لعنة الخط المباشر بين تونس والبحرين والشعور بالغربة والمهانة للجالية التونسية بعد إلغاء تركيا رحلاتها إلى تونس

أنوار جامعية نيوز / أ.سليم بودبوس

أ.سليم بودبوس

 قد لا يكون حجم الجالية التونسية في الخليج العربي مُغريا لبعض بارونات السياسة والاقتصاد والسياحة والإعلام، وقد يعتقدون أنّ هذه الجالية لا يُرجى منها سياحة ولا حجوزات في فنادق ولا هم يحزنون؛ إذْ أنّ أغلبهم معلمون وأساتذة (متاع قراية وكتب وكبّي موش متاع تفرهيد وجوّ وسهريات) وإعمار للمناطق السياحية… قد نكون هكذا، وذلك اختيار بعضنا، وبذلك نفتخر.. لكنّنا توانسة.. وحين نشعر أنّنا عوملنا معاملة المفروزين صحيّا (على غرار المفروزين أمنيا في العهد البائد)

ينتابنا الشعور بالغربة المضاعفة والمهانة. نعم انتابنا هذا الشعور مع ظهور قائمات الناجحين صحيّا في موقع وزارة الصحة: مبروك لفرنسا وإيطاليا وألمانيا وبلجيكا… وكلّ من هو في القارة العجوز التي عجزت عن التصدي لفيروس كورونا، فأعجزها الفيروس، وأنهكها وذهب بمئات الآلاف من مصابيها (رحمهم الله)… ولكن بقدرة قادر تصدرت قائمة الناجحين في وزارة الصحة التونسية ونالت البطاقة الخضراء للدخول إلى تونس الخضراء. و (هارد لاك) لبقية البلدان فرصيدكم الصحّي لا يكفي، ولا تأتونا أرجوكم…! وذلك بناء على ما أوضحه اليوم الجمعة 3 جويلية /يوليو السيد الحبيب غديرة عضو باللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا حيث قال: “وبالنسبة للوافدين من الدول المصنفة ضمن المناطق الحمراء، لن يتم قبول أي سائح منها، ولا يمكن منع أي مواطن تونسي مقيم بدول هذه المنطقة من العودة إلى أرض الوطن، شرط ان يلتزم بالحجر الصحي الاجباري لمدة أسبوع ويخضع في اليوم السادس إلى تحليل للتأكد من سلامته.” شكرا جزيلا أيها المسؤول الكريم على قراركم الحكيم وعلى السماح لنا بالعودة! لكن هل فكرتم أننا هنا تحت رحمة شركات الطيران الأجنبية كي نسافر إلى بلدنا؟

نشعر أنّنا عوملنا معاملة المفروزين صحيّا
(على غرار المفروزين أمنيا في العهد البائد)

يعني حين تصنفون تركيا منطقة حمراء، فتغضب تركيا على قراراتكم، وتلغي كل رحلاتها إلى تونس ينجر عن ذلك عجز آلاف المسافرين عن السفر.. وأرجو أن لا تحذو مثلها الشركة الوحيدة المتبقية التي تنظم رحلات إلى تونس؛ فنحن اليوم هنا في مملكة البحرين مثلا بلد الإقامة، وبالرغم من جوارها لبقية بلدان الخليج ودونًا عنها، لا يوجد خط مباشر بين البلدين بالرغم من العلاقات الطيبة والزيارات الرسمية وعلى أعلى المستويات منذ 2011 ليس آخرها زيارة الرئيس التونسي الراحل الباجي قايد السبسي 2016،

وبالرغم من وجود ما يناهز (2000) مقيم تونسي وبالرغم من جهود السفراء، ولا سيما سعادة السفير التونسي سليم الغرياني، في تركيز خط مباشر بين البلدين إلا أن الشركة التونسية العملاقة (الغزالة) لم تكلّف نفسها عناء النظر في هكذا خدمة تقدّمها للجالية التونسية

إلى متى ستظلّ الخطوط التونسية تتجاهل مطالب الجالية التونسية في مملكة البحرين في تسيير خط جويّ مباشر إلى تونس؟

وقد حدّثتكم سابقا عن معاناة طائرة الإجلاء في 18 ماي الماضي والتي تطلبت جهودا جبارة لإجلاء العالقين، وكنا اعتقدنا أن ذلك سيحرّك شيئا في المسؤولين بوزارة الخارجية وزارة النقل واللوجيستيك؛ إذْ من المؤكد والمفروض أنها قد علمت بكل تفاصيل تلك الرحلة ومعاناة التونسيين جراء عدم وجود خط مباشر. ولكن بالرغم من ذلك جاء موسم السفر والإجازات ولم يأت معه الفرج، بل أتى معه الهرج والمرج والتعب والمشقة والضبابية والتسويف و(الحقرة)، نعم عبارة كنت أمقتها، لكني اليوم فهمتها.. اللامبالاة بأبسط حقوقك. وقد لجأ التوانسة المقيمون هنا إلى تنظيم رحلة مباشرة (VOL CHARTER) بكراء طائرة على متن الخطوط التركية بعد عدم تجاوب الخطوط التونسية وحتى الشركات الخاصة في تونس مع طلبات الجالية هنا، واضطر عدد كبير من المدرسين وأبناء الجالية إلى الناقلة التركية،

وبعد إجراءات يطول شرح المصاعب التي حفّت بها، وبعد أن دفع المسافرون ثمن التذاكر وفي اللحظات الأخيرة تلغي الخطوط التركية يوم 29 جوان مساء كلّ رحلاتها إلى تونس ومن ضمنها الرحلة الخاصة بالمدرسين، وكذلك حجوزات مئات المسافرين في شهر جويلية إلى تونس على متن الخطوط التركية، وتخيّلوا حجم المعاناة التي وجدها أبناء الجالية في تأمين رحلة أخرى على متن ناقلة جوية أخرى وهي للأسف الوحيدة المتبقية أمامنا.

إلى متى ستظلّ الخطوط التونسية تتجاهل مطالب الجالية التونسية في مملكة البحرين في تسيير خط جويّ مباشر إلى تونس؟

 إلى متى نظلّ تحت رحمة الخطوط الجوية الأخرى؟

إلى متى سنبقى تحت رحمة مسؤولين في تونس في وزارة النقل ووزارة الخارجية لا يحرّكون ساكنا نحونا؟ وتحت رحمة إعلام لا يحفل إلا بمن هو قادم من المناطق “الخضراء”؟ لقد آن الأوان أن تُرفَع في وجوه هؤلاء المسؤولين ورقة “حمراء” كما رفعوها أمامنا وعطّلوا آلاف المسافرين بتجاهلهم لنا لسنوات وسنوات.

 L-univers

L-univers

Journal électronique traitant des affaires étudiantes, de la vie universitaire, des services universitaires et des activités communautaires

Shopping Basket