أنوار جامعية حافظ الشتيوي
تكريم حافظ خليفة في اسبوع المهاجر التونسي هو تكريم لكل المبدعين الناجحين في تونس وفي مختلف أنحاء العالم
على اثر نجاح ” أسبوع المهاجر المبدع التونسي ” تسعى وزارة الشؤون الاجتماعية وديوان المهاجرين التونسيين الى أن يكون هذا الأسبوع موعدا سنويا ينتظره التونسيون في الوطن والمهجر كل سنة خلال الأسبوع الثالث من شهر جويلية في تونس حسب ما اكده مستشار وزير الشؤون الاجتماعية ياسين عزازة
وقد أبت وزارة الشؤون الاجتماعية والديوان التونسيين بالخارج إلا أن يكرموا في اختتام اسبوع المهاجر المبدع التونسي عديد الفنانين المشاركين في مختلف مجالات ابداعتهم الفنية والموسيقية والسينمائية والأدبية والفنون التشكيلية وطبعا نجد الابداعات المسرحية ..التي قدمها بامتياز المخرج حافظ خليفة
ويتجلى اهمية هذا التكريم الذي بادر به الديوان التونسيين بالخارج ومن وراءه وزارة الشؤون الاجتماعية هو تكريم للمبدع التونسي وللفكر التونسي المستنير خارج ارض الوطن في كامل انحاء العالم ولتعطي الصورة الناصعة الحقيقية لشباب وشابات وطننا العزيز ولتقول للعالم بان تونس ولادة بمبدعيها وفنانيها ومسرحييها الذين ينافسون كبار المبدعين في العالم بانتجاتهم واعمالهم الناجحة.
الكوميديا الالهية والكونتاينر مسرحيتان مختلفتان تشتركان في البحث عن الذات الانسانية
جاء التكريم الذي نال شرفه المخرج التونسي المبدع حافظ خليفة المقيم بإيطاليا على إثر تقديمه لعرضين مسرحيين وهما ” الكوميديا الالهية ” و “الكونتاينر”
من خلال مسرحية الكوميديا الالهية جحيم الشرق والغرب حيث قدم المخرج رؤية ابداعية ركحية اخراجية مغايرة للسائد العالمي المالوف ومختلفة عن العروض الذي اعتمدت نفس الأثر للكاتب والاديب الايطالي العالمي “دانتي” وقدمته بطرق ابداعية مختلفة من سينما وموسيقى وصور متحركة .
وقد تضمنت هذه الرؤية تشبعا بالأدب العربي وبالروح العربية والشرقية إذ ابتكر فكرة لقاء الاديب العربي ” ابي العلاء المعري” بــ “دانتي ” في رحلته الى الجحيم وقدمها في تصور ابداعي متكامل يجمع بيع الموسيقى والشعر والكوريغرافيا ، وباعتبار تشبع المخرج حافظ خليفة بجمالية المسرح الايطالي واشتغاله مع كبار المخرجين والمسرحيين بروما ، جاءت الصور السينوغرافية متحركة ومتعددة ذات جمالية ركحية تسافر بالخيال وتحلق نحو المجهول وتغوص في اعماق الذات الانسانية .
أما العرض الثاني ” الكونتاينر ” الذي قدم في إطار اختتام فعاليات هذه التظاهرة فقد فاجئ المخرج حافظ خليفة الجمهور الحاضر في القاعة بعرض داخل كونتاينر “حاوية بضائع ” متمردا على نواميس الفرجة المسرحية المعهودة حاملا الجمهور لمعايشة الحدث والفعل الدرامي بالمسرحية ليصبح الجمهور جزءا من الحكاية و وكأنه شاهدا أو بالأحرى عنصرا مهاجرا داخل الكونتاينر او الحاوية في رؤية وتصور مسرحي تطرق من خلاله حول موضوع الهجرة السرية ولكن هذه المرة الهجرة عن طريق البر ولبس البحر كما تعودنا ليدق ناقوس الخطر إلى وجود هاته الظاهرة السرية وخاصة من جهة الشرق على الحدود التركية و التي تعتبر بوابة كبيرة لكل المهاجرين و اللاجئين الفارين من ويلات حرب العراق وسوريا و لبنان و فلسطين و اليمن و غيرها من البلدان الغير العربية كأفغانستان و باكستان و المناطق الفقيرة من آسيا الصغرى و الشرقية.
وقد سبق للمخرج حافظ خليفة أن اشتغل على هذه المسرحية للكاتبة العالمية ” كلاري بايلاي ” في نسختها الإيطالية قبل سنوات وإيمانا منه بأهمية هذه القضية الإنسانية الحارقة والدامية للقلوب قرر إطلاق النسخة التونسية من الكونتاينر.