أنوار جامعية كتب محمود الأحمدي توزر
مهرجان توزر الدولي ” من رحم المعاناة.. يولد الفرح”
لم أعد أجد ما أصف به العمل الثقافي بولاية توزر سوى المعاناة وأنا الغارق في بحار هذا القطاع منذ أكثر من ثلاثة عقود، وملم بكل شاردة وواردة، ولا أحد يزايد على شخصي المتواضع في هذا الإطار، أقول هذا الكلام ونخبة من شباب الثقافة والمسرح من أصدقائي وصديقاتي سآتي على ذكر أسمائهم و صفاتهم في مقال لاحق، سهروا على إعداد برنامج الدورة 38 لمهرجان توزر الدولي من 19 إلى 29 أوت الجاري، في ظروف كارثية، ففضاء العروض مغلق بل وأصبح من المشاريع الثقافية الغير صالحة للاستغلال، شأنه شأن عدد من دور الثقافة بالجهة، وخاصة مركز الولاية الذي لا يزال ينتظر إنجاز مركب ثقافي منذ متى.. لست أدري.. فقد طالت الآجال، وهذا النقص الفادح في الفضاءات يتحالف ضد الأصدقاء مع تواضع الميزانية المخصصة للعروض، وإلى حديث الروبيضات وأصحاب القلوب المريضة في الزوايا المظلمة في محاولة يائسة لخلق أجواء من التوتر، والتقليل من أهمية هذا المهرجان الذي يعد المتنفس الوحيد لأبناء الجهة المحرومة من المسابح والمساحات الترفيهية، وكل من شأنه أن يخفف من حر الشمس ورياح الشهيلي، ورغم هذا وذاك، تم إعداد برنامج متنوع حسب الإمكانيات المتاحة، تم الكشف عن أهم تفاصيله في ندوة صحفية، لإسعاد رواد هذا المهرجان العريق والترفيه على أبناء الجهة، واختلاس لحظات من الفرح رغم ما ذكر وما لم يذكر.. ، حيث كان الافتتاح وكما أشرنا مساء السبت 19 أوت بعرض DJ JOKER الفنان الموهوب ابن الجهة بساحة القبة الضوئية وسط المدينة، وقد تنوعت فقرات هذا العرض بين الموسيقى التنشيطية، والفنون التشكيلية من خلال عرض أعمال عدد من الفنانين أصيلي الجهة، واستقطب جماهير غفيرة من مختلف الفئات العمرية.
وخلال سهرة الإثنين 21 أوت استضاف المهرجان الفنان مرتضى فتيتي، ومن أهم العروض الأخرى عرض القبة في سهرة 25 أوت والعرض التنشيطي للأطفال TOZART بمنتزه البركة يوم 26 أوت، ليكون الفنان روؤف ماهر نجم الدورة في سهرة 28 أوت والذي سيساهم بدون شك في إنعاش ميزانية المهرجان واستقطاب جماهير هامة من أحباء الأغاني التراثية الطربية على غرار حفلي مهرجان تقيوس ومهرجان نفطة، ليكون الاختتام من نصيب أحباء موسيقي الراب وعرض جنجون الذي سيكون بدوره بالملعب البلدي، على غرار عرضي مرتضى فتيتي وروؤف ماهر، ومن خلال هذه العروض المبرمجة حسب الإمكانيات المتاحة يكون مهرجان توزر الدولي الذي يحظى بدعم المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات التظاهرات الثقافية والفنية، والمندوبية الجهوية للثقافة وولاية توزر وبلديتها، قد فند الإشاعات والأقاويل المغرضة والأصوات المنادية بإلغاء أهم تظاهرة صيفية وترفيهية بمدينة توزر.. ولنا عودة بتفاصيل أخرى لاحقا.