” جبرُ الخاطر “بقلم آمنة باشا

أنوار جامعية نيوز / آمنة باشا أستاذة الادب العربي

آمنة باشا

      يُقال إنّ كسر الخواطر بمثابة الخطأ الطبيّ، الاعتذار فيه لا يردّ لك عافيتك. وهذا، لعمري، قول صواب؛ إذ حتى لو اعتذرت الرياح سيبقي الغصن مكسورا، وكلمة آسف لن تصلح الأخطاء، ولن تغفر الكذب ولا تعيد الماء الذي تلوّث صافيا وصالحا للشراب كما كان…

إنّ جروحا غائرة في قلوبنا لا ولن تشفيها الأعذار لأنها بدلت ترتيب الأشخاص في قلوبنا، ولم يعد ممكنا العود إلى بدء، لم يعد ممكنا فتح الأبواب والدخول والاستيطان مجددا في أماكن لم يقدّروا هشاشتها وحساسيّتها، ولم يحافظوا عليها كجوهرة ثمينة أهدتهم إياها الأيام ليكون سندا لهم في هذه الحياة.. فتكبّروا واستهتروا وأنكروا نعمة الله عليهم بكل ما أوتوا من برود ونكران للجميل.. من أجل ذلك كُتِبَ عليهم أنْ يبقَوْا غرباء عنا كأنْ لم نعرفهم من قبل.. ومهما كانت علاقتنا بهؤلاء الأشخاص، أقارب أوأصدقاء أوأحباب أو أغراب… لن يكون لهم مكان في حياتنا أو حتى في ذاكرتنا…

إنّ الحياة أقصر من أن تُهدرها في إعطاء الفرص لمن فشلوا في الاحتفاظ بك، أو أن تحزن لأجل كلمة آلَمَتْك منهم أو موقف خذلوك فيه وقد كنت تنتظر أن ينصروك…

 وتذكّرْ جيّدا أنّ طريق النجاح يبدأ من شخصٍ يكسر قلبك وصديقٍ يُخيِّب ظنّك وصاحبِ نفوذ يظلمك وقريب يُنكر دمك الذي يجري في عروقه حتّى يأتي عليك حين من الدّهر فتيأس من الناس جميعا وتلجأ الى الله وحده فيُغنيك…

لا نفع من التعاطف مع أي كان من هؤلاء، ولاتهدر وقتك في السير ضدّ التيار، ولا تصدّق أنّ غفرانك لزلاتهم يزيد من مكانتك في أعينهم؛ فقد انتهى زمن الكريم الذي إذا أكرمته ملكته، وانج بنفسك واعتنق الحب الأسمى والأبقى، حب الله تعالى الذي لا تضيع عنده الودائع…

وأمّا عن جرحك فسيتكفّل الزمن بتطبيبه وسيندمل مع مرور الأيام، نعم الزمن وحده من سيشفيك ويجعل روحك تشرق من جديد بعد انطفائها.. لكن هذه المرة ستكون براقة ومتوهجة أكثر من ذي قبل إذْ “لا تشرق الروح إلا من دجى ألم ولا تزهر الأرض إلا إذا بكى المطر”

لذا تعلم يا ابن ادم التخطي، تعلم التجاوز، تعلم الاكتفاء وحينها لن يكسر لك خاطر وتعلم من قول مولانا جلال الدين الرومي”إنه طريقك وحدك قد يرافقك فيه أحدهم لفترة  لكن لن يكمله أحد غيرك”.

 L-univers

L-univers

Journal électronique traitant des affaires étudiantes, de la vie universitaire, des services universitaires et des activités communautaires

Shopping Basket