حوار مع المبدع صالح الجدي مدير مركز الفنون الدرامية والركحية بقابس : هذه استراتيجيتنا في الاشعاع بالمركز جهويا ووطنيا ومسرحية “مجاريح” لحافظ خليفة مفاجئة كوميدية درامية ساخرة يمكن التحليق معها.

أنوار جامعية نيوز / حوار حافظ الشتيوي

حافظ الشتيوي
حافظ الشتيوي

حوار مع المبدع صالح الجدي مدير مركز الفنون الدرامية والركحية بقابس

استطاع مركز الفنون الدرامية والركحية بقابس بإدارة الفنان المبدع صالح الجدي أن يحقق في ظرف زمني وجيز اشعاعا على المستوى الجهوي  الوطني وأن يستقطب اسماء فنية كبرى في جميع المجالات سواء منها في التمثيل او التقنية او الاخراج .
ويستعد المركز هذه الايام  لتقديم العرض الأول لمسرحية “ّ مجاريح ” نص ابراهيم بن عمر واخراج حافظ خليفة يوم الجمعة 1 أكتوبر 2021 بقاعة المسرح الوطني بتونس العاصمة.

حول المركز واعماله واستراتيجيته الثقافية وعن العمل المسرحي الجديد ” مجاريح ” كان لنا مع صالح الجدي مدير المركز هذا اللقاء :

بالرغم من جائحة كورورنا إلا أن مركز الفنون الدرامية بقابس قام بانتاج لعديد الاعمال المسرحية فلو تحدثنا باختصار عنها وعن مدى تواصلكم مع الجمهور؟

العمل الاول هو العروض وهو ملحمة العروش او “علي بن خليفة النفاتي” وهي تحكي على نضالات الجهة خاصة جهة الاعراض  وهي جهة قابس  ضد المستعمر الفرنسي سنة 1881  نص فرح رمضان واخراج صالح الجدي تمثيل مجموعة كبرى من الهواة والمحترفين  بالجهة قرابة 25 ممثل اضافة الى التقنيين وافتتحنا بها مهرجان الحنّة بشنني  ثم توقفت الانشطة بسبب جائحة كورونا .
الآن وقد عادت تقريبا تدريجيا الحياة الثقافية  سيتم ان شاء الله تطويره على مستوى الدراماتورجيا والاخراج لأننا انطلقنا في العمل “العروش” بإمكانيات بسيطة جدا حتى أن أصدقاؤنا الممثلين احبوا هذا العرض وقبلوا العمل دون مقابل مادي ، والآن تحصل هذا العمل على دعم وبالتالي سنطور ما استطعنا خاصة بعد أن ادخلنا معنا عديد المتخرجين الجدد من المعاهد العليا للفن المسرحي .

العمل الثاني وهو كان من المفروض ان يكون العمل الاول وهو مسرحية قرار “هدم نص” محفوظ غزال واخراج احمد عتيق تمثيل جليلة بن يحي وفرحات دبش وفي التقنيين مجموعة من اساتذة المسرح الذين يدرسون بقابس مثل عبد الحي مجيّد وحسان مرّي وافتتحنا بها المهرجان الجهوي لمسرح دور الثقافة والشباب بقابس السنة الفارطة ثم توقف العرض بسبب جائحة كورونا  .
والعمل الثالث كان مشتركا بين المركز والفنان محمد عماد الدين العبيدي وهو فنان موسيقي ابن الجهة و يعيش في باريس . هذا العمل مدعوم من صندوق التشجيع على الابداع الأدبي والفني ونحن في البداية قمنا بتنفيذ الانتاج ثم تطور ليصبح بالشراكة باعتباري مخرج العمل واستطعنا ان ننجح في تقديمه بشكل جميل .
 وهذا العمل هو مسرحية غنائية يحمل عنوان ” البريمة ” تحكي على المهاجرين التونسيين الاوائل الذين هاجروا ال فرنسا وبنوا فرنسا او ساهموا في بناء ودعم اقتصاد فرنسا ، الاشعار للمولدي حسين الدراماتورجيا والاخراج صالح الجدي وادارة فنية والحان قيس المليتي . تمثيل مجموعة كبرى من الممثلين من قابس وان شاء الله في نوفمبر نقوم ببعض العروض سواء الجهوية او الوطنية اذا ما تحسن الوضع الصحي في البلاد لان كل عروضنا اوقفت بسبب الكورونا للأسف الشديد وقد عرضت هذه الملحمة في الصابرية فقط .
وأخيرا لنا عمل اخر جديد سيتم فيه استخدام تقنيات الفداوي في اطار ما يعرف بمسرح الحلقة  بعنوان ” سيدي بولبابة ” ويروي سيرة الصحابة ابولبابة الانصاري .

