أنوار جامعية نيوز / حوار حافظ الشتيوي – تونس
حوار مع الشاعر البحريني ” ابراهيم عبد الكريم الانصاري ”
صاحب أول ديوان شعري تفاعلي في البحرين
هو شاعر بحريني أصيل من الزّمن الجميل أضفى بانتاجاته وقصائده وإصداراته بريقا من الجمال اللغوي ليصبح الأجمل في الزمن الحالي
عشق الأدب منذ الصغر ونظم الحرف مبكرا وقدم العديدمن القصائد و الأغاني وكتب في جميع المحاور وأثرى المكتبة الأدبية البحرينية والعربية بدواوين شعرية ترشح عطرا أدبيا تترجم مشاعره وتعكس مشاعر ومشاغل الشارع البحريني والمواطن العربي بصورة عامة ..
كتب في الحب وأبدع في تصوير أحاسيس الحب للأم والأب والأخت والزوجة والأبناء ،وتغنى بالوطن وبرموزه فجاءت قصائده نَظما مضَمّخا بالروح الوطنية ومفخرة الانتماء ،وصاغ بالدمع رثاء لأشخاص وشخصيات قريبة ومقرّبة فكانت أحاسيسه الجياشة مرآة صادقة تعكس مشاعره وألمه الدفين وحنينه الكبير.
أصدر أول ديوان شعر تفاعلي إلكتروني في البحرين بعنوان “تلايا الليل” بطريقة عرض متطورة وفريدة تجمع بين النص المكتوب والمسموع والمرئي في آن واحد.
وللشاعر تجارب في مجال إعداد وتقديم برامج أدبية واجتماعية من خلال إذاعة وتلفزيون البحرين ومن أبرزها برنامج “مع الناس” الذي اهتم بالتفاعل مع قضايا الناس والمجتمع.
وهو عضو مؤسس لمركز عبد الرحمن كانو الثقافي، وعضو جمعية الشعر الشعبي، وعضو أسرة الأدباء والكتاب، و حاصل على وسام الكفاءة من لدى جلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة سنة 2002، ومازالت مساهماته الأدبية ونصوصه الغنائية تُثري الساحة الثقافية حتى اليوم.
جمعتني به لقاءات افتراضية قصيرة ولكنها كانت كافية لأسبر معدن هذا الرجل وشخصية هذا الشاعر وعشق هذا الفنان اللا متناهي للأدب و الشعر والفن فكان لي معه هذا الحوار :
سعادة مستشار جلالة الملك لشؤون الإعلام نبيل بن يعقوب الحمر في حفل تدشين كتاب سبعينيات القلم تكريم سمو الشيخ ناصر بن حمد الخليفه تكريم الشاعر الاستاذ حسن كمال تكريم الشاعر الأستاذ علي عبدالله خليفة تكريم محافظ العاصمة الشيخ هشام بن عبدالرحمن الخليفه
غالبا ما يكون الشعراء في بداياتهم شبابا مغردا خارج السرب فكيف كانت البدايات لابراهيم الانصاري
المدرسة ، وتشجيع مدرسي اللغة العربية الأفاضل لي في مرحلة الدراسة الإعدادية … وتصحيح محاولاتي وتوجيهي.
فمنذ صغري وأنا أعايش لحظات الحلم في كل شيء جميل ومميز، اختلف عن أصدقائيحيث كنت لا أحب لعبة كرة القدم ولا استمتع بها، لهذا كنت اعيش أغلب أوقاتي أتأمل البحر وأتقاسم معه الخواطر، وكان حرصي المحبب هو تواجدي الدائم في مكتبة زوج أختي (الأستاذ الأديب فؤاد عبيد) وعملي معه أثناء الإجازة الصيفية، كان له بالغ الأثر في إثراء فكري وخيالي وذلك من خلال اطلاعي على دواوين الشعر والروايات والقصص والمجلات المختلفة، والتقائي بالعديد من الشعراء والمثقفين الذين كانوا يتواجدون في المكتبة.. ورغم إنني لم اتجاوز في ذلك الوقت 12 عاماً إلا أني كنت شغوفاً بالقراءة والمطالعة في المجالات كافة.
