أنوار جامعية نيوز / بقلم حافظ الشتيوي
ودعنا منذ ايام فقط الدورة التأسيسية الاولى للمهرجان الدولي للمسرح في الصحراء الذي انتظم من 20 إلى 24 مارس 2021 بقرية الصابرية بولاية قبلي والذي نظمته شركة فن الضفتين بإدارة المخرج حافظ خليفة بدعم من برنامج تفنن تونس الابداعية وبتمويل من الاتحاد الاوروبي.
وشخصيا عشت اربع ايام متابع للمهرجان في الصابرية لم اشعر بالوقت فقد كان اشبه بالحلم من حيث جمال المكان وروحة الماظر وطيبة اهاليها وكرم وحسن معاشرتهم .
وتعتبر قرية الصابرية ثاني اكبر المساحات الصحراوية الشاسعة (بعد ساحة حنيش بدوز الذي يحتضن سنويا المهرجان الدولي للصحراء بدوز) وخلال فترة خلال المهرجان عرفت الصابرية قبلة المسرحيين والضيوف والاعلاميين من تونس ومن العالم العربي ومن ايطاليا حيث تم تقديم عروض فرجوية فنية وتنشيطية وطنية ودولية للكهول وللأطفال هذا إلى جانب الورشات التكوينية والمسامرات الليلية والندوة الفكرية في قلب الصحراء .
سينوغرافيا طبيعية على الكثبان الرملية
منطقة الصابرية حباها الله بجمال طبيعي خاص يجمع بين رمال الصحراء ونخيل الواحات والأجمل هي السينوغرافيا الطبيعية التي تشكلت من الكثبان الرملية العالية وافرزت مدارج ومسارح رملية تستقطب آلاف الجماهير للعروض الثقافية والعروض الفرجوية مثل تفحيط السيارات والدراجات النارية حيث فاجئنا شباب المنطقة قبل انطلاق العروض الفنية تقديم عروض فرجوية اشبق بما يقام في الافلام الهوليودية من سباق بين السيارات والدراجات لمن يصعد الكثبان الرملية كاملة وهنا تجلت خبرات اولاد المنطقة في التعامل السلس من الرمال
جمهور غفير متعطش للثقافة وللعروض الفنية
توزعت العروض المسرحية والتنشيطية في الفضاءات الخارجية فالمسرحيات الموجهة للأطفال قدمت في واحات النخيل بالاشتراك مع دار الثقافة الصابرية والعروض المسرحية ومنتجات الورشات قدمت في الفضاء الصحراوي مسرح الواوية المحاذي لمسرح الساحة الفضاء المخصص للعروض الفرجوية الاحتفالية الكبرى
وخلال ايام المهرجان شهدت جميع العروض دون استثناء حضورا جماهيريا مكثفا وقد تحدى الحاضرون الجالسون على الكثبان الرملية من كل الشرائح العمرية العوامل الجوية والمناخية شمس حارقة في النهار ورياح صرصر وامطار متناثرة في الغروب وبرد قارس وصقيع مجمد في الليل وماالهب حماسهم اليومي التنشيط المميز لمدير المهرجان حافظ خليفة ابن الجهة الذي بث موجات ايجابية في نفوس الحاضرين تفاعلوا معه بالتصفيق والهتاف واشعال الهواتف الجوالة
ورشات فن الممثل وفن العرائس
وللتذكير وقبل انطلاق فعاليات المهرجان انطلقت فعاليات التكوين والتنمية الثقافية والتنمية المستدامة من خلال 06 ورشات لتكوين فن الممثل في 06 ولايات وهي قبلي وتوزر وقفصة وقابس ومدنين وتطاوين اشرف عليها 06 مؤطرين من 06 مراكز فنون درامية بالجنوب ويتم من خلالها تقديم 72 حصة تكوين وورشات عمل مسرحي ل 10 شبان من كل ولاية توجت ب 06 أعمال مسرحية قدمت على هامش المهرجان وتابعها بشغف واعجاب كل الاهالي والضيوف والحاضرين
كما تم على هامش المهرجان تقديم ورشة في صنع العرائس من طرف الفنان والمبدع العرارئسي لسعد الموحواشي في اطار اتفاقية شراكة بين المركز الوطني لفن العرائس والمهرجان الدولي للمسرح في الصحراء
وقد ابدع الفنان لسعد المحواشي خلال فترة المهرجان وأثناء الورشات في تأطير 24 مربي من الجهات ااداخلية بولاية قبلي واستطاع ان يجعل من هؤولاء المرببن مبدعون في صنع العرائس حيث استغل بقايا النخيل ومخلفات الطبيعة وخلق شخصيات ونماذج قريبة من الاطفال و شحذ الخيال الفني والتربوي والاجتماعي للمربين وجعلهم يقدمون نماذج من مسرحيات بشخصيات عراءسية صنعوها بانفسهم في ثلاثة ايام
قرية الصابرية
الصَابِرِيّة هي إحدى قرى ولاية قبلي بالجنوب التونسي، الواقعة جنوب شط الجريد، غرب قرية زعفران وعلى بعد 7 كم شرق مدينة تتبع إداريا معتمدية الفوار من ولاية قبلي . وسميت بالصابرية على اسم قبيلة الصوابر العربية من قبائل بني سليم. ويبلغ عدد العائلات بهذه القرية حوالي 900 عائلة بعدد سكان إجمالي يناهز 5500 ساكن.
الصابرية هي قرية سياحية بامتياز تستقطب سنوزيا الاف السواح والفنانين والمثقفين والسينمائيين ويعتمد غالبية سكانها على الفلاحة بغراسة أشجار النخيل وتتميز هذه المنطقة بمناظر طبيعية خلابة وهو ما يجعلها قبلة لجميع السياح من مختلف دول العالم اضافة الى المنتجع السياحي الصحراوي ” Dunes insolites ” لصاحبه ابن المنطقة ناير بن بوبكر الذي ابكر فكرة اقامة سياحية تحت الخيام الفخمة على رمال الصحراء والسهر حول موقد السامور الليالي
وردة الرمال شعار المهرجان
اتخذ المهرجان من وردة الرمال الصحراوية شعار له لما تتميز به هذه الزهرة من خصوصية فهي ليست وردة نباتية بل حجر من أحجار الصحراء متكونة طبيعيا من الرمال ويطلق عليها ايضا زهرة الصحراء تنمو عبر مراحل مثل مراحل التحجر للصخور تتشكل عادة في المستوى العلوي للمياه الجوفية عبر سلسلة من التفاعلات بين المعادن المتواجدة في المياه مثل الكالسيوم و الحبيبات الكلسية المتواجدة في الرمال .وتجلب وردة الرمال انظار السواح لما لهذه الوردة من جمالية تشكلت من الرمل لوحات وغدت لوحات رائعة، وكل من يراها لا يسعه إلا وأن يقول “سبحان الله خالق كل شيء”. وختام “الورود الرملية” هي زخرفة تزين الطبيعة ونتاج لها في نفس الوقت.
وللحديث بقية
