تربصا ناجحا في “فن الممثل” لطلبة المركز الجامعي للفنون الدرامية والأنشطة الثقافية بإشراف البروفيسور اللبناني طلال درجاني والأستاذ عماد المي



نظمت ورشة التفكير والبحوث المسرحية بالمركز الجامعي للفنون الدرامية والأنشطة الثقافية الحسين بوزيان تربصا في “فن الممثل” تأطير البرفيسور اللبناني طلال درجاني والاستاذ المشرف على الورشة عماد المي وذلك يوم الجمعة الثامن من ديسمبر 2023
في أول لقاءه بالطلبة حاول البوفيسور طلال درجاني أن يجعل الطلبة يتصرفون على راحتهم منذ بداية التربص ثم اعتمد تدريجيا الغوص في أعماق كل فرد من الحاضرين مع الارتكاز على إعادة إحياء الحزن الجاثم في دواخلهم أو بالأحرى بعبارة أدق الارتكاز على نقطة ضعفهم وكانت الحالات متعددة والتجربة ممتعة من حيث التواصل الإنساني وألم الماضي العميق مثل الحالات التي عادة ما تكون مرتبطة بفقدان شخص عزيز أو عقدة نفسية تعود بهم إلى فترة الصبى أومن عاني من عدم الأمان عند ربط صداقات جديدة بسبب تعرضه للخذلان من صداقات قديمة ، أيضا منهم من كانت تعاني من الم فقدان حنان وعطف الام التي فقدتها ولم تعرف كيف تعتبر عن آلمها الذي كان مكبوتا داخلها
كذلك من حرمت من ممارسة هوايتها المفضلة وهي التمثيل نتيجة اعتقاد والدها بأنها قد تنحرف عن الطريق السويِ بسبب المسرح ومنهم من كان يعيش في وسط عائلي كله مشاكل ولم يجد إلا الموسيقى المهرب الوحيد مما جعله ينزوي في ركن الغرفة باحثا عن الهدوء .
في هذا الإطار والزوايا المتعددة من الأحاسيس يبحث البروفيسور طلال في حديثه وتأطيره للطلبة عن زاوية مخفية أو أجزاء مفقودة في ذاكرتهم محاولا إيقاظها وبناء مشاهد واقعية تقوم على احاسيس حقيقية
ويؤكد في هذا الإطار أن الممثل البارع حتى وإن حاول أن يجسد مشهدا حديثا بنفس الاحاسيس القديمة فإنه لا يستطيع أن يتقنه لأن مشاعره ليست مبنية على احاسيس نابعة منه و انما هي مجرد تقمص لدور ما كأن يحاول الممثل ارتداء زيٍ لا يناسبه ، فكما نعلم أن الممثل البارع يجب أن تكون مشاعره حقيقية لذلك عند تمثيل مسلسل أو فيلم سينمائي على الممثل أن يضع نفسه مكان شخصية الدور التي سيقوم بأدائها سواء كان على مستوى الجسد أو النفسية لذلك يعمل هذا الممثل على أن يدخل جزءا كبيرا من شخصيتها في حياته اليومية حتى يتأقلم مع الدور ولهذا بالذات يصعب على كثير من الممثلين العودة للحياة الطبيعية عند الانتهاء من التصوير وفي بعض الأحيان نجد التأثر في شخصياتهم بالرغم من محاولاتهم تخطي الآلام .
أخيرا يمكن القول أنه في اعتماد البورفيسور في هذا التربص على التدريب على استخدام نقطة ضعف الطالب كانت في نفس الوقت مصدرا للقوة و علاج نفسي في آن واحد مقدما لوحة فنية رائعة مبنية على احاسيس صادقة.
وفي حديث الأستاذ عماد المي عن هذا التربص أكد أنه ورشة تهتم بإعداد الممثل وفقا لمنهج ستانسلافسكي خاصة بالطلبة المرسمين ضمن ورشة التفكير والبحوث المسرحية بالمركز الجامعي للفنون الدرامية والأنشطة الثقافية بتونس وقد استفادة بشكل كبير لان كل شيء يضيف للطلبة خاصة أن البروفيسور محبوب من طرف الطلبة ويجلّونه
والسيد طلال درجاني محترم جدا وعارف بشكل واضح وصريح لشغله وصارم في ايمانه بالمعرفة والمعرفة الجمالية والفنية المسرحية ومتمكن من مناهج وأساليب الفن المسرحي عمليا وإجرائيا
وفي اختتام هذا اللقاء قام مدير المركز الجامعي للفنون الدرامية والأنشطة الثقافية بتكريم البروفيسور طلال درجاني من طرف السيد عبد الستار الخليفي والأستاذ عماد المي ثم قاما بتسليم شهائد مشاركة في هذا التربص القيم لتكون لهم ذكرى طيبة .
. شيماء الفرشيشي
نادي الصحافة بالمركز الجامعي للفنون الدرامية والأنشطة الثقافية



