أنوار جامعية نيوز/ ليلى عمري : سنة ثالثة فلسفة
عنوان إخترته للوحة : العالم الإفتراضي : هل هو عالم تواصل ام عالم إنفصال !؟
اصبحت وسائل التواصل في عالمنا اليوم أكثر سرعة و إنتشارا .. فأصبحنا اسرع إتصالا ببعضنا البعض بفضل وسائل الإتصال الرقمية و التقنية .
لقد مكنتنا وسائل التواصل الإفتراضية من تخطي عدة صعوبات و تجاوزها و ذلك عبر مشاركة تجاربنا و حياتنا اليومية مع بعضنا البعض مثلا : تبادل الصور ، مشاركة تفاصيل المناسبات … إلخ
و من هنا نتبين أن وسائل التواصل الإفتراضية الإجتماعية قد خلقت داخلنا عوالم بعدما كنا نقطن عالما واحدا ” الواقع “
رغم كل ما قدمه العالم الإفتراضي من إيجابيات و قدرة هائلة على التواصل الإتيقي الخلاق فيما بين الذوات و الأشخاص إلا أننا ما نفتأ نتمتع بهذه الفوائد نجد انفسنا امام تاثير إجتماعي سلبي و ذلك من خلال خلق جيل إنعزالي بإمتياز بعد ان ضعفت قدرته على التواصل المباشر مع الآخرين و ذلك نتجة إنغماسه الكلي في بيئة العالم الإفتراضي و إستهلاكه لجل وقته و طاقته في الإلتصاق التام بفضائه الوهمي ..
قد وجد مستخدمي العالم الإفتراضي هذا العالم كبديل على العالم الواقعي العملي و الحيوي …
و لا شك ان ظاهرة العزلة التي افرزتها ظاهرة الإنغماس الشديد في الواقع الإفتراضي و الإدمان على التفاعل معه كبديل للواقع الحقيقي بدأت تسلبنا تدريجيا دفئ العاطفة الوجداني في العلاقات الإجتماعية و تخسرنا التواصل البينذاتي المباشر الذي كان معززا بالعاطفة و المصافحة و القبل ليتم إكتفاءنا اليوم برسالة بريدية او إلكترونية او رسالة نصية قصيرة نصوغها بعبارات جامدة على نوايا لا نعرف مقاصدها مقولة بنص نمطي يفتقر لروح المناسبة لنرسلها بضغطة زر ازرق لكل من هو مسجل قائمة إتصالنا المخزونة في هواتفنا …
انها اذن ظاهرة إنفصال حقيقي لا ظاهرة تواصل إجتماعي كما يبدو للوهلة الاولى ، وبذلك فإن المجتمع اليوم امام تحديات فجوة إجتماعية بين الأجيال و إنفصام حاد في التماسك البينذاتي