  1. الى اي مدى ساهم المركز في فك العزلة الثقافية عن المنطقة ؟

هذه التجربة الثرية  السابقة جعلتنا نطمح جديا للبحث عن شركاء جدد من خارج اطر وزارة الثقافية أو من داخلها لتوفير مداخيل وموارد اضافية تفيد المركز وانتاجاته ولتحقيق الاشعاع أكثر خارج محيط المنطقة .
على مستوى الابداعي شيء طبيعي أن تكون الاولوية دائما لأبناء الجهة ولكن المركز مفتوح على كل الطاقات الابداعية لتونس الكل وحتى اننا لدينا ايضا برامج لأعمال مشتركة مع فرق خارج تونس .
 وفي هذا السياق قمنا بعمل بالشراكة مع سجن قابس وبالشراكة مع جمعية افق الطفولة بقابس وكما سبق واشرت بأن رغبة المركز كبيرة نحو الانفتاح على المؤسسات الخارجية والفضاءات الاخرى مثل مراكز الدفاع الاجتماعي بمدنين وقابس والروضات نوادي الاطفال وسجن قابس ، يعني كل مكان يساعد على افادة الناس واستقطاب الكفاءات لا نتردد  نحن نبحث عن الشراكات والمؤسسات الاجتماعية الثقافية وهذا يدخل في اطار استراتيجية عامة للمركز أي العمل على مستوى المضامين سواء الصوفي او النضالي أو الطبيعي لجهة قابس .
ايضا الانفتاح على مستوى الفضاءات رغم الشح الموجود في الجهات ومنطقة قابس بشكل خاص فنحن نحب استغلال فضاءات الذاكرة ونستغل الفضاءات المفتوحة والموجودة لأننا لدينا الكثير من الفضاءات المفتوحة سواء كانت منتزهات او فضاءات عامة ” بطاحي ” او فضاءات مخصصة للفنون .

  • ما هي استراتيجية المركز في ظل جائحة كورونا وبعدها ؟

بالنسبة لشغلنا الشاغل هو كيف نتحرك مع الوضع الصحي مادام العروض ممنوعة سواء كانت فضاءات مفتوحة او مغلقة بشكل متفاوت درجات ولكن اردنا ان نستغل هذا الوضع لإتمام بقية برامجنا الكبرى وقمنا ايضا بدورات تكوينية مثل ما تم مؤخرا قمنا بدورة تكوينية في مسرح الحلقة يعني “الحلايقي” و”الفداوي” ولكن لم نفتح الباب لعدد كبير من المشاركين لم يتجاوز الخمسة عشرة مشاركا طبعا مع المحافظة على البروتوكول الصحي خاصة وان العمل المسرحي لا يمكن تطبيقه عن بعد عن طريق الانترنات لانها تفقد عفويتها وتفقدها ما يميزها من تلك العلاقة المباشرة الحميمية مع المتفرد

  • الى اي مدى ساهم المركز في استقطاب الشباب والمحترفين على حد السواء؟

على مستوى الايجابية في الأعمال التي قمنا بها نحن نفضل الاعمال التي تستقطب الفنانين ويمكن ان لها قيمة تشغيلية سواء المحترفين او الهواة لو ان المتفرغين ليس لنا عدد كبير في قابس اثنين على اقصى تقدير والباقي 12 او 13  استاذ وبالتالي حتى التمارين او العروض تخضع لتوزيع ساعات العمل بالمدارس وهذا خلق لنا اشكال نسعى لتجاوزه.

