في  الجزء الرابع والأخير المخرج حافظ خليفة ينهي الاستعدادات الأخيرة لملحمة “منت البار” في موريطانيا  قبل التحول إلى الامارات

أنوار جامعية – حافظ خليفة يكتب من نواكشوط موريطانيا

حافظ خليفة

استعدادات الأخيرة لملحمة “منت البار” في موريطانيا  قبل التحول إلى الامارات

اختتم اليوم في الجزء الأخير من الانطباعات التي خالجتني أثناء فترة تواجدي بنواكشوط بموريطانيا من اجل اخراج ملحمة “منب البار” قصد المشاركة في فعاليات الدورة 06 لمهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي بمنطقة الكهيف بإمارة الشارقة من 9 إلى 13 ديسمبر 2022

وقد تعرضت في الجزء الأول من تجربتي الى الإطار الزماني والمكاني والتاريخي وفي الجزء الثاني تطرقت إلى خصوصية العمل من حيث الموضوع والايقاع والتكوين والاخراج وأهمية الصلاة أما في هذا الجزء الثالث فقد كنت اكثر قربا من الشباب الرائع الذي عشت معه أياما واكتشفت من خلالهم نمط العيش الهادىء والدافىء والسلوك والتعامل الإنساني المرهف في الرعاية و الاهتمام والكرم  المتجاوز للواجب المهني والذي ذكرني بكرم اخواني العراقيين بغداد و كربلاء و الحلة و البصرة

وفي هذا الجزء الرابع والأخير لا يسعك إلا ان تشعر بمدى نضج الهواة والرقي الفكري إلى حد الاحتراف

الهواة: بالأمس و عند نهاية التمارين ببهو المعهد الوطني للفنون الذي اخترناه كمكان اخير للبروفة مع الموسيقى التصويرية و الحوارات بطريقة play-back ،قال لي احد الشباب بلهجته و بكل عفوية:

-استاذ كل اللي قمنا بيه في الماضي كوم، و ما نقوم به الان كوم ثاني

فاجبته:لا تستعجل فلازال امامنا الكثير للإنجاز و العرض الميداني بالشارقة

فاجابني بكل حماس: لا يهم الباقي، الاهم ما قمنا بيه هنا لأنفسنا.

أحسست بعمق كلامه،فهمت ثقته بنفسه و هاته هي الطاقة كنت ابحث عنها لهم..انهم الهواة،المحبين، lover ,amateurs، و اصل الكلمة ان تحب و تهوى ما تقوم به دون ثمن،و قد تتلاشي فيه،احيانا تراهم يلاحظون و يبدون أراءهم في كل صغير و كبيرة خاصة بتمارين و مشاهد العرض ، متسلحين بالاحساس و ما يرونه صائبا فأحاول شرح المسألة او اسباب الاختيار دون عناد.

النضج:حتى فيما يخص عملية تصميم المعلقة و بعض من الموسيقى التصويرية،كنا نتناقش و حتى لا يطول الجدل معي،مما قد يُؤوّل كتقليل من احترامهم لي او استنقاصا من صواب رأيي ،يذهبون للعمل و البحث بعيدا عنى خفية، ليفاجئوني بعد ذلك بما لم اكن اتوقعه او اتصوره،انهم حقا رائعون،ووجدتني و كأني اتعامل مع ابني الشاب،الذي أصبح له كيان و رأي و موقف، فكنت سعيدا بهذا النضج الذي وصلوا اليه..و فهمت اني قد أخطئ و انسى نفسي احيانا فأتحول من مهمة المشرف على العمل إلى دور المخرج و شتان الفرق بينهما.

أم_التونسي: بالمطار وجدتني امام هذا الاسم مطار نواكشوط الدولي-أم التّونسي،و الذي اشتق من المنطقة التي بني فيها ،فقلت لنفسي، أم_التونسي!!! ، هاته القصة الموريتانية المشوقة التي من الممكن أن تكون موضوع ملحمة اخرى مثل منت_البار بصحراء شنقيط و نواكشوط ، مع شباب عرفتهم اشبالا ، و تركتهم مثل الأسود.

حافظ خليفة

04 ديسمبر 2022,نواكشوط،موريتانيا

 L-univers

L-univers

Journal électronique traitant des affaires étudiantes, de la vie universitaire, des services universitaires et des activités communautaires

Shopping Basket