أنوار جامعية سالم العقربي
حوار مع أبطال مسرحية “رغبة قدر” من الجزائر المتوجة بجائزة أفضل سينوغرافيا في الملتقى الدولي للمسرح الجامعي بتونس
في اطار الدورة الأولى للملتقى الدولي الحسين بوزيان للمسرح الجامعي بتونس التي دارت فعالياتها من 26 إلى 31 جويلية 2022 تحصلت الجزائر على جائزة أفضل سينوغرافيا من خلال مسرحية ” رغبة قدر “قدمتها الإقامة الجامعية 19 ماي 1956 التابعة لمديرية الخدمات الجامعية سطيف 1 وفي هذا الاطار التقينا بمخرج العمل طارق عراب والممثلتين فلة تمامنة ووفاء نويوي للحديث عن مشاركتهم في هذه الدورة الأولى وانطباعاتهم .
المخرج طارق عراب
أشعر أن هناك أطراف خفية سعت لإفشال الملتقى وهذه مقترحات لتطوير التبادل الثقافي الجامعي والعلاقات بين تونس والجزائر
رأيك سيد طارق عراب في الملتقى ؟
أعطيك رأيي وبكل صراحة بالنسبة للملتقى بصفة عامة، اظن ان هناك خلل ما من ناحية التنظيم لا اعلمه وأود أن أقولك أني بحكم قربي من عديد التونسيين هنا أشعر ان هناك اشخاص في الخفاء كانوا ضد نجاح الملتقى وسعوا لأفشاله و لست ادري لماذا ؟
وبالنسبة لفعاليات الملتقى أعود بك إلى يوم الافتتاح فقد كانت هناك برمجة انطلاق حفل الافتتاح من امام وزارة السياحة بشارع محمد الخامس وصولا الى مدينة الثقافة وفجأة تم الغاء هذه الفقرة مع أنه أساس نجاح اي تظاهرة او أي ملتقى او مهرجان يكون حتما من خلال الافتتاح .
واما من جانب العروض وتوقيتها فكانت انجح فقرة في الملتقى كذلك جلسات النقاش بعد نهاية عرض كل مسرحية وأعجبني مشاركة الطلبة في النقاش الذي كان الى حد ما في المستوى رغم انني كنت اتمنى ان يكون مستوى عروض بعض الفرق المسرحية المشاركة ارقى بكثير بما في ذلك عرض الجامعة الجزائرية ولست هنا لأنكر تعب كل دولة مشاركة
كيف تقيم المشاركة الجزائرية ؟
رغم ظروف التحضير والصراع مع الوقت ومن ناحية اجراءات السفر فأنا أعتبر المشاركة الجزائرية ناجحة بنسبة 70% بالنسبة لي كمخرج العمل وكمشاركة محترمة من طالبات يمارسن المسرح لاول مرة والطريف في هذا العرض أني شاركت فيه كمخرج وكممثل لغياب طالب في آخر لحظة لظروف قاهرة.
وأثناء التحضريات لم اطلب من الممثلين المستحيل ولم احاسبهم على آدائهم لانهم حسب اعتقادي قاموا بواجبهم واكثر مما كنت اتوقع وشخصيا أعتبر العرض لم يصل الى المستوى الذي اتوقعه فهو يتطلب مزيدا من العمل والتمارين على اتلمستوى الاخراجي وكذلك على مستوى النص وهاذا ما سأسعى إليه في قادم الايام بحول لله لانه ما شاهده الجمهور أعتبره عرض شرفي بين قوسين لأنه قدم لأول مرة كعرض شامل وكامل في قاعة ابن رشيق وبالتالي اعتبره بروفة لا أكثر ولا أقل .
