أنوار جامعية – حافظ كندارة – بنزرت

مسرحية ماسح الأحذية تجسيد لمعنى الإبداع والصبر والإرادة
في عرض مسرحي يجسد ثلاثية الإبداع والصبر والإرادة، اختار الممثل القدير محمد علي العباسي ركح جمعية النهضة التمثيلية ببنزرت ليقدم أحدث أعماله المسرحية “ماسح الأحذية”. هذا العمل هو من إنتاج شركة جسور للإنتاج القطرية، بتوقيع المخرج حافظ خليفة، وأداء متقن منن المبدع محمد علي العباسي، الذي اختار مسرح جمعية النهضة التمثيلية ببنزرت والتي ستحتفل قريبا بمائويتها التي احتضنت بداياته الفنية من خلال مشاركته في العديد من الأعمال المسرحية على غرار ” معلم زاده الخيال ” و عفسة العروسة ” والسقيفة ” وغيرها من الأعمال المسرحية التي حصد من خلالها العديد من الجوائز والتتويجات ليعود إليها من جديد ويقدّم لجمهورها عملا مسرحيا في صنف ” المولودراما ” .
اختيار محمد علي العباسي لركح جمعية النهضة التمثيلية له أبعاد ودلالات عميقة، أهمها ارتباطه الوثيق بهذه الجمعية التي شهدت ميلاده الفني. ورغم إقامته خارج حدود الوطن، ظل الممثل محمد علي العباسي وفياً لجذوره، ليعود في هذا العرض إلى نفس المسرح الذي بدأ منه رحلته الإبداعية، مرفرفا على أجنحة التميز كما عهدناه.
رمزية الحذاء في العمل المسرحي
تشكل “ماسح الأحذية” رمزا قويا في هذا العمل المسرحي. الحذاء هنا ليس مجرد أداة للاستخدام اليومي، بل يحمل أبعادا إنسانية واجتماعية عميقة. إنه رمز للفئات المهمشة التي تعيش على هامش المجتمع، أولئك الذين يعملون بصمت لإعالة أنفسهم وأسرهم في ظروف قاسية.أو من اصحاب السلطة والذين يريدون بسط نفوذهم وقوتهم وحتى بطشهم. من خلال هذه الشخصية، نجح العباسي في طرح قضايا الفقر والمعاناة والصراع من أجل البقاء. الحذاء في المسرحية يتجاوز وظيفته المادية ليصبح مرآة تعكس وجوها متعددة من الواقع، ووسيلة لسبر أغوار النفس البشرية التي تتشبث بالأمل رغم كل شيء.
سينوغرافيا متألقة
السينوغرافيا في مسرحية “ماسح الأحذية” كانت جزءا أساسيا من تجربة العرض. استطاع المخرج حافظ خليفة بالتعاون مع فريق الإضاءة والديكور خلق فضاء بصري مبتكر، يعكس الأجواء الكئيبة والمضطربة التي يعيشها بطل المسرحية. الإضاءة الداكنة والزوايا الحادة في تصميم المسرح أضافت عمقا للعرض، وساعدت على نقل المشاهدين إلى عالم بطل القصة، حيث الكفاح اليومي والمرارة يتقاطعان مع الأمل والإرادة. الحركة على الركح كانت منسجمة تماما مع السينوغرافيا المتميزة ، مما جعل العرض يتسم بسلاسة بصرية وإيقاع متناغم.
لقد شهد العرض يوم الخميس 17 أكتوبر 2024 إقبالا جماهيريا واسعا حيث اكتظ فضاء مسرح الجيب محمد قلوز التابع لجمعية النهضة التمثيلية ببنزرت بعشاق الفن المسرحي الذين تفاعلوا بحرارة مع الأداء المتقن الذي قدّمه محمد علي العباسي. هذا الحضور الكثيف يعكس عمق العلاقة بين الجمهور والفنان وبين الجمهور وهذه الجمعية العريقة .
وسيكون الجمهور في تونس على موعد مع عرض المسرحية يوم السبت 19 أكتوبر 2024 بقاعة التياترو بالعاصمة وكذلك بعدة دول عربية وأوروبية قصد ترويجه والتعريف به.