عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ ؟ بقلم أستاذة الأدب العربي آمنة باشا

أنوار جامعية نيوز / بقلم آمنة باشا

آمنة باشا أستاذة الأدب االعربي

عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ ؟

مافتئ هذا السؤال/ الحيرة،والذي طرحه المتنبي منذ قرون،يَصّاعدُ في قلوبنا كلما اقترب العيد.. وكلّ عيد؛ فيوم العيد محطة لا بد أن نقف عندها ونتأمّل ما فات من حياتنا  وما قد يأتي… فبأيّ حال عدت لنا يا هذا العيد؟

أبالفرحة المرتقبة، والتي طال انتظارها،وكأنّها عزّتْ وتمنّعت؟ أم بآهات تخرج من أعماق قلوبنا المتعبة فتخترق الضلوع رغما عنا؟

لقد فاحت رائحة الموت  من كل مكان حولنا بسبب الوباء اللعين، فحُرم الكثيرون فرحة العيد، وملأ الحزن قلوبهم على فراق أحبتهم، وانتابنا شعور بالكآبة كاد يطفئ شعلة الأمل في نفوسنا، ويبدد رغبتنا في الحياة. لكن صوتا في أعماقنا ظل يدعونا الى الأمل والتمسك بحق الحلم  رغم كل شيء، صوت وإن كان خافتا،فإنّه موجود يصارع من أجل البقاء.. وكلما اقبل العيد  صدح وأصبح مسموعا أكثر فأكثر متحديا بذلك كل المنغّصات:إنه صوت الايمان بالله؛ فكلما ضاقت  علينا الدنيا بما رحُبتْ، اتسع رجاؤنا في الله والتجأنا اليه  فتطمئن قلوبنا وتبرد نارها، أوَ ليس هو القائل سبحانه ” ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك ” ؟ أوَ ليسَ هو القائل:”فان مع العسر يسرا، ان مع العسر يسرا” صدق من قال وقوله الحقّ سبحانه جلّ في علاه.

إن مثل هذه الأعياد بالرغم ممّا يلفّ بها أحيانا من منغّصات، تظلّ تذكرنا، حين ننسى، بأنّ “على هذه الأرض ما يستحق الحياة” وعلينا أن لا نفرط في حقنا في السعادة والفرحة وإن كان في القلب ألف جرح “فلا شيء يستحق الحزن، فثمّة  دائما أمر في علم  الغيب لا ندري به سيأتي في الوقت المناسب  لمواساتنا”كما كتبت أحلام مستغانمي  في رواية” شهيا كَفِراق”

إن أملنا  في الله كبير ومع كل ما يحيط بنا من أوجاع لا نزال نعشق الحياة ونحلم بيوم عيد حقيقي كذاك الذي عشناه حين كنا أطفالا أقصى أمنياتنا ثوب جديد ومبلغ من المال نجمعه من أقاربنا فنسعد به أيما سعادة.. وهي سعادة مستمرة مع عاداتنا الجميلة في العيد لولا هذا الوباء الذي يعطل كل تحركاتنا…

إنه لا خلاص لنا إلا بالتمسّك بالحلم، اما الأوجاع فهي ظاهرة صحية حياتية تعلّمنا التجاوز والتحدي وتذكرنا باننا “مرضى، ولكن في الامل شفاؤنا”.

لذا لا يسعنا الا ان نرحب بالعيد وبأيّ عيد يمكن أن ينتشلنا من يأسنا  ويساعدنا على التغافل، ولو لحين، عما يحيط بنا من أحزان، متمنين لكل من يعرفنا من بعيد أو من قريب عيدا مباركا ملؤه الصحة والعافية، و دعواتنا لكل مريض بشفاء عاجل ما بعده سقم.

أمّا الذين فارقونا وما فارقونا فرحمهم الله رحمة واسعة وعسى أن يكون عيدهم في الجنة مع المؤمنين الأخيار، اللهم آمين.

 L-univers

L-univers

Journal électronique traitant des affaires étudiantes, de la vie universitaire, des services universitaires et des activités communautaires

Shopping Basket