أنوار جامعية / مروى قنيشي
مسرحيّة ” سفر” لسجن برج الرّومي رحلة في وعينا وضمائرنا
التاريخ الجمعة 8 ديسمبر 2023 التوقيت الساعة الواحدة بعد الزوال ولليوم السّادس على التوالي تحتضن دار الثّقافيّة المغاربيّة إبن خلدون عرضا سجنيّا ضمن نادي المسرح لسجن الرّومي .
يحضى نادي المسرح بمزيد الدّعم ومواصلة العمل منذ سبع سنوات ، وهو من النّوادي السجنيّة ، الّتي استمرت سنويّا في المشاركة ، و تقديم نصوص مسرحيّة في قيمة وعي المواطن التّونسي .
موضوع المسرحيّة ،خمسة أشخاص يقومون برحلة في الصّحراء بحافلة ، تقف بهم في منتصف الطّريق ، وبتوقّفهم ،يبحثون عن الحلّ . ما هو الحلّ؟ أين نجد الحلّ ؟ وقتاش نلقاو الحلّ؟ هكذا كان التّساؤل المتواصل والملحّ، عن ضرورة إيجاد الحلّ المناسب .
تحدّث المبروك، السّوردي، مسعود، النّاجي و المنسي، عن ضرورة الفعل ،وبالحركة ، خاصّة استنباط الحلول من خلال حريّة الفكر ، حريّة الاختيار، حريّة ” تخديم المادّة الشّخمة ” ، من دون عقل لن نتقدّم وسنبقى في مستوى وعي منخفض.
المنسي هو من يغيّر مجرى الأحداث، فيحاول أن يبحث معهم على حلّ يواجهون به مشاكلهم ومشاكل كلّ عربي، غارق في المظلوميّة والتّشكيّات المتواصلة حول وضعه الحالي ،وفلسطين هي من أهمّ القضايا الجاري بها العمل، والّتي نقول فيها ما نقول و نكتب فيها ما نكتب دون منحها حقّها.
هكذا رأى المسافرون في رحلة الغياب ، أنّ فلسطين لا تغيب عن أذهاننا ،فقام الممثّلون بالتّعبير عن تضامنهم التّامّ مع فلسطين ، و أحسسنا بسجن غزّة من خلال سجنهم الخاصّ،إنّ وجع السّجين ، لا يفهم وجعها إلاّ المسجون مثله وبالتالي إن مسرحية ” سفر ” ترسّخ فينا البحث عن ضمائرنا الضّائعة ، ضمائر أصابها الغُبار والكدر والحزن ،بمزيد النّوم والانغلاق عن الواقع وجعلتنا نقوم برحلة داخل وعينا، وبحثنا بعيدًا في ضمائرنا الغائب
خلاصة الأمر إنّ المسرح يحفر في عقولنا ، فيمنح كلّ واحد فينا إعادة النّظر في ذاته و سكب الحبر على قلبه ،لنكتب بالدّم ، مانحن فيه، ونرمي بالحجر بعيدا لكلّ ما يعترضنا من هزّات نفسيّة قويّة .
.
