حوار مع الفنان المجدد أحمد الماجري: عرض مازنجي يمزج بين الموسيقي العربية والافريقية و موسيقى البلوز و الجاز باللهجة الفرنسية و التونسية

أنوار جامعية/ حوار حافظ الشتيوي

حافظ الشتيوي

حوار مع الفنان أحمد الماجري
عرض مازنجي يتغنى بالحب وبإفريقيا

يعتبر الفنان أحمد الماجري أحد الفنانين المجددين في الساحة الموسيقية آمن بعالمية الأغنية وانسانية الكلمة و بأن الموسيقى هي اللغة الوحيدة التي لا تحتاج إلى ترجمة .
هو عاشق للفن إلى حد النخاع ،انطلق في الغناء منذ الصغر وتشبع بالموسيقى التونسية وبالطبوع والنغمات ثم اتجه نحو الموسيقى العالمية فعشق الايقاعات الافريقية والعالمية وتشبع بموسيقى ” البلوز” ، ” الريقي” ، ” و ” الجاز”  ثم طوع هذا الثراء والزاد الفني ليفرز لنا أغاني عليها بصماته معتمدا روح المقامات العربية و مزجها بالنغمات الإفريقية ولم يكتف بهذا بل أداها بلغات مختلفة ومتعددة كالفرنسية والإنجليزية والإيطالية لتقريب هذه الطبوع إلى شباب وشعوب العالم.
اشتهر في بداياته بتهذيب ياما لسمر دوني سنة 1994 تلك الأغنية الشعبية والتي قدمها للجمهور في شكل جديد على ايقاع الريغي ، ثم انتشر بين الاوساط الشبابية والطلابية بهذه النوعية المويبقية وهو أول من غنىفي الساحات العمومية في جميع ربوع تونسوفي مسارحها الجميلة أغاني بوب مارلي والشاب خالد وغيرهم من النجوم العالميين صحبة فرقته ماما أمريكا وحقق نجاحا جماهيريا بأغنية ماما افريكا  ثم تتالت الانتاجات مثل  بلادي دنيا – سموني الليل – احلى من الكل – النصيب – توحشتك – حبك سهرني الليل – انا طال صبري – انا وخوك اصحاب و نغارة وغيرها.
لحن وكتب لنجوم الاغنية في تونس مثل صابر الرباعي وأمينة فاخت ونبيهة كاراولي ونوال غشام وكريم شعيب ومنير الطرودي وغيرهم.
مثل الفنان أحمد الماجري تونس في الكثير من المهرجانات الدولية في الخارج منها ” المهرجان الموسيقى العالمي ” الذي أقيم سنة 2003 بإيطاليا ،و ” مهرجان الإيقاعات الإفريقية ” سنة 2005 بالسينغال ، ” إضافة إلى مشاركته في تظاهرات ثقافية بلبنان سنة 2006 ، و أخرى بفرنسا ، كما مثل تونس في المهرجان القاري الافريقي سنة 2007 ، روسيا، النمسا، المغرب ، إفريقيا الجنوبية ويعتبر حاليا أحد نجوم الساحة الموسيقية بأغانيه المتعدد وبطريقته المتفردة في الأداء.
قدم مؤخرا عرضا موسيقيا بعنوان ” مازنجي ” حول هذا العرض ومسائل أخرى كان لنا معه هذا القاء:

أولا ألف مبروك للعودة إلى سالف الأنشطة الثقافية بتونس وثانيا ألفين مبروك نجاح عرض مازنجي بالحمامات يوم 30 سبتمبر فهل من فكرة حول المناسبة الاحتفالية؟

عرض :”مازنجي ” قدم في إطار البرمجة الثقافية للإقامات الفنية التي ينظمها المركز الثقافي الدولي بالحمامات وانطلقت في العمل منذ  15سبتمبر صحبة مجموعة من العازف ين الشبان و المحترفين و بمشاركة الفنانة اماني العرابي في التمارين . وعرض ” مازنجي ” هو عرض موسيقي مزجت فيه آلات الڨمبري و الساكسوفون و الڨيتارة و آلة ال cello و الاورغ والات الايقاع لتعطي روح جديدة لمجموعة من الاغاني التي لحنتها خصيصا لهذا العرض ، تغنينا بالحب و افريقيا و التآخي بلغة معاصرة و مزجنا موسيقى البلوز و الجاز باللهجة ا الفرنسية و التونسية دون أن ننسى الروح الموسيقية المغاربية الأندلسية الأفريقية .
وهذا العرض هو تواصل لفكرة مشروع سابق بعنوان Tunigalaise و قد برمج في السنة الفارطة في إطار مشروع ” أروبا المبدعة” ولكن الظروف الصحية التي عاشها العالم حالت دون تنقل العازفين الافارقة من مدينة سان لويس بالسينغال إلى تونس للمشاركة في هذه الاقامة ،

  “مازنجي” اسم طريف لعرض موسيقى جاد فكيف استوحيت اسم هذا العرض وهل يتلائم مع المحتوى الفني؟

 العنوان مازنجي هو كما يفهمها المتلقي و بكل بساطة يعني مزج موسيقي عربي افريقي و التسمية في حد ذاتها مستوحاة من اللغة العربيةفالموسيقى التي تقدمها الشعوبذات البشرة السوداء او اردنا ان نسميها موسيقى الزنوج في تونس غير منتشرة كما يجب ولم يقع ابراز وتثمين هذا الموروث العريق الذي تناقلته الشعوب عبر الذاكرة و من خلال الترحال و التلاقح الحضاري مع الشعوب المختلفة و التي مرت بتونس أو استقرت بها من خلال الأقليات السمراء التي تتواصل إلى الآن مع هذا النمط الموسيقي و هذا ما لمسته من خلال رحلاتي إلى البلدان الإفريقية
و وفعلا عنوان العرض فيه طرافة و ذكاء لأنني انوي تقديم هذا الغرض في أكثر من فضاء ثقافي في تونس و خارج حدود الوطن.

