“تناثري ” خاطرة بقلم نزهة محمد المانع

أنوار جامعية نيوز / بقلم الأستاذة والباحثة في  الفلسفة نزهة محمد المانع

نزهة محمد المانع

في رحلتها بحثا عن الحقيقة، تدشّن نزهة محمّد المانع أستاذة الفلسفة والباحثة في مجال الروحانيات، مغامرتها بتجريب فنّ الخاطرة أداة لاستجلاء المعنى وبناء النصّ. وإذْ تأخذنا في هذه الخاطرة بين قوّة الدلالة في اللون ودلالة القوة في الكون، فإنّها تسري بنا من خلال اللغة من أقصى مسجد النثر إلى مسجد الشعر الحرام.. فكانت هذه الخاطرة:

تنـــــــــــاثري

جمع اللّيل غيمه، واستباح للصباح إطلالة محتشمة وسريانا للضياء مرتبكا،
وأسرّ للشمس بكلمات رقيقة حتى لا تنثر خيوطها بقوة، فتشرق وتنير ما أخفته ظلمته حينًا من الدهر.
  سعت العتمة بقوة للستر…إلا أن سطوة الشمس كانت أقوى…

وبريق نورها رفع الحجب عما أسدله خمار الليل…
ما للطيور الجريئة قابعة تحت أوراق الشجر…؟
وما للرمال المتحركة ساكنة سكونا غير منتظر…؟
وما لقــلادة الزمرد تخفي بريــقا غير منبلج؟

****
طافت الأرواح الحزينة في الورى ….
وعانقت الغسق …فلا البدر أسرى
ولا انشقّ الفَلَق
تشمّمتْ عطر دهور خلت…
و فتحتْ رموشها المرتخية..
و تنفّست هواء غير مرتقب…
و شدت على جرح غير ملتئم…..
ألا يحق للألم أن يسكن…؟
 ألا يحلّ للفؤاد أن يحلم…؟
أبسكون الليل طاب مرقدها…؟

أبكثيف  الغيم استحالت  يقظتها؟
تناثري يا أرواح تناثري….
اسري بين الحجب …و شدّي رحالك نحو الضياء…
رَجْعُ صرخاتك بات مسموعا في الأودية…
و أنين آلامك أنشودة ليل تسري كالسيل…
تناثري يا أرواح تناثري….
امسحي الدمع … هدّئي الروع…
و هبّي إلى الحياة  من العدم
وسيري واثقة من قدَرٍ ألهمك صبرا…
وحدْسٍ أنار لك الدرب فجرا ..
وربٍّ جعل لك  العسر يسرا
فافرحي و أَبْشري وتنفّسي عطر الزهر
وتجمّلي بصفاء روحك في عالم التجلّي الأقصى

نزهة محمد المانع
أستاذة باحثة في  الفلسفة

 L-univers

L-univers

Journal électronique traitant des affaires étudiantes, de la vie universitaire, des services universitaires et des activités communautaires

Shopping Basket