أنوار جامعية حافظ كندارة بنزرت
النادي البنزرتي: بين العثرات والطموحات
على الرغم من إقالة المدرب عماد بن يونس وتولي سامي القفصي مهمة الإشراف على الفريق إلا أن التغيير النفسي الذي كان يأمل الجميع في حدوثه داخل المجموعة لم يظهر بوضوح حتى الآن، رغم التحسن الملحوظ في الأداء الجماعي. وبينما ينتظر الجمهور صحوة جديدة تحت قيادة القفصي، يظل التساؤل مطروحًا: هل سيتمكن المدرب الجديد من بناء هوية تكتيكية مغايرة والابتعاد عن ظل سلفه بن يونس؟ أم أن القفصي سيواصل السير على نفس المنهج التكتيكي، معتمدًا على الأسس التي وضعها المدرب السابق دون إحداث تحول حقيقي؟ يبقى الوقت وحده كفيلاً بالإجابة على هذه التساؤلات، في ظل تطلعات كبيرة من محبي الفريق لتحقيق نتائج إيجابية.
ماهي أسباب النتائج المتدهورة؟
بعد مرور خمس جولات من الموسم الرياضي الحالي سؤال أصبح يفرض نفسه بإلحاح عن الأسباب الكامنة وراء تدهور نتائج النادي البنزرتي حيث لم يتمكن الفريق إلى حد الآن من تحقيق أي انتصار سواء داخل او خارج الديار مكتفيا بتسجيل هدف يتيم. يبدو أن من أبرز العوامل التي ساهمت في هذا التراجع هو غياب الحلول الهجومية الفعالة وضعف الانسجام بين خط الوسط والهجوم، مما جعل الفريق عاجزاً عن خلق الفرص وتحقيق نتائج إيجابية. كما لا يمكن إغفال الوضعية الكارثية التي كان عليها ملعب 15 أكتوبر ببنزرت خلال اللقاء الأخير ضد نجم المتلوي، حيث تضررت أرضية الملعب بشكل كبير بسبب الأمطار الغزيرة. ورغم هذه الظروف الصعبة، شهد الخط الأمامي تحسناً طفيفاً بتسجيله أول هدف في الموسم، مما يفتح باب الأمل أمام عودة الفريق تدريجياً إلى طريق الانتصارات، بشرط معالجة النقائص الفنية والتكتيكية.
العامري ينتفض
شهد المهاجم أحمد العمري تحسنا ملحوظا في أدائه من مباراة إلى أخرى مما جعل الآمال تتزايد حول قدرته على تحقيق الإضافة للفريق. ورغم البداية المتعثرة لهذا اللاعب في بداية هذا الموسم الرياضي إلا انه تمكن أخيرا من فك العقدة بتسجيل أول هدف له هذا الموسم في المباراة الأخيرة أمام نجم المتلوي. فمنذ انتدابه كانت التطلعات كبيرة وهامة تجاهه. ولم يخيب الآمال تماما إذ أظهر مؤشرات إيجابية في أدائه. ومع تسجيله هذا الهدف، يأمل الجمهور أن تكون هذه الانتفاضة بداية لعودة قوية للعمري وأن يساهم مساهمة فعالة في تحسين الخط الأمامي للنادي البنزرتي وتقديم إضافة حقيقية للفريق في المباريات القادمة رغم صعوبتها.
الإشكال الدفاعي متواصل
يستمر الإشكال الدفاعي في النادي البنزرتي فعلى الرغم من إعادة المدافع سيدي عبدو إلى محور الدفاع وجاهزية الظهرين محمد عزيز القاسمي وعلاء الدين البوعلاقي. ورغم الجهود المبذولة من طرف الإطار الفني إلا أن هذا الخط لا زال يعاني من افتقاد التوازن المطلوب، حيث يظهر ذلك جليا في استقبال الفريق لهدف في كل مباراة والذي يأتي غالبا نتيجة أخطاء فردية سواء من المدافعين أو من الحارس أشرف كرير. لذلك يعتبر من الضروري تكثيف العمل على تعزيز صلابة الخط الدفاعي حيث يتعين على الإطار الفني إيجاد الحلول اللازمة لتقليل الأخطاء وتحسين الأداء الدفاعي في الجولات القادمة، مما يسهم في استعادة الثقة وتحقيق نتائج إيجابية.
تغيير الخطة التكتيكية
من خلال متابعتنا لكل لقاء النادي البنزرتي خلال هذا الموسم الرياضي يكمن الإشكال الحقيقي قائم من انتقال الفريق من أداء خطة 4-4-2 إلى محاولة تطبيق خطة 3-5-2، لكن النتائج لم تكن مرضية. حيث يبدو أن اللاعبين لم يتأقلموا بشكل جيد مع الخطة الجديدة من جهة. كما يبدو أن المدرب سامي القفصي لم يحدد بعد التركيبة المثالية التي تستطيع تنفيذ الخطط التكتيكية الموضوعة من جهة اخرى . بالإضافة إلى ذلك تبرز مشكلة تباعد الخطوط حيث يعاني خط الوسط من عدم تقديم الإمدادات الكافية للهجوم، مما يعيق قدرة الفريق على خلق الفرص للتهديف. كل هذه العوامل تشير إلى ضرورة إعادة تقييم الخطط التكتيكية المزمع تطبيقها في قادم الجولات والعمل على تعزيز الانسجام بين الخطوط الثلاثة لضمان تحسين الأداء وعودة النتائج الإيجابية.