أنوار تونسية / حافظ الشتيوي
جمهور قابس على موعد مع العرض الأول لمسرحية “مجاريح” لحافظ خليفة الجمعة 5 نوفمبر 2021
لئن تفاعل الجمهور الغفير لمشاهدة مسرحية ” مجاريح ” آخر أعمال المخرج المبدع حافظ خليفة التي قدمت أمام لجنة الشراءات بوزارة الثقافة يوم 1 أكتوبر 2021 بقاعة الفن الرابع بتونس العاصمة فالأكيد الجمهور سيكون أكثر عددا يوم الجمعة 5 نوفمبر بقاعة المركب الثقافي محمد الباردي بقابس وكيف لا وقد ولد العمل من رحم ابداعات وانتاجات مركز الفنون الدرامية والركحية بقابس تحت ادارة ابن الجهة الممثل النجم صالح الجدي بمشاركة ثلة من نجوم المسرح بالجنوب التونسي جليلة بن يحي وعبد الباسط الشاوش وحسان مرّي وفتحي الذهيبي ونادية تليش ومنذر العابد وادم الجبالي والتقني المختص في الانارة رمزي النبيلي وتقني صوت اسماعيل الحفصي وفي التوضيب العام شرف الدين حمدي ومنسق الانتاج محسن رحومة وتصميم الملابس مفيدة المرواني والموسيقى لرضا بن منصور وادارة الانتاج الفنان مدير المركز صالح الجدي
وتعتبر مسرحية مجاريح دراما كوميدية سياسية بامتياز كتب نصها الراحل ابراهيم بن عمر وقدم فيها المخرج حافظ خليفة رؤيته الاخراجية المتناغمة مع قيمة الطرح الاجتماعي والواقع السياسي المترذل باعتماده سينوغرافيا مشهدية متحركة تزواج بين تقنية المشي على العصي وبين خيال الظل وتقاطع الانارة حسب الفضاءات التي تدور فيها للأحداث سواء في المكتب أوأروقته أو في المحكمة وما زاد في جمالية المشاهد وصدقها بناء الشخصيات وتواصلها والأداء المميز الممثلين المحترفين الذي اعتمدوا تارة طريقة الكوميديا دي لارتي وتارة الواقعية وتارة أخرى الشخصيات المركبة .
مسرحية مجاريح قدم فيها الكاتب صورة للواقع المعاش دون السقوط في واقعيته النمطية المبتذلة, من خلال ضياع ملف التنمية الجهوية ووعود السلطة لشعب يعيش ويلات التهميش لسنوات طوال في ظل عدم ايفاء الدولة بوعودها,من خلال شخصية ” حاتم” هذا الشاب الذي جرح اثناء احدى المظاهرات حيث كان موجودا بالصدفة مع إحدى المجموعات الشبابية لجمع علب السجائر امام الولاية و امام احد مقرّات القباضات..مغتنما فرصة الفوضى التي تعيشها البلاد..بسبب الحاجة يقدم على محاولة نهبالمقرّ..فصادف أن ان هاجمتهم مجموعة من رجال الامن..وعند هروبه عالجه احد القنّاصة برصاصة اصابت مؤخّرته فيسجل ضمن مجاريح الثورة ثم يجد .. نفسه يطرق ابواب الادارات و المسؤولين ليأخذ حقه ومن هنا تنطلق المعاناة الساخرة بين الاروقة وجمعيات حقوق الانسان والراكبين على الاحداث والمتشدقين باسم الثورة
أخيرا تعتبر مسرحية مجاريح نقطو ضوء في عتمة ما يجري في كواليس الادارات فهل يشع النور من جديد ويستعيد الفرد انسانيته في ظل المتحولات السياسية الراهنة ؟ سؤال يطرح الخفاء وفي العلن في انتظار الأجوبة في قادم الايام