“خرص مريم الزهراء ” قصيد جديد للشاعرة نزهة محمد المانع.

أنوار جامعية نيوز / بقلم الشاعرة نزهة محمد المانع – البحرين

الشاعرة نزهة محمد المانع

يمثّل الرحيل ثيمة متكررة في نصوص المبدعة نزهة محمد المانع، أستاذة الفلسفة والباحثة في مجال الروحانيات. فهي في نصوصها على بساط كأن الريح تحتها توجّهها شمالا أو جنوبا.. وما هو بالقلق الوجودي، وإنّما هي رحلة البحث عن الذات حيث تتكشّف للمرء حقيقته بعد تجارب دقيقة، فيكون النصّ بكلّ حزم والقرار أشدّ بيانا. وها هي اليوم تسعفنا بنص بِكْرٍ يشدّك منذ العنوان.. فإلى النصّ:

“خرص مريم الزهراء ”

غضبت يوما… و ثرتُ
وصحت… دون كلم، وما نطقت
و كدت أرحل… ويا ليتني فعلتُ..
فقد همست لي حسناء
بحروف رقيقة ميساء
فأَنْسَتْني عزمي ورحلي
وقالت مريمُ الزهراء: 
اسمعي مني… وخذي عنّي
كلمةً كما الخرصِ في الأذنِ
فراقتني الصورة…
وعدلتُ…
وفي مكاني تسمّرتُ
وكلما على الرحيل عزمتُ…
تحسّست أذني… وتراجعتُ

           ***

ويوما غضبتُ..
وثرتُ.. وصحتُ.. 
وبالصوت العالي تكلّمتُ..
وبحمَمِ الكلم انفجرتُ..
ونسيت قول مريم البهيّ 
وأسطورة الخرص الخفي
فلملمت أشيائي… 
واسترجعت شتاتي… 

وصوب الرحلة
 عقدت عزمي وميثاقي
وبالصدق بُحتُ لذاتي:
ليتني لم أسمع مريم يوما
و لم أهدر من زمني يوما
في وهم خرص خفيّ 
ليته ما صار صوتي الشجيّ
دمعة حزن سخيّ.
لكنّ شبابي الأبيّ
يعلنها بالصوت القويّ
مازال الحاضر فينا..
والآتي شراع وسفينة..
للروح صفاء وسكينة..

 L-univers

L-univers

Journal électronique traitant des affaires étudiantes, de la vie universitaire, des services universitaires et des activités communautaires

Shopping Basket