حدثنا عن تجربتك في المسرح الجامعي ؟
تجربتي في المسرح الجامعي ليست وليدة اللحظة بل تمتد لفترة طويلة بدأت سنة 2009 الي غاية اليوم وبحكم انني اعمل في المسرح الذي هو مصدر رزقي او وظيفتي في المسرح الجهوي العلمة ومعظم مشاركاتي كانت في الفرق الهاوية والمحترفة فقد كانت مغامرة صعبة في الوسط الجامعي نظرا لغياب ظروف عمل في الجامعات مع نقص في الإمكانيات خاصة لما يكون الطالب او الطالبة يدرسون في تخصصات خارج الفن فهذا يعد مغامرة أو انأ اسميها انتحار بسبب أسلوب إقناع الطالب كي يمارس هواية في مدة وجيزة لان كل وقته في الدراسة والامتحانات خاصة إثر الوباء الذي اصاب العالم جراء كورونا في السنوات الأخيرة واعتبر ان المشاركة في الملتقى الجامعي بتونس بالنسبة لي ناجحة جدا خاصى مع حصولنا على جائزة السينوغرافيا والذي يعتبر انجازا كبيرا كأول مشاركة في الوسط الجامعي على المستوي الدولي وثاني مشاركة في المهرجان العربي بقسنطينة منذ سنة 2015على المستوي المحلي
كيف ترون آفاق التعاون الثقافي و الجامعي التونسي الجزائري؟
كنت اود أن يطرح في الملتقى بعض المقترحات التي يمكن ان تفيد العلاقات المستقبلية الثنائية بين تونس والجزائر على مستوى التبادل الثقافي والمسرحي أذكر منها
– السعي لانشاء رابطة عربية للمسرحيين الجامعيبن وتتكون من الفرق الجامعية العربية وتكون متكونة من مخرجيين واكادميبن مسرحيين وليس اداريين
– الاشتغال على ورشات تخصص للمنشطين الثقافيين على مستوى الإقامات و المبيت الجامعي لإنشاء فرق وتطوير المسرح بإشراك الطلبة في نوادي مسرحية ويكون التأطير من طرف مسرحيين
– السعي لإقامة الملتقى كل سنة في بلد من البلدان العربية التي تشارك في المهرجان او الملتقى
– التحضير الجيد للملتقيات والسعي لأخذ كل النقائص وتقنينها على كل الدول المشتركة حتى لا نقع في أخطاء لان مستوى الطالب الجامعي اكبر بكثير مما نشتغل عليه.
الطالبة الممثلة فلة تمامنة
نجح الملتقى في لم شمل الطلبة المسرحيين واللهجة لم تكن عائقا امام فهم العروض
هي طالبة جامعية تخصص اوتوماتيك تبلغ من العمر 22 ربيعا عاشقة للمسرح وتعتبره لغة تواصل مشتركة بين كل الشعوب وحلمها ان تصبح فنانة مشهورة .
شاركت في مسرحية رغبة قدر الفائزة بجائزة افضل سينوغرافيا في الملتقى الدولي الحسين بوزيان للمسرح الجامعي
في البداية سألناها عن رأيها في عروض الملتقى والبرنامج فأكدت بأن الملتقى شكل فرصة جميلة للالتقاء بين مختلف الطلبة من كل البلدان ولم شمل الطلبة المسرحيين واعجبها الاستقبال والتنافس بين الفرق كذلك روح التحدي والارادة. وأضافت بانها تفاعلا كثيرا مع البرنامج الثري بالعروض وبقية الفقرات. من ورشات و معلومة مفيدة من اساتذة كبار
حسب تعبيرها لتختم كلامها بان اختلاف اللهجات لم يكن عائقا وهذا في حد ذاته نجاح ثم سألتها إن كان قد زارت تونس من قبل فأكدت بأنها توزر تونس لأول مرة
وأعجبت بها كثيرا وباهلها الطيبين الذين يجعلونك تفكر في زيارتها مرة ثانية و ثالثة. واكتشفت حسب تعبيرها لماذا يسمونها بتونس الخضراء .
