قراءة عرض مسرح الشارع distance حلم العابرين لمجموعة عشاق المسرح بدار الشباب أكودة.

أنوار جامعية – أسامة بن الحاج محمد

نادي الصحافة بالمركز الجامعي للفنون الدرامية والأنشطة الثقافية

أسامة بن الحاج محمد

قراءة عرض مسرح الشارع “distance” حلم العابرين لمجموعة عشاق المسرح بدار الشباب أكودة.

عاش جمهور الفن الرابع بمدينة أكودة أجواء عرض مسرحية “distance” التي تندرج ضمن مسرح الشارع، والتي احتضنت فعالياتها ساحة الملعب الرياضي بدار الشباب أكودة نفس المؤسسة المنتجة للعمل، مع مجموعة شبابية تحمل اسم “نادي عشاق المسرح”. عمل ينقل واقعا مريرا يعيشه المجتمع التونسي منذ أكثر من عقدين من الزمن مع ظاهرة الهجرة غير النظامية، موضوع تطرّقت إليه عديد الأعمال في مجالات فنية عدّة “السينما، المسرح، الأعمال الدرامية التلفزية…”ليكون موضوع الساعة وحديث كل أطياف المجتمع التونسي.


وفي مقاربة مع ما قدم للجمهور في عرض مجموعة عشاق المسرح، لاحظنا اختلافا في طريقة الطرح وابتكارا في اللعبة الدرامية، اعتمادا على نص وخطاب واضح وصريح وُجِّه في مجمله إلى الجمهور مضمّنا قضايا أخرى اجتماعية، بيئية و سياسية في بناء واضح ومتدرّج وصولا إلى القضية الأم… أما على مستوى أداء الممثلين الذي بدا متفاوتا ، انقسم العمل إلى شخصيات رئيسية وأخرى ثانوية ، تُلقي الأولى بخطابها وتتفاعل بأجسادها معتمدة على روح ممثل خشبة مسرح العلبة ، وتبرز الثانية في بعض المشاهد مع حضور ميميّ وجوّ تغلب عليه أصوات الموسيقى التي ترافقها المشاهد الصاخبة والعنيفة.
ويُطرح سؤالنا هنا في خضم ما قدّم وعُرض، كيف برزت سينوغرافيا هذا العمل وإلى أي حد وفَّق مؤسّسها في ربطها بالموضوع الرئيسي للعمل ؟ بدت مكونات سينوغرافيا عرض “distance” بسيطة، مقتصرة على بعض المواد والاكسسوارات، ونذكر منها قوارير المياه البلاستيكية ورمزيتها في إعاشة عديد العائلات المعوزة داخل أسوار المجتمع التونسي، التّبن المنثور وعلاقته بمنطقة بنزرت الساحلية أقصى نقطة للشمال التونسي، الأكياس السوداء التي رافقت جُلَّ شخصيات العمل مُحمَّلة على الظهر في رسم واضح لصورة الوطن الذي تكسوه الضبابية وتنهكه أعباء العابثين به… هذا وترفع في ختام العرض راية البلاد التونسية مرفرفة على يد الشخصية الأبرز في العرض، فيقع العمل هنا في المباشراتية بعيدا عن جمالية الصور الباطنية وإقحام الجمهور في وضعية التساؤل والحيرة الفكرية… عموما عمل شبابي قدّم عرضه ما قبل الأوّل ملامسا الإبداع الأوّلي له عديد الجوانب والأوجه المضيئة ، كما عليه نقاط وجب العمل عليها مستقبلا، لم نتطرّق إلى جلّها إيمانا بأن القادم سيكون أفضل مع نظرة تأمل وعمل على أدقّ التفاصيل، ليكون عرضا مسرحيا شارعيا متكاملا، ينبض بقضايا الشارع ويطمح إلى التغيير…

 L-univers

L-univers

Journal électronique traitant des affaires étudiantes, de la vie universitaire, des services universitaires et des activités communautaires

Shopping Basket