“جاسيندا أرديرن ” رئيسة وزراء نيوزيلندا مثال للمرأة القائدة

أنوار جامعية نيوز / ألفة المناعي

الفة المناعي

عبر التاريخ عانت المرأة من حط لقيمتها وإخماد لصوتها و اعتبارها كائن تابع و هي حقيقة ملموسة نشهد بوادرها إلى يومنا هذا. فتعالت الأصوات التي تندد بحقوق المرأة و تحريرها من الهيمنة الذكورية و التشييد بإنجازاتها. لكن الملفت لنظر و السخرية في الأمر أن  كل هذه الأصوات في ظاهرها نسائية التوجه لكن في باطنها تمجيد لرجل. فأصبح ربط النساء القائدات الناجحات رهين التشبه بالرجال بطريقة بغيضة تحول بين المرأة و أنوثتها. فمتى أرادت النساء إثبات جدارتهن تجردن من أنوثتهن و أخذن طريق الرجال في احتكامهم للأمور. مع ذلك هناك نساء نجحن في أن يكن نساء يشاركن في اتخاذ القرار و تقرير المصير دون المساس بأنوثتهن أو تاء التأنيث. و لعل من أبرزهن رئيسة وزراء نيوزيلندا تلك التي اعترف العالم بجدارتها واعتبارها مثال حي للقيادة الحقيقة

بعدما شاهد العالم مأساة الحادثة الإرهابية بنيوزيلندا هجوما كرايستشيرش الذي تم فيها إطلاق النار على مسجد النورين و مركز لينود الإسلامي من قبل إرهابي متعصب ضد الإسلام و الذي ادى إلى مقتل و إصابة العديد. أظهرت جاسيندا ارديرين حكمة و حزم في تعاملها مع الوضعية ففي حين تضامنها و تعاطفها مع ضحايا الهجوم و الأقلية المسلمة و ارتداءها الحجاب كحركة رمزية قامت أيضا باتخاذ مجموعة من الإجراءات الصارمة منها تعديل القوانين التي تتعلق بالأسلحة. كما رفضت ذكرى اسم مرتكب الهجوم بعد أن استهلت خطابها بحديث لنبي معلقة ” أناشدكم أن تتذكروا أسماء ضحايا الهجوم بدلاً من اسم منفذه، إنه إرهابي ، إنه مجرم، إنه متطرف، لكني لن أُسميه أبداً عندما أتحدث عن الهجوم”. وبذلك كانت صارمة مع الارهابين و متعاطفة مع أفراد الضحايا و أنقذت بلادها من موجة احتقان ربما لا تحمد عواقبها

جاسيندا التي تعتبر من أصغر قادة العالم و ثالث امرأة تحكم نيوزيلندا لم تستنكر حقها في ان تكون أم رغم منصبها و ما يتحتم عليها من مواجهته من انتقادات للنظرة تقليدية للمجتمع للمرأة في منصب يحتم عليها اتخاذ قرارات مصيرية .بل أعلنت حملها على إثر توليها منصبها و لم تكتفي بهذا فقط بل أخذت  معها ابنتها ذات ثلاث شهور لقمة نيلسون منديلا للسلام بالامم المتحدة بعدت أن اخذت ستة أسابيع إجازة إثر ولادتها  لتكون بذلك أول امرأة قائدة تأخذ مثل هذه الإجازة  .  و حين تم انتقادها أعربت أن ابنتها تحتاج إلى الرضاعة. و بذلك تكسر الحواجز التي تحيل بين أن تكون المرأة عاملة و أم في نفس الوقت و صرحت في لقاء تلفزيوني “النساء يقمن بمهام متعددة في نفس الوقت كل يوم، كل ي.وم، البعض يعتقد أن المرأة إما أن تكون أماً أو شيئاً آخر. هل أستطيع أن أكون رئيسة وزراء وأم معاً؟ بالطبع، وهل أنا سعيدة بذلك؟ نعم”.

و في حين وجد الكثير من رؤساء العالم صعوبة في التعامل مع انتشار فيروس كوفيد 19 استطاعت رئيسة وزراء نيوزيلندا التعامل مع الوضع الوبائي بحرفية أذهلت العالم. إذا قامت بمجموعة من الإجراءات للسيطرة على الأزمة منها اقتصاص 20 بالمائة من راتبها و رواتب بعض المسئولين بالحكومة لمدة ستة أشهر لدعم الأفراد الذين تضرروا جراء الحجر الصحي  . و بذلك أبدت مثالا حي لروح القيادة و نالت احترام شعبها مخففة من وقع المحنة. كما أعلنت عن نجاح بلادها في تجاوز المحنة الثانية لفيروس كرونا بعد ظهور بؤرة للوباء في اوكلاند.

أثبتت رئيسة وزراء نيوزيلندا التي فاز حزبها بالأغلبية الساحقة جدارتها في قيادة بلادها و مواجهة سلسة من التحديات منذ توليها منصبها سنة 2017. كما حظيت بشعبية عالمية  تشيد بإنجازاتها و أسلوبها في تقرير مصير نيوزيلندا لتكسر بذلك النظرة التقليدية التي تقولب المرأة خاصة و السياسيين عامة. جاسيندا أردرين امرأة اتخذت من العفوية طابعا و العطف الإنساني منهجا للحكم  فقادت بلادها قيادة نزيهة تحتكم للعدل و بهرت العالم في تعاملها مع الأزمات كامرأة بكل ما أوتيت من كيان.

 L-univers

L-univers

Journal électronique traitant des affaires étudiantes, de la vie universitaire, des services universitaires et des activités communautaires

Shopping Basket