في ظل عدم ايفاء الدولة بوعودها ما هو مصير مجاريح الثورة؟اسئلة تجيب عنها المسرحية الكوميدية السياسية الساخرة”مجاريح ” لحافظ خليفة.

أنوار جامعية نيوز / حافظ الشتيوي

حافظ الشتيوي

” مجاريح ” المسرحية الكوميدية السياسية لحافظ خليفة يوم الجمعة 1 أكتوبر 2021 بقاعة الفن الرابع تونس

من المضحكات المبكيات ان يعاقب البريء بما فعله المذنب وأن يكافئ المذنب  ويسجل في قائمة المظلومين المساكين الذين يستوجب تعويضهم وكم من ابطال من ورق صنعتهم الثورة وكم من ابطال حقيقيون تناساهم الزمن.

في هذا الاطار كتب المبدع الراحل درة مسرحية قبل رحيله سنة 2015 بعنوان ” مجاريح ”  أجّل انتاجها المخرج حافظ خليفة بحكم تعدد التزاماته المهنية وسفراته ومشاركاته الوطنية والدولية ولكن ومع الأسف الشديد سوف لن يسعد بمشاهدتها كما سعد وانتشى سابقا  بمشاهدة”طواسين” لنفس المخرج والتي حلقت بنجاحها عاليا محليا ودوليا وذلك بعد ان توفاه الله .
ويوم الجمعة 1 أكتوبر 2021 بقاعة الفن الرابع بتونس العاصمة بداية من الساعة السادسة والنصف مساء سنواكب العرض الاول معا وحتما ستيكون روحه الطاهرة وذكراه العطرة حاضرة بيننا .

مسرحية “مجاريح” خطها الراحل ابراهيم بن عمر بنفس الاسلوب الدرامي الساخر الناقد وبنفس اللهجة الجنوبية الراقية الموغلة في نقد الاوضاع والسخرية من الأقدار صاغها بطريقة كوميديا سوداء ساخرة سياسية بامتياز ، قدم فيها صورة للواقع المعاش دون السقوط في واقعيته النمطية المبتذلة, من خلال ضياع ملف التنمية الجهوية ووعود السلطة لشعب يعيش ويلات التهميش لسنوات طوال   في ظل عدم ايفاء الدولة  بوعودها ,من خلال شخصية ” حاتم” هذا الشاب الذي جرح اثناء احدى المظاهرات حيث كان موجودا بالصدفة مع إحدى المجموعات الشبابية لجمع  علب السجائر امام الولاية و امام احد مقرّات القباضات..مغتنما  فرصة الفوضى التي تعيشها البلاد..بسبب الحاجة يقدم على محاولة نهب المقرّ..فصادف أن ان هاجمتهم مجموعة من رجال الامن..وعند هروبه عالجه احد القنّاصة برصاصة اصابت مؤخّرته فيسجل ضمن مجاريح الثورة ثم يجد .. نفسه يطرق ابواب الادارات و المسؤولين ليأخذ حقه ومن هنا تنطلق المعاناة الساخرة بين الاروقة وجمعيات حقوق الانسان والراكبين على الاحداث والمتشدقين باسم الثورة

ضمن هذا التصور الكاريكاتوري يشاكس المخرج حافظ خليفة هذا الملف الاجتماعي والسياسي الحارق باعتباره من اهم الملفات للمشاكل المطروحة في زمننا الحاضر و يمس هموم الشارع التونسي و العربي و  المجال السياسي ويقارب في طرق تقديم الادوار و اللعب مبطنا الكثير من المعاني والالام. ويقدمه في رؤية سينوغرافية  تجمع بيع الجمالية والحرفية والصور المشهدية صورة لما الت اليه أمور البلاد من بيروقراطية و استكراش ووعود زائفة للتعويض و المساعدة و التنمية الجهوية.

من المؤكد ان لهذا العمل رمزية خاصة للمخرج حافظ خليفة باعتباره رفيق دربه في عديد الاعمال الناجحة على غرار “حس القطا” و”زريعة ابليس” و”جوانح المحبة “و”زنازين و”برزخ” و”طواسين” وباعتباره كاتبا أثبت ندرة اسلوبه في الغوص في متاهات الكلمة بروح الدعابة الجنوبية وبقدرته على التحليق عاليا بين مفردات الألم والضحك والسخرية والمعاناة والحلم في آن واحد .

يضم هذا العمل ممثلين وتقنيين أصيلي الجنوب جليلة بن يحي وعبد الباسط بالشاوش وحسان مري وفتحي الذهيبي وتليش ومنذر العابد وادم الجبالي والتقني المختص في الانارة رمزي النبيلي وتقني صوت اسماعيل الحفصي وفي التوضيب شرف الدين حمدي ومنسق الانتاج محسن رحومة وتصميم الملابس مفيدة المرواني والموسيقى لرضا بن منصور وادارة الانتاج الفنان مدير المركز صالح الجدي

 L-univers

L-univers

Journal électronique traitant des affaires étudiantes, de la vie universitaire, des services universitaires et des activités communautaires

Shopping Basket