أنوار جامعية / البحرين عيسى هجرس
“غزة”.. سلام لك وسلام عليك.. شوارعك شرايين أجسادنا
عظم الله أجر السلام ..
فلقد ضاع بين السلف والخلف ..
ولم يبقى ليدهِ الممدودةٍ طرف ..
سنخيط الجماجم قلادة لعار التاريخ ..
وسنصففُّ النعوش شواهداً لمحاكمة الضمير ..
تبرأ الأحمر من لونه في شكوى الدم ..
ولعن النصل ظله الواقف على قصاص البراءة ..
يا مهندس روايات الكذب ويا أستاذاً في قلب الصور،
تعفف الاشمئزاز من عفن أفعالك ..
لم تترك لي سقفاً يدثرني ولا نافذة يزورني منها الضوء ،
لم تترك لأرجوحة الحي بقعة ترعى فيها فرح الصغار
نسر القوة لم يترك للطيور مدار
ولا للأرانب الحقل عشب الحياة .
صب الرصاص في سرير الطفولة
فلن تنتزع من أب الصبي البطولة .
من مسامات يديك ينضح الغدر وعلى خطوط جبينك تسير المصيبة ..
اضرب مسامير حقدك فالبحر لا يثقب ..
وشخص الريح لا يقبض ..
لا تقرأ المعادلة بالمقلوب ..
نعم خيول الانتقام تخالفت في الطريق
ولكن كل فرسانها مجتمعون على كرهكم
وبين صليل السيوف وقرع الحوافر
قامات الغضب قادمة لتمحو بصمة اللعنة .
سنأتي بكل الدلائل للقضاة الهاربين من وجه العدالة ،
أن الحقيقة شمس لا تحمل وجهين ،
فإذا غابت ليلاً ستعود بنفس الوجه صباحاً
تنثر بشائر الوعد المدفون في الكتب ،
فلقد أتى بكم الشتات لتكتبوا خاتمة الجولة الأخيرة ..
إن اليد التي زرعت غصن الزيتون
هي المطرقة التي سيترنح تحتها هشيم أعضائك ..
وميراث الكره رحى عظامك .
فلسطين أمنا و غزة أختنا ،
شوارعها شرايين أجسادنا ،
وكل بيت فيها قنديل يحترق في خلايا خلايانا ،
توشحي بالايمان أني أرى النصر يتدحرج من الأفق البعيد إلى أحضانك .
سلام لك وسلام عليك وسلام
على كل قبر وعلى كل شهيد في أرضك تمدد ،
فهو المد … سيجمع كل شبر تبدد ،
وسيرقص على طيف الألوان الورد ،
وينزلق على خيوط الشمس الغد …
إنه الوعد .. إنه الوعد .
عيسى هجرس