وبالنسبة للهواة والمتقاعدين والذين ينشطون في الجمعيات المسرحيات سابقا استدعيناهم كما اتصلنا بجميع الجمعيات وبجميع المبدعين الهواة وحتى المبدعين الصغار في نوادي المسرح وتلاحظ في اوبيرات البريمة لبدينا مشاركين من كل الاعمار من 15 إلى 70 سنة  إضافة إلى 10 راقصين و8 ممثلين يضاف اليهم تقنيين مختلطين بين هواة ومحترفين .

لو تحدثنا عن انتاج المركز الجديد ” مجاريح “؟

بالنسبة لمسرحية “مجاريح” هي آخر انتاجات مركز الفنون الدرامية بقابس وقد سبق أن نشرنا بلاغا لانتاج عمل فتقدم به الفنان حافظ خليفة كمشروع وكان هو صاحب المبادرة الوحيدة فممدنا في آجال قبول الترشحات وقمنا بتحيين التاريخ الا ان الملف الوحيد المقدم كان لحافظ خليفة .

” مجاريح ” عمل مسرحي مميز هو درامية كوميدية سياسية بامتياز عن نص لابراهيم بن عمر واخراج حافظ خليفة وموسيقى تصويرية لرضا بن منصور يضم ممثلين من الجنوب من قابس جليلة بن يحي وعبد الباسط بالشاوش وحسان مري وفتحي الذهيبي ( الذي يقوم بالتنقل ) ومن  مدنين نادية تليش ومن قبلي منذر العابد وادم الجبالي ومن قفصة التقني المختص في الانارة رمزي النبيلي وتقني صوت من قابس ايضا اسماعيل الحفصي.

بالنسبة للتمارين فهي تدور بشكل سريع جدا وبنسق تصاعدي صباحا مساء باعتبار ان  العرض الاول حدد ليوم 1 اكتوبر 2021  بقاعة الفن الرابع بتونس العاصمة بالرغم الشح الموجود في قابس خاصة من حيث التجهيزات لان المركز ما يزال يفتقر للمقر،  فنحن ننشط في فضاء صغير يتبع للمركب الثقافي وهو ليس كافيا وليس به تجهيزات ولكن الحمد لله ، بفضل علاقاتنا الطيبة مع المؤسسات الثقافية استطعنا توفير ادنى من يمكن من اجل حسن سيرورة العمل وتواصل التمارين وتقريب الصورة التي يبحث عنها المخرج

وللعلم على مستوى الانتاج  المسرحية ليس لها دعم كامل وانما مساعدة على الانتاج وبالرغم من ذلك فنحن تجاوزنا مقدرات ميزانيتنا الخاصة المخصصة للتسيير يعني تجاوزنا المقدار الذي ستوفره لنا ادارة الفنون الركحية بالرغم من ان المخرج لم يطلب ما يعجزنا بل طلب أدنى ما ينبغي توفيره لعمل محترم ونحن معه في جميع اختياراته ورؤيه الفنية.

هذا العمل يندرج في سياق استراتيجية المركز من حيث التعامل مع مبدعي وتقنيي الجهة و مبدعين وتقنيين من الجنوب وبالتالي هذه دعوة مرة اخرى الى المراكز الاخرى لمزيد دعم الانتاجات المشتركة بينهم وتبادل الخبرات ولو انهم ليسوا مقصرين سواء تطاوين او مدنين او قبلي أو قفصة فكثيرا ما نستعير من بعضنا البعض سواء ممثلين او تقنيين وننسق مع بعض على مستوى العروض او الانتاجات لتكون اعمالنا متعددة ومجموعتنا تعمل بكل اريحية

أخيرا هذا العمل سيكون بإذن الله متميزا لأنه من النوع الشعبي ذو المواقف الكوميدية السياسية الساخرة وأجواء فكرية يمكن التحليق معها ، فالعام يجد فيه غايته والنخبة كذلك وبالتالي تستجيب لجميع الاذواق .