ما هي خصوصيات العرض مازنجي وكيف جاءت الفكرة؟

مازنجي هو عرض موسيقي جديد فيه بحث و إبداع وتتمثل خصوصياته في تركيبته الموسيقية فهو عرض ثقافي و تجاري ويعتبر اثراء للساحة الفنية و الثقافية في تونس وهو مؤشر لعودة الروح للفنان بعد انقطاع دام أكثر من سنتين جراء الكوفيد المستجد هي فرصة لمزج الآلات التونسية التقليدية بالات غربية و إحداث نوعية جديدة أو ما يسمى ب style هو World music اللي هي دوما تكون خلطة موسيقية فيها روح مغايرة و جديدة و مختلفة و تكون قريبة من الانسان اينما كان وهو نمط موسيقي انفرد به منذ بداية مشواري الفني

لك العديد من الاغاني الجميلة فلماذا لم تجد النجاح الجماهيري الذي تستحقه ؟

لدي اغاني جميلة على مستوى الكلمة و اللحن و الجواب سهل و مريح عندما ألحّن واكتب أغاني لفنانين من المشاهير تلاقي هذه الأغاني النجاح الكبير و ذلك للمد الإعلامي المتواصل و المدعوم لهؤلاء الفنانين أما بالنسبة للفنان احمد الماجري فهو إلى الآن بعد هذه التجربة الطويلة والمسيرة المتميزة مازال  لم يجد المد الاعلامي التي يليق بانتاجاته و إبداعاته و بلغة أخرى لدي الآن أكثر من عشرة أغاني جاهزة للبث لكي يستمتع بها الجمهور و ها نحن مرابطون و صابرون لأن الفن نضال و مواقف او لا يكون ، الحمد لله انني بدأت في الانتشار افريقيا و ستكون لي رحلة قريبة إلى مالي و ساحل العاج و كذلك مصر و دبي في القرب العاجل لإنهاء اللمسات الأخيرة للألبوم الذي شرعت في تسجيله منذ سنتين في مصر الحبيبة ام الدنيا .

لعبتك الفنية المتفردة دوما هي المزج بين الإيقاعات الإفريقية والتونسية فهل تعتبر نفسك نجحت في هذا التمشي؟

 نعم أنا نجحت في التميز بهذا اللون الموسيقي الراقي و الإنساني و القريب من الناس فالإيقاعات الإفريقية هي العمود الفقري لموسيقات العالم كالبلوز و الجاز و الريغي الخ الخ و انا أجيد تركيب المقامات التونسية و العربية و الأندلسية على مثل هذه الإيقاعات الكونية و التي يتقبلها الإنسان أينما كان و بلا حدود باختلاف لونه و لغته و عاداته و تقاليده و دينه.

كيف تقرا الأوضاع الفنية والثقافية في ظل المتغيرات التي تعيشها بلادنا؟

شخصيا اعتبر أن الفنان هو المسؤول الأول عمّا  يحصل الآن في تونس الجميلة فالواقع يفرض على كل مبدع العمل بجد
للنهوض بذوق البلاد و العباد و للسير بتونس الخضراء إلى الأمام و المساهمة في إثراء المشهد الفني الثقافي الذي انحدر إلى الحضيض جراء التسيب و المحاباة من طرف بعض ما يسمى بالإعلاميين اللذين ساهموا في صنع جيل مِن مَن يزعمون النجومية و هم في الأصل يسوّقون للرذالة و إعدام الذوق و الحس الفني في تونس و خاصة عند الصغار اللذين حرموا لمدة عقود من الفن الهادف الذي ينمي الفكر و الذوق

كان من المفروض أن تحتضن  تونس القمة الفرنكوفونية بجربة وكان من المفروض ان تكون ك مساهمة فيها ؟

كان من المفروض أن يكون هذا العرض مبرمجا في أكثر من فضاء في القمة الفرنكفونية وحتى أن الإقامة التي قمنا بها في المركز الثقافي الدولي بالحمامات تندرج في هذا السياق وبما أن هذه الاحتفالية  قد تأجلت إلى سنة 2022 ، فأعتقد انها فرصة ملائمة لتقديم هذا العرض و برمجته في مناسبات ثقافية متعددة  وسأسعى من خلالها إلى جعل هذا العرض يصنع الحدث و يعطي نفسا جديدا للفنان في تونس و خارجها شعارنا في ذلك الإبداع و الفن الراقي و التآخي و الالتزام

إضافة إلى عرض مازنجي يبدو ان أحمد الماجري ما زال سيفاجئ الجمهور من جديد ما هو جديد ؟

هذا صحيح فانا من الفنانين الذين يحييون بالفن والموسيقى والابداع ولقاء الجمهور ومؤخرا شاركت في تأثيث سهرة في مهرجان جاز عالمي في مدينة سان لويس بالسينغال و ووضعت اللمسات الأخيرة على تسجيل البوم مع عازفين أفارقة و قريبا ستشرع في عملية الميكساج في تونس و قد قمت بتصوير كليب أغنية fâché fauché باللوك الجديد قبل عودتي إلى أرض الوطن …وان شاء الله ساتفرغ للقيام بجولة في مجموعة من الدول الأوروبية في سنة 2022 .

 L-univers

L-univers

Journal électronique traitant des affaires étudiantes, de la vie universitaire, des services universitaires et des activités communautaires

Shopping Basket