مسرحية ثقوب سوداء للمخرج عماد المي ” حرب بدون راء…”

أنوار جامعية / إعتدال القاسمي

نادي الصحافة بالمركز الجامعي للفنون الدرامية والأنشطة الثقافية

اعتدال قاسمي

مسرحية ثقوب سوداء للمخرج عماد المي
” حرب بدون راء…”

ماذا لو وضعت قدمك على لغم …؟
ماذا لو احسست بالموت وأنت في عنفوان الحياة ؟!

ماذا لو فقدت قلبك في موسم وهج الحب ؟!

ماذا لو فقد داخلك الأمل ؟!

تساؤلات حاوطت قاعة الجهات بمدينة الثقافة يوم الخميس 8 ديسمبر 2022  في مسرحية
 ” ثقوب سوداء ” لعماد المي عن نص تراجيديا لنور الدين الورغي  خلال ايام قرطاج المسرحية دورتها ال 23… وحال لسان المخرج يقول  :هذا حالكم فتدبروه !

قنطرة مهدمة مكسورة ” ڨنطرة العشاق ” و جندي مهدود الجناح.. ( غسان الغضبان ) يفر هاربا من واقع أليم و سيناريوهات الماضي تطارده…

يحاول الالتجاء إلى القنطرة الآمنة، ذلك الحلم البعيد صعب التحقق.. و بين أمان الحب
وحيوط ” الڨنطرة ”  و حقل الألغام يجتاحه التردد و نكران أمل الحب متمسكا بلمجة سرقها من ” مكتوب ” جندي ميت..
وكأن الحب أصبح لغمًا ما و كأن العاشق اصبح مهددا في زمن سيطرت عليه المصالح..

يشاركه محنته شاب يافع متمسك بالحياة.. يكتب الشعر و يطلق شعره حرًا كحرية الحب.. رمز الصمود رغم انكسار ” الڨنطرة ” ( طلال أيوب )..

أجساد و أصوات ترتعش.. وسط ثبات الحركة تتحرك المشاعر.. و كأن اللاحركة تصبح حركة فجأة.. تضارب التجارب
والأقوال و تقاسم الذكريات بينهما.. تربكها الغربان.
وكأنها تترصد نقطة النهاية.. لبداية الوجبة الجديدة.. 

تزعزع ضجيج الهدوء امرأة عجوز و كأن الحب عشش في عروقها ليسرق منها العنفوان و البراءة و الجمال ( اسماء مروشي ).. تتراوح بين الملاك الحارس و الشيطان المدافع الشرس..

العجائز يصنعن المعجزات دائما.. خاصة و إن تشبع صدرها بالحب و لكن حبل القطيعة بين الموت و الحياة ” مرهون” في وعد إعادة بناء ” الڨنطرة “..

ليعود الحب إلى البلدة.. و كأن الحب يحذف الراء ليطرد الحرب..

ليفعل ما لا يمكن لجنود بواسل فعله.. دون هرب أو خوف..

الحب لا يحتمل الخوف دائما…

المخرج عماد المي اختار تحرير الشاب الحالم من حقل الألغام في حركة فريدة.. فوزع ورود الحب في الأرجاء.. و كأن عماد يقول للحب انتصر.. و كأن عماد يوزع قيمة الحب بين الغرباء…

الهرب ممكن.. و النجاة احتمال و الألغام كثيرة ( الفقر ، الجهل ، الإرهاب ).. و الحب هو الخلاص الوحيد..

نفس الحب الذي قتل الأمل الأخير.. و ضيّع بصيصه..

فالملاك الحارس يغرق في لغم آخر..

يموت الحب ؟! ولا يموت الأمل تنتصر الحرب ؟! ويعود الأمل

 L-univers

L-univers

Journal électronique traitant des affaires étudiantes, de la vie universitaire, des services universitaires et des activités communautaires

Shopping Basket