قراءة في لوحة فوتوغرافية “دقة “

أنوار جامعية نيوز/ خليل مطيقي – سنة أولى فلسفة

ستحضر الفن الغموض الذي بدونه العالم لن يكون موجودا .
يتيح لنا الفن ان نجد أنفسنا ونفقدها في ذات الآن، كذلك هي الصورة الفوتوغرافية الملتقطة من طرف الفنان أنيس كاليزار التي عنوانها رعد دڤة.
يصور لنا الفنان في هذه الصورة الفوتوغرافية منطقة من مناطق ولاية باجة وهي دڤة التي تقع بالشمال الغربي لتونس.
قامت الصورة على عديد من المؤثثات منها الألوان كالأسود الذي يمثل لون الفضاء الفوتغرافي وكذلك هو اللون الذي يطغى على كامل فضاء الصورة إضافة إلى اللون الأبيض الذي أختزل في لون الرعد والمنارة الصغيرة التي على سطح الجبل، ونلاحظ كذلك عتمة الفضاء الطبيعي وغياب الأشكال المؤثثة للمشهد الطبيعي كالأشجار والهضاب.
ليست اللوحة أو الصورة إلا نظام رمزي يقدم لنا نوعا من الحقيقة والجمال من خلال الموضوع الذي يقيم عليه الفنان أو الرسام صورته الفنية، من هنا يندرج الموضوع العام للصورة والتي حسب رأي يمكن عنونتها بدڤة بين العتمة والنور، وحتى رغم سطو اللون الداكن على جل الفضاء الصوري فإن النور يأخذ حيزا فنيا في اللوحة يجسده أنيس كاليزار في الرعد الذي ينزل من السماء على قمة سطح جبل دڤة، كأننا نلحظ ترابط بين العالم المادي والعالم الروحي او بعالم ما فوق القمر على حد تعبير أرسطو.
غيوم قاتمة تعكس ضجة الفضاء الروحي وتوتر فاضح لإنسان اليوم الذي يقبع داخل وجود محكوم بالعتمة لا يتبقى منه سوى بصيص من النور الإلاهي “الرعد”.
جزء من العتمة وجزء آخر من النور المختلط بالعتمة، تقاطع بين الرعد والظلمة وهاهو الفنان يعتكف زاويته ويكتب رسالته الفنية ويده ملطخة بالمعاني.
حقا إن الفن سردية داخل التاريخ الإنساني لأنه يصور رهانات الذات عبر التاريخ ويقيم لنا فضاء تصوفيا مع الذات، هذا هو تقييمي لصورة الفنان أنيس كاليزار وشكرا أستاذة فوزية ضيف الله على هذه الفسحة النفسية والتأطير الفني 

 L-univers

L-univers

Journal électronique traitant des affaires étudiantes, de la vie universitaire, des services universitaires et des activités communautaires

Shopping Basket