياب التخطيط والإرادة السياسية الفاعلة وعدم الإيمان بالثقافة كركيزة اساسية في دفع قاطرة التنمية الثقافية الجامعية
واستشهد في كلامي هذه بمثال يحتذى به وهو دولة المغرب الشقيقة التي كانت حاضرة بجميع انتاجاتها في كل التظاهرات الجامعية التي نظمتها تونس ثم أخذت المشعل في التأسيس والمتابعة حتى أصبح لديها الآن ثلاثة عشر مهرجانا جامعيا دوليا في مختلف المجالات الثقافية من مسرح وموسيقى وغيرها وأصبحت جميع أنحاء المملكة قبلة لجامعات العالم.
نتمنى أن يكون هذه الملتقى دافعا لمزيد تأسيس تظاهرات دولية أخرى وأن يكتسب هويته وشخصيته المتفردة والمستقلة وخاصة ديمومته .