متى اكتشفت موهبتك الشعرية ؟ وهل كان للظّروف التي عشتها دورها في ظهور هذه الموهبة؟
أثناء إنضمامي لفرقة الأشبال في المدرسة بدأت بتحويل كلمات بعض الأغاني بإسلوب بسيط لغنائها كأناشيد جماعية في الأنشطة الكشفية.
والمشوار الحقيقي بدأ مع اوائل سبعينات القرن الماضي، عبر تعرفي على الملحن المرحوم الفنان عيسى جاسم، والذي أبدى إعجابه بقصائدي ومنها:
لو تحاول شمســي تطلع في حياتي من جديد
لا تصـدق أمـسي يرجع خلني ياخاين بعيـــد
وقام بتلحينها ودندنها بصوته الفنان عبد الصمد أمين وغناها لتكون اولى اغنياتي العاطفية المسجلة في الإذاعة عام 1970، وقد كان للشاعر والإعلامي الأستاذ حسن كمال الفضل في تحويل تلك القصائد الى اغاني بعد ان قرأها واعجب بسلاسة الأسلوب والأفكار التي تحتويها الكلمات، وقد ساندني كثيرا وشجع خطواتي الأولى في كتابة نصوص الأغاني .
الشاعر سنة 1964 في المرحلة الابتدائية أسرة الشاعر زوجته وأبنائه صورة عائلية
النظم باللهجة العامية الأقرب إلى قلبي وتولد القصيدة عندما تريد ان تكتبني
هل كان لشاعر ما تأثيره عليك، وعلى نهجك في مسيرتك الشعريّة؟
في البدء تأثرت بشاعر المهجر إيليا ابو ماضي ومن ثم بكل ماهو جميل مما قرأت، ولعل العلاقة التي تربطني بالفنان الصديقراشد زويد منذ الطفولة منحت لي الفرصة أن أتسامر معه بلعبة تركيب الكلمات على الأغاني خاصة عندما نجتمع على شاطئ البحر .. راشد مع عوده يدندن وأنا أصوغ كلمات، فتكون المحصلة أغنية نعيشها الاثنان كلاماً ولحناً.
وفي المرحلة الثانوية بدأت هذه الموهبة تأخذ الاتجاه الصحيح وبدأت التجربة تنضج أكثر خاصة بعدما حظيت بدعم واهتمام من قبل الأستاذ الشاعر على عبدالله خليفة الذي كان لي خير موجه منذ البداية، فساهم هذا الاهتمام في أن أنطلق في ساحة النشر وأبدأ في إرسال قصائدي لمجلة (المجتمع الجديد)، وبدأت أنشر في (جريدة الأضواء)، كما كنت أكتب القصص القصيرة وأنشرها فيجريدة (صدى الأسبوع) ثم بدأت أشارك في البرنامج الإذاعي (ظمأ الأوتار) الذي كان يعده ويقدمه الشاعر علي عبدالله خليفة بقصائدي العامية ، ولعلي مازالت أتذكر أول قصيدة كتبتها بالفصحى.
حينما ألقاك يحلو شوقي المؤرق
ينام قلبي المحرق
فأغوص في مدى عينيك ولا أغرق.
تجربتك في الكتابة متعددة فأي الاصناف الاقرب الى قلبك؟
حتما هو النظم باللهجة العامية الأقرب إلى قلبي وإلى قلوب الناس
هل توافقني الرأي أن صيت الشعر قد تراجع عموما في العالم العربي، وما عادت له تلك الحظوة التي كانت من قبل.
اعتذر ،لا أوافقك والتجارب الناجحة في الوطن العربي خير دليل على ذلك من حيث الملتقيات والمهرجانات والندوات والإصدارات والمسابقات الأدبية والجوائز العربية .
منْ مِن الأدباء والشعراء القدامى الذين تركوا بصمتهم فيك وتأثرت بهم، ومن في الجُدد تتوقّع لهم مستقبلا ناجحا..؟
كثيرٌ من القدامى تركوا تأثيرا في نفسي وتتلمذت عليهم ، وكثيرٌ من المحدثين وبالخصوص شعراءٌ بحرينيون اجلاء تربيتوا على اشعارهم ومفرداتهم في الشعر العامي ، واتوقع النجاح لمواهب جديدةٌ شابة مبهرة على الساحة الأدبية البحرينية في كافة مجالات التعبير والكتابة .