  • تعاملت مع حافظ خليفة كممثل في عديد من الانتاجات وهذي المرة تختلف التجربة فكيف وجدت التجربة الحالية؟

بالنسبة لتعاملي مع حافظ ليست اول مرة فهي ثالث او رابع مرة ولكن كان تعاملي معه كان كممثل وهذه المرة الوضع مختلف  لأني هذه المرة كمدير انتاج او كمدير مركز فنون درامية يعني بتنفيذ الانتاج وبالتالي شيء طبيعي الرؤية دائما لدى المخرج ، صحيح ان الممثل هو وسيلة لتنفيذ افكار المخرج ولكن دائما هناك المجال للإضافة  والإبداع للتحرك في نفس الرؤية.
وانا كمنتج لا يختلف الامر لآني كمنتج عليّ توفير كل المستلزمات لتنفيذ الرؤية وافكار المخرج بشكل واقعي بكل الوسائل المتاحة وغير المتاحة.
والجدير بالذكر ان المخرج حافظ  خليفة جديّ في تعامله وحريص على عمله وله افكار ومشروع فكري يريد تحقيقه في البلاد وله مسيرة مشرفة جدا وبالتالي لا يمكن الا ان يكون اضافة بالنسبة للمركز .
ويظل الباب مفتوحا لكل المبدعين للمشاركة في انتاجات المركز ولحافظ خليفة خصوصا في اي انتاج مستقبلي  آخر باعتباره مهتم ايضا بالتوزيع فلا ننسى انه مؤسس للمهرجان الدولي للصحراء وبالتالي سيتم توزيع هذا العمل الجديد إضافة إلى برمجة ملحمة  “علي بن خليفة النفاتي ” في صورتها الجديدة بعد حصولها على الدعم من صندوق الابداع .
يعني تعاملنا مع حافظ في إطار برمجة طويلة المدى ولن يقتصر على هذا العمل فقط نتيجة لجديته وحبه للشيء ونزاهته في العمل والحمد لله نحن نعمل في جو مريح جدا سواء على مستوى الاقامة او التعامل مع الفنانين وحتى على المستوى الجهوي ومؤخرا فوجئنا ببادرة جميلة من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية انها قامت بحفل استقبال على شرف الفريق العامل بمسرحية مجاريح .

  • ما هي الصعوبات التي واجهها المركز أثناء التحضيرات وهل من خطة لتلافيها في المستقبل ؟

الحمد لله أخيرا شارفت التحضيرات على النهايات والعمل بدأت ملامحه تتشكل بالرغم من اننا وجهنا بعض الصعوبات من حيث المختصين في الجهة في صنع الملابس الخاصة بالمسرح وهو من اوحى الينا بالتفكير في برمجة دورات تدريبية في المجال التقني سواء على مستوى الملابس او الديكور او الاضاءة والصوت لخلق نواة مستقبلية يتم الاعتماد عليها في قادم الايام.

وتدعيم علاقة الشراكة التي قمنا بها السنة الفارطة مع مدرسة التكوين المهني الموجودة في قابس حيث اردنا ان نخلق  علاقة تواصل فقمنا بدورة تكوينية في فن الممثل بطلب منهم واتفقنا اننا نتواصل مع التلاميذ وخاصة منهم من لديهم الاختصاص التقني والكهرباء بأن يقوموا بتربصات معنا في المركز في اطار اختصاصهم ربما تستهويهم الفكرة والعمل في الجانب التقني المسرحي ونحن بدورنا نستفاد من خبراتهم وبالتالي نخلق نواة تقنيين بقابس .

أخيرا الفنان صالح الجدي ما يمكن ان يضيف ؟

موعدنا ان شاء الله  مع الضحك والنقد الهادف والكوميديا الساخرة . من خلال مسرحية ” مجاريح ” يوم الجمعة  1 أكتوبر 2021 بقاعة الفن الرابع على الساعة الخامسة مساء

 L-univers

L-univers

Journal électronique traitant des affaires étudiantes, de la vie universitaire, des services universitaires et des activités communautaires

Shopping Basket