حوار مع الباحثة في مجال الطفولة والتنمية البشرية السيدة إيمان العرقي: كتاب “أتعلم الأرقام مع دودي” يهدف إلى تطوير الذاكرة البصرية للأطفال

أنوار جامعية حوار حافظ الشتيوي

حافظ الشتيوي وإيمان العرقي

حوار مع الباحثة في مجال الطفولة والتنمية البشرية السيدة إيمان العرقي: كتاب أتعلم الأرقام مع دودي يهدف إلى تطوير الذاكرة البصرية للأطفال

سنة 2019 تلقيت دعوة كريمة من الصديق الأستاذ والناشط في المجتمع المدني سالم العقربي لحضور بطولة وطنية للحساب الذهني للأطفال بمشاركة ما يقارب خمس مائة طفل وقد دفعني الفضول واستحسان الفكرة للاكتشاف وكانت المفاجئة جميلة جدا باكتشاف هذا الحضور الكبير والاستعدادات  الفكرية الذهنية للأطفال من5 إلى 10 سنوات وهو نتاج للعناية التي تلقوها هؤولاء الأطفال من طرف مربين مختصين في مجال تنمية القدرات الذهنية والملكات الفكرية للأطفال فحرصت على الالتقاء بمهندسة هذه التظاهرة السيدة إيمان العرقي فاكتشفت فيها مربية أجيال وصاحبة مشروع فكري وباحثة في مجال الطفولة والتنمية البشرية ومختصة في تنمية المهارات الفكرية والحياتية للطفل ومتحصلة على ماجستير علمي في العلوم الاقتصادية وتواصل حبل الود .

ومع انطلاق السنة الجديدة 2024 وفي لقائي بالسيدة ايمان العرقي علمت  باعتزامها تنفيذ مشروع فكري جديد يتمثل في الإعداد لإصدار كتاب تربوي تعليمي طريف يحمل عنوان ” أتعلم الأرقام مع دودي ” يتبعه دليل المدرب وهو كتاب موجه للأطفال دون الخمس سنوات هدفه تحفيز الملكة الفكرية وتنشيط الذاكرة البصرية للأطفال من خلال تعلم الأرقام بالحكاية وتشكيل الصور معتمدة على دورة الحرير كأنموذج علمي وتعلمي في هذا الإطار كان لنا معها هذا اللقاء:

في البداية مبروك هذا المولود الجديد ” أتعلم الأرقام مع دودي ” لو تقدمين للقراء وللأولياء هذا المشروع التربوي .

من خلال تجربتي الطويلة مع الأطفال تعترضني كل سنة عدة مشاكل ولكن المشكل الأكبر لدى الأطفال هي مشكلة حفظ الأرقام وتخزينها في الذاكرة من هنا جاءت الفكرة وهي تحويل جميع الأرقام إلى صور متحركة  وهي ان حكاية الأرقام تنبع من قصة دودة الحرير وأطوار حياتها ومراحل تكونها إلى غاية أن تصبح فراشة وتنطلق الحكاية من رقم صفر إلى رقم تسعة لتجعل الطفل أكثر قدرة على التركيز وذاكرته تقوى أكثر بالألعاب التربوية وبالنشاط الرياضي المنطقي الذي يجسده الطفل عن طريق الحصص التي نقوم بها والتي تدعم له قدراته الذهنية والفكرية وتعزز ثقته بنفسه .

ما هي الآفاق التي ترجونها من خلال إصدار هذا الكتاب؟

نحن نعمل على تحسين قدرات الطفل والملكة والمهارات الحياتية له  ونحن نشتغل على التربية أكثر من التعليم فحن نسعى لإكسابه مهارات حياتية فالطفل الذي لا يمتلك الثقة بالنفس ولا المهارات الحياتية لا يمكن له أن يتطور في حياته لهذا نحن نعمل المدى البعيد  لتصبح له أكثر قدرة على الإبداع والخيال ويصبح مبدع في أي مجال من المجالات الإبداعية لان الطفل له أكثر من ذكاءات هل هو ذكاء اجتماعي أكثر أو ذكاء عاطفي أو حسي حركي وهل هو يستمد إبداعه من الذاكرة البصرية او الذاكرة السمعية أو الذاكرة الحسية الحركية وبالتالي أبني على هذا سلوكه اليومي لاستطيع تطوير ذكاءاته أكثر وتدعيم ملكاته حتى الولي أيضا يصبح مدركا فيما بعد ما هو تميزه وما هي الأنشطة التي يميل إليها.   

 تجربتك مع الطفل مبنية على أسس أهداف علمية وتربوية ففيم تتمثل تجربتك من أين تستمدين ثراء التجربة ؟

البداية كانت مع الأطفال في الروضات بالمفهوم المعتاد والسائد تعليم الأطفال الأرقام والخطوط ويحفظها عن طريق التكرار فأحسست مع مرور الزمن ومع الاهتمام التكنولوجي لدى الأطفال لكل ما هو رقمي مثل الهاتف فلاحظت ان التلميذ أصيب بما  يعبر عنه بالبلادة الذهنية والتشتت الفكري من هنا انبت الفكرة أن كل شيء يتحول إلى صور وألوان وإبداع وصولا إلى الأغاني والمسرحيات فكانت النتيجة مميزة أن الطفل أصبح أكثر قدرة على التركيز حتى أنه أصبح سريع في حياته اليومية لان الجانب الأيمن للدماغ أصبح يشتغل أكثر من العادي لأن الجانب الأيمن للدماغ هو المسؤول على النواحي الإبداعية للطفل  فطورنا من وسائلنا البيداغوجية لإحداث التوزان بين الجانب الأيمن والجانب الأيسر للدماغ ليصبح سلوكه العادي متوازنا يبني عليه حياته المستقبلية وتكون شخصيته السوية .

