أنوار جامعية حافظ الشتيوي
مسرحية بين الوديان صرخة ألم ضد الفقر والتهميش
في إطار تظاهرة المرناقية تتنفس فن شهدت قاعة دار الثقافة المرناقية عرضا مسرحيا للكهول بعنوان “بين الوديان ” إنتاج شركة مينرفا للفنون الركحية نص لزينة مساهلي وتمثيل مقداد الصالحي وزينة مساهلي وكمال العلاقي وإخراج مقداد الصالحي ومساعد مخرج الطيب الملائكي وإضاءة شاكر القاهري وسينوغرافيا احمد نصرلي وتقني صوت محمد امين الصالحي.
” بين الوديان” هي مسرحية تكشف واقعنا الأليم وتغوص في عمق المعاناة من تفقير وتهميش..وهي .. أزمة انتماء واستحالة عبور للضفة الأخرى ..وقد تم تقديم هذا العمل في عرضه الأول كإهداء لروح زهرة الوادي البرية “مها القضقاضي” التي أسال رحيلها المأساوي حبر الصحافة الوطنية والعالمية عندما ابتلعها الوادي ذات يوم وهي عائدة من المدرسة وتروي احدث المسرحية اسقاطا لحكاية الطفلة مهى من خلال الصحفية أمل التي اعتادت اللقاء بصديق الدراسة “أحمد” الضرير قصد إحياء ذكرى محزنة حدثت لكليهما في سنوات الطفولة والتي تتمثل في غرق “حياة ” في الوادي.. حيث يشعر كل منهما بالذنب الذي رافقهما طوال العمر لأنهما لم يتمكنا من إنقاذ “حياة” رغم محاولاتهما الفاشلة والتي انتهت بإصابة “أحمد” بفقدان البصر وبانقطاعه المبكر عن الدراسة ومن ثمة انشغاله بالفن لتجاوز عجزه والتعبير عما يخالج نفسه من شعور بالظلم.. بينما تنشغل “أمل” بمهنة الصحافة وتوكل لنفسها الوقوف في خط النار والدفاع بكل جرأة وشجاعة على منطقتها المنسية التي تفقد الكثير من أبنائها جراء فيضان الوادي المتكرر وانعدام الجسور.. وبذلك يسعى كل منهما إلى التنفيس عن مأساته قدر الإمكان من خلال التواجد في مكان الحادثة والاستنجاد بالذاكرة وتحدي العجز الذي أصابه طوال رحلته العسيرة.