يقال أن بعض الشعراء يكتبون قصائدهم و أن البعض الآخر تكتبه القصيدة فمن أي الشعراء أنت و كيف تولد القصيدة لديك ؟
تولد القصيدة عندما تريد ان تكتبني .
البعد و الشوق و الحرمان هي مفردات الشاعر ….فما هي مفردات شعرك ؟
المعاناة بكل اشكالها ومفرداتها وديواني “تلايا الليل ” يتضمن عديد المشاهد ذات المفردات المختلفة من حب والم وأمل وحنين ورثاء وملاحم وفخر واعتزاز .
كيف تتصور آفاق المشهد الشعري العربي في المستقبل في ظل هيمنة التكنولوجيا، وكثرة التحديات؟
بحكم توافر وسائل التواصل سيتطور المشهد الشعري العربي تطورا كبيرا في الحاضروالمستقبل
هل ترى أن المواقع الإلكترونية والاجتماعية والمشاركات عن بعد لها مزايا على السّاحة الثّقافية وأنْه بإمكانها تعويض الورق والواقع؟
يبقى الورق هو عشق الكتابة والقراءة ، ولكن التكنولوجيا هي جسر الوصول الى الناس ،
نعم عشت عديد التجارب الأليمة والتي تركت حتما ندبا كبيرا في حياتي
كلّ تجربة أليمة نعيشها تترك ندبًا عميقًا في أرواحنا، هل عشت تجارب خاصّة رسمت معالم قصائدك؟
كإنسان ، نعم ، تذوَّقت طعم اليتم مبكراً، إذ افتقدت دفء حضن الأم التي رحلت عن عالمي قبل أن أكمل الرابعة من عمري، فتولت تربيتي أختي الكبرى (المرحومة حليمة) التي نذرت نفسها بعد وفاة زوجها لأن تكون الأم والأخت لي
هل تكتب انطلاقا من تجاربك الشخصية ام تتفاعل مع تجارب الآخرين؟
تجاربي من معاناة الآخرين ومعاناة الآخرون من تجاربي ، لذلك اكتب بأحاسيسي وأترجم بشعوري مفردات الهم الإنساني المشترك إن كان ذلك في قصائد الحب او الوطن ، فكل مانكتب معينٌ من العاطفة .
ما هي العوامل التي أدّت إلى الحدّ من انتشار الكتاب الورقيّ في عالمنا العربيّ، هل تعتقد بأنّ وسائل الاتصال الحديثة التي سهلت الحصول على النسخ المجانيّة إحدى هذه العوامل؟
لا يمكن الجزم بأن العالم الافتراضي وراء الحد من انتشار الكتاب الورقي لأنه من المفترض ان تكون وسائل الاتصال الحديثة إحدى طرق الانتشار وليس الإنحسار .
كل الشكر للدكتور خالد بومطيع الذي أنشأ طريقة النشر التفاعلي وضمنها النشرة الألكترونية التفاعلية (الفنر)
“تلايا الليل” أول ديوان تفاعلي عربي ماذا يعني لك ذلك ؟ وكيف وجدت التجربة وما هي منطلقاتها ؟
ديوان ” تلايا الليل ” اول تجربة تفاعلية الكترونية في البحرين وجديرةٌ بالإهتمام لتماشيها مع اساليب ومتطلبات العصر والمعرفة المعتمدة على الجهد والسرعة من حيث الزمان والمكان، وقد كان لها صدىً جميلاً وتفاعلاً رائعاً وهذا النجاح لم يكن لنحظى به لولا جهد أخي الفنان المسرحي أحمد الصايغ الذي أخرج تلك القصائد برؤية فنية ، وموسيقى تفاعلية مصاحبة جسدت بنظام الفيديو كليب موضوعات القصائد بنجاحٍ إضافةً الى إهدائه لنا تلك الأعمال دون مقابل مساهمةً وتشجيعا ودعما .