لكل نجاح فريق عمل متكامل ومبادرات فردية متميزة

في الحقيقة الانطلاقة بمبادرات فردية بالأساس إيمانا مني بأهمية التربية والتكوين ولكن إلى جانب ذلك لدي فريق متكامل من المربين أعتمد عليهم في مجال التنشيط والتربية والتكوين أقوم بتكوينهم وتدريبهم ليقوموا بالتنشيط وكل سنة نسعى إلى تطوير مهاراتنا ليستفيد الأطفال عامة وعلى سبيل الذكر منذ انطلاقتنا قبل عشر سنوات اختلفت طرف ومناهج التعليم فقد كنا نقدم الأرقام مكتوبة عادية فأصبحنا نقدمها في عديد من الأحيان في شكل صور و شخصيات وملابس يرتديها الأطفال ويقدمونها في شكل مسرحيات

وهذا التطور في أساليب العمل مبني على ذكاء المنشط في استيعاب ملكة الأطفال الحسية وتحويل رغباتهم وإبداعاتهم إلى واقع أيضا عندما أتلقى معلومة مفادها ان بعض الأطفال يجدون صعوبة في التعلم او الحفظ أسارع بإيجاد الحلول البيداغوجية المرغبة وابحث في الوسائل التعليمية التربوية لتسهيل عملية الحفظ والتواصل وهذا ما نجحنا فيه من خلال صنع بعض الألعاب الجديدة ذات الأبعاد التعليمية انطلاقا من الحديث الشريف ” علم الأطفال وهم يلعبون “

بالنسبة لكتاب أتعلم الأرقام مع دودي وألاحظ ان الدودة هي محور الكتاب فكيف انبت الفكرة لأول مرة  ؟

كنت دائما اتطلع ّإلى تسهيل عملية الحفظ للاطفال بجميع الوسائل الابداعية وكما قلت سابقا اعتمدت في البداية الاساليب العادية ثم طورتها إلى تسجيد بالملابس لتقدميها في شكل مسرحيات وايمانا مني بان الطفل له هوس بالصور المتحركة وشخصياتها الكارتونية لما فيها من صور وقصة وعبرة وشكل جميل فخطر ببالي فكرة مراحل حياة دودة الحرير إلى ان تصبح فراشة فطورت الحكاية اعتمادا على الأرقام في جميع مراحل حياتها لتأخذ بعدا علميا تربويا من خلال قصة مشوقة يكتشف أطوراها يوميا  وبالتالي يتعلم الطفل الأرقام والحساب والعلوم وتصبح له ملكة إبداعية وخيال خصب وهذا هو الهدف

كيف يمكن تعميم الفكرة في المدارس والروضات

هي فكرة مبنية على تخطيط كامل يتمثل في التوجه إلى أصحاب المدارس والروضات وتقديم المقترح وإقناع الأولياء بجدوى هذا المنهاج العلمي والتربوي ثم يتم اختيار فريق العمل ليتوزع على المؤسسات التربوية تحت إشرافي المباشر

وبالنسبة لسلط الإشراف والوزارات المعنية هل هناك نية التواصل والتعامل معها لتطوير عملك وما هي مشاريعك القادمة  ؟  

هذا بديهي فنحن نستعد جدا لتقديم المشروع إلى وزارة المرأة ووزارة التربية ولما لا وزارة الثقافة لدعم هذا المقترح وتعميمه ليستفيد منه اكبر قدر ممكن من الأطفال والمربين فنحن نعتزم تطوير عملنا من خلال هذا الكتاب لتحويله إلى مسرحية وتقديم عروضها بكامل الجمهورية

أيضا نستعد لإعداد بطولة وطنية في الحساب الذهني بمشاركة أكثر من 500 طفل وهي تجربة ثانية بعد نجاح التجربة الأولى سنة 2019 حيث انبهرنا بمستوى الأطفال الذين وقع تدريبهم وتأطيرهم وانبهر الأولياء  بالثقة في النفس التي وجدوا فيها أبنائهم والحمد إلى الآن الأثر الايجابي لهذه التجربة منطبع في شخصياتهم وسلوكاتهم وطريقتهم في التصرف لهذا أردنا المواصلة في هذه لتجربة الناجحة واستجابة لطلبات الأولياء الملحة سنعيد التجربة في جوان مع إضافة عديد المفاجئات

أخيرا سيدة إيمان العرقي .

شكرا على اللقاء الممتع وعلى اهتمامك الشخصي وعلى تثمين مثل هذه المبادرات التربوية

 L-univers

L-univers

Journal électronique traitant des affaires étudiantes, de la vie universitaire, des services universitaires et des activités communautaires

Shopping Basket