الطالبة الممثلة وفاء نويوي
امنيتي ان تكون هناك توأمة بين الجامعة الجزائرية والجامعة التونسية للتبادل الثقافي و التعليمي وتتوج بعمل مسرحي ضخم
علاقتها بالمسرح علاقة عشق لا متناهي أحبته منذ الصغر وكانت تشارك في مسرحيات المدرسة وبعدها دور الشباب إلى ان شاءت الأقدار وأصبحت ضمن فريق مسرحي ذو صدى دولي كل هذا كان طبعا بتشجيع من الاهل والأصدقاء وما اعطاها دفعة قوية هو بنية شخصيتها القوية
وفصاحة اللغة التي مكنتا من ابراز كل قدراتها على الركح
سألنها في البداية عن الدراسة ؟
لا تستغرب إذا قلت لك بأن دراستي الجامعية بعيدة كل البعد عن المسرح لان اختصاصي الأول في الجامعة كان ماستر إدارة مالية اما حاليا لغة انجليزية هنا أردت أن أضرب عصفورين بحجرة واحد وهو التركيز على الشهادة و كذلك مواصلة حلمي في ان اكون ممثلة ناجحة
وانتمائي كان في نادي التبصرة مع المخرج طارق عراب على مستوى الاقامة الجامعية 19 ماي 1956 الذي فتح لنا الابواب من خلال ورشات خاصة بالممثل الصوت ولغة الجسد …الخ من هنا كانت الانطلاقة في عدة أعمال فنية من بينها مسرحية “رغبة_قدر” التي شاركنا بها في الملتقى الدولي المسرح الجامعي حسين بوزيان في تونس الحبيبة والتي توجت بجائزة احسن سينوغرافيا للاخ سهيل بوخضرة
هل زرت تونس من قبل ؟
….نعم زرت تونس من قبل احب بلد لقلبي ،بلدي الثاني بعد بلدي الأم الجزائر بالنسبة ليا تونس دار_خوالي ما يضيق فيها خاطري تونس البساطة ،العراقة ،التراث، الاخوة والمحبة بين الشعبين نحب برشا الاكل تقليدي تونسي اما “نقصو شوي الحار ” نحب نتجول في اسواقها الشعبية ونسمع الغناء التونسي العريق أشياء كثيرة تجذبني لتونس واصالتها.
كيف ترين مشاركتك في الملتقى ؟
بالنسبة للمشاركة في الملتقى الدولي حسين بوزيان للمسرح الجامعي كانت تجربة فريدة من نوعها حيث شاركنا بعمل مسرحي “رغبة قدر” و كان دوري الممرضة التي تسهر على سلامة موستيكة التي كانت طريحه الفراش في المستشفى بعد تعرضها لحادث مرور مميت.
وما لفت انتباهي خاصة هي تنوع العروض التي أمتعت الحاضرين ونقلت ثقافتهم ورقيهم و موروثهم الثقافي عبر بوابة الزمن سواء الماضي او الحاضر بلهجات متعددة وهنا أقف احتراما واجلالا لكل من ساهم سواء من قريب أو من بعيد في إنجاح هذا الملتقى من إطارات وموظفي وفناني تونس الحبيبة وتمنياتي لهذا الملتقى بالاستمرارية لما له من بعد ثقافي وفني كبير .
وكيف عشت أجواء الملتقى ؟
عشت طيلة اسبوع في ظل روح الاخوة والمحبة والتلاحم بين الوفود المشاركة وهذا ما لاحظناه في المبيت والسهريات وحتى عند الإعلان عن النتائج كانت روح الاخوة فوق كل شيء فهنيئا للمتوجين ومزيد من النجاح للبقية وامنيتي ان تكون هناك توأمة بين الجامعة الجزائرية والجامعة التونسية للتبادل الثقافي و التعليمي وتتوج بعمل مسرحي ضخم يجمعنا كدوليتين شقيقيتين.
وفاء بن نويوة و المستقبل ؟
سأسعى لتطوير ذاتي في المسرح من خلال الورشات والمطالعة والاحتكاك بفنانينا الكبار الى ان أحقق هدفي وان شاء الله ترونني في أعمال فنية تلفزيونية وعروض مسرحية أخرى ومونولوج يحكي على سرمدية و كبرياء امرأة التي هي شخصيتي انا بالذات، اما حياتي العملية فأنا بالإضافة إلى كوني طالبة فأنا أيضا موظفة في الجامعة.
.