أنوارجامعية – حافظ كندارة بنزرت
مسرحية “العفسة المحنونة” تشد الجماهيرالغفيرة بمهرجان بنزرت الدولي
بعد أن كان افتتاح الدورة التاسعة والثلاثين لفعاليات مهرجان بنزرت الدولي بالعرض الاستعراضي ” بابا سلومة ” من تقديم وإنتاج وإخراج أبناء الجهة تكريما لروح الفنان المرحوم سليم البكوش تلاه عرض مركز الفنون الركحية ببنزرت لمسرحية ” الكنز الثمين ” الموجهة للأطفال وذلك في إطار تشجيع الإنتاج الجهوي لشباب ولاية بنزرت
جاء دور أعرق الجمعيات المسرحية الهاوية في مجال المسرح ألا وهي جمعية النهضة التمثيلية ببنزرت لتقدم باكورة اعملها المسرحية لهذا الموسم الثقافي ” العفسة المحنونة ” وهي بالأساس مسرحية كوميدية هزلية من إنتاج جمعية النهضة التمثيلية ببنزرت نص و إخراج لطفي التركي و تمثيل أمل العبيدي و لطفي التركي و سفيان بن ظافر و فرح بن جمعة و أنيس الخشيمي و إيمان العباسي و وائل الصوابني و عمر الربيعي و سيف الدين الأديب و نهاوند جمعية و رحاب التركي و أميمة الجميعة.سينوغرافية شوقي الدرويش إضاءة رشاد التركي توضيب عام جلال الدين مصدق ديكور عمر الربيعي إدارة إنتاج حافظ كندارة
هذا العمل المسرحي يعد رابع الأعمال المسرحية التي يتم برمجتها خلال الدورة الحالية من مهرجان بنزرت الدولي. مسرحية تسلط الضوء على العادات و التقاليد التونسية خلال الأعراس و من بين هذه العادات “عفسة” العروس على رجل عريسها حتى تكون المتسلطة عليه طوال حياتهما الزوجية و تداعيات هذه “العفسة” ترويها أحداث المسرحية حيث تنطلق أحداثها من حفل زفاف يختتم بشجار بين العروسين إثر ما نسميه بـ “عفسة العروسة ” وهي عادة تونسية يحاول من خلالها أحد العروسين أن يدوس على قدم الآخر ليبقى حسب ظنه المسيطر والناطق والمتصرف الوحيد في كل ما يدور بالبيت بعد الزواج.
وما عفسة العروسة في حقيقة الأمر في هذه المسرحية بالذات إلا خرقا للمبادئ والأخلاق التي ديست بسبب المادة وهو الموضوع الأساسي الذي ترتكز عليه جميع أحداث المسرحية فنـرى كيف أن الإنسان يبيع نفسه من أجل المادة وبالتالي يرمي بمبادئه وأخلاقه عرض الحائط فتعتلي المادة عرش حياته وتصبح الجانب الطاغي الوحيد على بقية الجوانب الحياتية الأخرى التي تتخلل الحياة الزوجية بصفة خاصة والعائلية بصفة عامة. وقد حاول مؤلف هذه المسرحية ومخرجها أن يطرح هذا الإشكال بعلاقة مدروسة بين الشخصيات وبطريقة فكاهية تدخل قلب المتفرج وتجعله يستمتع بفرجة مرحة تعبر عما يختلج في كيانه وفي صدره من مشاكل اجتماعية يبحث لها عن متنفس. قرابة الساعتين من الهزل و الضحك أبدعت خلالها كل الشخصيات فكان عملا رائعا أثبت أنه جدير ببرمجته في واحد من أكبر المهرجانات الوطنية.