أنوار جامعية نيوز / آمنة باشا أستاذة الأدب العربي
أي إحساس عظيم ذاك الذي ينبعث فينا حين ينزل المطر زخات زخات؟
وأي سرّ إلهي في تلك الأصوات الناقرة على السقوف والنوافذ والأبواب فكأنها سنفونية عذبة تغنيها الطبيعة وتعزف علىأوتار قلوبنا فنشعر بالطمأنينة والرضا…
لكم يودّ الواحد منا أن يجري تحت تلك الخيوط الفضية النازلة من الأعالي، ويغتسل بقطراتها فيتطهر من ذنوبه وخطاياه!
ولكم يود فعلا لو تغسل ما علق في قلبه من جراحات وأحزان وآلام وتعيده نقيا بريئا، سعيدا كما كان في يوم من الايام قبل أن يعبث به الزمان…
ليس مهما أن تزلّ به القدم فيسقط في برك المياه هنا وهناك، ليس مهمّا أنيتلبد شعره أو يتخبط في الأوحال.. فليس ثمة أجمل من ذلك السقوط مادام سيلتحم بتلك اللآلئ الجميلة التي نثرتها السماء قبل أن يجتاح قلوبنا الجفاف والشتات…
إننا فعلا مديونون للرحمان الرحيم الرؤوف بعباده الذين يتضرّعون له صباحا ومساء، الذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع ليلا ونهارا.. فلا يخيب دعاؤهم ولا يتركهم ربّنا الغفور يتخبطون في ذنوبهم.. فيبعث لهم غيثا نافعا لعلهم يهتدون ويرجعون إليه رجوعا جميلا وقد جاء في القرآن الكريم قوله تعالى” وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ “)الروم(24 صدق الله العظيم
إن رحمة الله أوسع من ظلمك أيها الإنسان إنها تنبت الزهر بين الصخور لتعلم أن الإرادة الإلهية أقوى من إرادة الزمن ومن تصلّب القلوب…
فاللهمّ لا تحرمنا من رحمتك وعفوك واغسلنا بماء طهور تنقينا به من كل شوائب الدهر ونوائب الزمان…. اللهم آمين