وتجربة هذا الإصدار قد تكون الأولى ايضا في عالمنا العربي كما اخبرني الدكتور خالد بومطيع الذي أنشأ هذه الطريقة وضمنها نشرته الألكترونية التفاعلية (الفنر) والمنتشرة على الساحة المحلية والعربية وأعتقد العالمية.
وديوان “تلايا الليل” يتضمن أشعاراً باللهجة كتبت على فترات زمنية مختلفة فجاءت متنوعةً بتنوع الظروف والأحداث التي تفاعلت معها فكريا وروحيا وعاطفيا، مصنّفة في مجموعاتٍ وتحت عناوين توحي بمضامينها، من بينها قصايد عمر، بياض الكون، شعور الأرض، هديل الوقت، صوت الوطن، وغناوي حس الوتر، إضافةً إلى العديد من القصائد العاطفية والوطنية
هل توافق على مقولة إنّ إصدار الدواوين هو إثبات للذات أولًا وأخيرًا؟
هو توثيقٌ لمرحلةٍ واستعدادٌ لجولةٍ اخرى ، اثباتٌ لوجود ، تحقيقٌ لطموحٍ، تخليدٌ لإبداعٍ ومسيرة .
ما أحبّ دواوينك إلى قلبك ولماذا؟
كل ما نظمت صادقا محببا الى نفسي ، وهنا اقول صادقا وأعني ما اقول لأننا خلال المسيرة كتبنا نصوصاً لإعمالٍ مسرحيةٍ اوغنائيةٍ اوتوجيهيةٍ بإلتزامٍ ما ، وكانت موفقة بعض الشيء حينها .
من هو الشّاعر النّاجح من وجهة نظرك؟
الصادق مع نفسه ومع الناس ، والصدق لا يحتاج الى علامات او شواهد ، فإن لم يصلك شعوري فما تسمعه ليس شعراً .
ما هو شعورك عندما تؤدى أغانيك بأصوات المطرين ؟ ومن هي أهم الأسماء التي أدت أغانيك ؟
حتما أشعر بالسعادة ومطربون كثر رائعون من بلدي وفنانون تعاملت معهم من الوطن العربي. قدمت العديد من النصوص الغنائية لمطربين من البحرين وخارجها أمثال أحمد الجميري ، محمد علي عبدالله، عبدالله بوقيس، يعقوب بومطيع، عبدالصمد أمين، أرحمة الذوادي، جعفر حبيب، يوسف هادي، عبدالله السيد، محمد حسن، محمد عبدالرحيم، حسام أحمد، يوسف زويد،غيتا المغربية، فايزه الرابعي ، فرج عبدالكريم
ولحنها مجموعة من الملحنين منهم : عيسى جاسم ، الدكتور مبارك نجم ، احمد الجميري، ابراهيم حبيب ، حسن عرّاد ، محمد عبدالرحيم ، محمد أسيري، نبيل عبدالرحيم ، تنوعت هذه الأعمال بين اغاني عاطفية ووطنية
الشّاعر لا يموت ويظلْ شابّا على الدّوام، فما هي طموحاتك المستقبليْة ..؟
طموحاتي ان أواصل في كتابة ما يحترم عقل القارئ ، وأبدأ في جمع وُرَيقاتي المتبقية في إصداراتٍ ورقيةٍ والكترونيةٍ قبل الأفول .
هل زرت تونس سابقا ماذا تعرف عن شعرائها وعن الساحة الادبية فيها ؟
عشت إبداعات شعراء تونس روحا وورقا والشابي كان معلمنا وقدوتنا واتمنى ان ازور تونس عندما تسنح الظروف وتنقشع الغمة ويزول الوباء .
سؤال لمْ أطرحه عليك وكنت تودْ لو سُئلت فيه وتريد الخوض في شأنه؟
من هو إبراهيم الأنصاري بالنسبة لي قبل الآخرين؟ و اترك هذا السؤل والجواب لمقابلة أخرى إنشاء الله.
أخيرا كلمة تود قولها
من لا يشكر الناس لا يشكر الله ، فشكرا من القلب لك سيدي على كريم إستضافتي معكم