أنوار جامعية نيوز / سالم العقربي – تونس
بعد تجارب وتحركات وتغييرات سياسية واقتصادية وحتى جغرافية في دول العالم العربي كان لي شرف زيارة بعضها بعد سنة 2010 باعتباري من أحباء السفر ولي أصدقاء في كل مكان في العالم.
ومن عاداتي عند استضافة أي صديق أو مجموعة أصدقاء من العالم أصرّ على برمجة رحلات سياحية غير عادية ومختلفة رحلات سياحية بعيدة عن المسالك التي تبرمجها وكالات الأسفار بل أسعى إلى المختلف والمغاير والجمال المخفي لتونس خاصّة تونس الأعماق والذي أعرفه جيدا بحكم أنشطتي الكشفية وقيادتي لعديد الجمعيات وبرمجة عدة مؤتمرات وملتقيات وجولات خارجة عن المألوف وسعيي الدائم لطرق لا يرتادها غيري، المغامرة سرّ من أسرار بناء الإنسان.
هاجس المقارنة بين واقعي التونسي وواقع بعض الدول التي أزورها.
في كل رحلة من رحلاتي كان هاجسي الداخلي مقارنة الواقع التونسي في هذه السنوات الأخيرة الذي يعيش مخاضا كبيرا وعسيرا ويعرف تحولات وتغيرات وتجارب سياسية متنوعة ومختلطة وهجينة واقع متغير تاه فيه المثقف والعامي بين وقع الكلمة والبحث عن الرغيف.
أعود هنا إلى حبيبتي التي أشتاق إليها دائما وفي كل الفصول فجمالها يتغير ويتجمل ويتلون من فصل إلى آخر وتغريك دائما بكل ذرّة في جمالها المتنوع المتغير المتفرد بين عبق التاريخ الضارب في الإنسانية والحداثة المتسارعة نحو العصرنة… هي مصر الحبيبة التي لا أملّ من زيارتها ومن ناسها ومن أصدقائي فيها بمختلف أطيافهم وألوانهم وانتمائاتهم .
حبيبتي مصر بين زيارتين
سأتحدث هنا عما لاحظته من تغييرات كبيرة وهامة بين زيارتين، يتناهى إلى مسامعي أحيانا وأستمع في بعض وسائل الإعلام إلى سب وشتم ونقد وانتقاد إلى النظام المصري وظلمه وجبروته ولكن سادتي وأصدقائي الكرام في كل العالم، الواقع عكس ما تصورون وما تكذبون وما تفترون فقد لاحظت إنجازات لا يرتقي لها الوصف، طرق سريعة خماسية ذهابا وإيابا تمتد إلى أكثر من 350 كلم وخير مثال طريق القاهرة بور سعيد المتجدد والمدن الجديدة المتناثرة في كل مكان مدن عصرية متطورة والقرية الذكية (Smart Village) والطريق شمال جنوب والقناطر (الكباري) ،
هل تعلم عزيزي القاريء أنه يوجد بالقاهرة قناطر وكباري على 4 طوابق وهل تعلم أن مترو الأنفاق يوجد على أربع طوابق تحت الأرض وكلها مدن كاملة الأوصاف وهل تعلم أن المترو يمر مختالا تحت نهر النيل وقطارات الأنفاق هذه على مستوى عالي جدا ومجهزة بالأنترنات المجاني ثم لا يكفي الكلام والحبر للحديث عن العاصمة الإدارية الجديدة بكل مكوناتها العصرية ومدينة العلمين الجديدة التي تظم ممشى يفوق طولة 14 كلم ومدينة دمياط للأثاث التي بنيت شمال مدينة دمياط القديمة وقنات السويس الجديدة التي يبلغ طولها 72 كلم والتي قلّصت ساعات انتظار السفن من 18 إلى 11 ساعة إضافة إلى أنفاق قناة السويس الخمسة التي تربط بين دلتا مصر وسيناء لتسهيل حركة المواطن وحركة البضائع.
هذا دون أن ننسى التطورات المطردة التي شهدتها القرى المصرية في السنوات الأخيرة وخير دليل مبادرة “حياة كريمة” منذ سنة 2019. بالإضافة إلى الاكتشافات الجديدة للغاز الطبيعي في المناطق البحرية والإصلاحات الاقتصادية والمالية المتجددة والمتطورة وتنويع مصادر الطاقة وخاصة الطاقة المتجددة. ثم والمذهل حقا هو التفاعل السريع والتأقلم مع جائحة كورونا بالنسبة للتعليم حيث تم تدريب أكثر من 000 70 معلم الكترونيا على برامج الترقي وتدريب حوالى 000 1 معلم على نظام التعليم الجديد بالمدارس المصرية اليابانية دون أن ننسى انجاز بنك المعرفة وهو أكبر مكتبة رقمية على الأنترنت
ثم هناك ملاحظة بسيطة ولكن مهمة جدا لصالح الأسرة المصرية تم تطويرها على مدى سنوات عديدة وهي سياسة النوادي الموجودة في كل مدينة وفي كل حي بمصر حيث يتوفر بالنادي كل المرافق وقاعات الرياضة بمختلف أنواعها وهي نوادي مخصصة لكافة أفراد الأسرة حيث يوجد أفخر المقاهي والمطاعم وقاعات الألعاب للكبار والصغار حيث يمكنك أنت وأسرتك بانخراط بسيط لكامل السنة أن تستمتع وتمارس أي رياضة تريد وهكذا يصنع الأبطال على مستوى عالمي. المعذرة حبيبتي مصر ان قصرت في حقك
