أنوار جامعية / كتب حافظ الشتيوي – تونس
مهرجان ليالي المحرق في نسخته الثانية تأكيد على تراث وماضي البحرين التليد وتثمين لحاضرها المجيد
بمناسبة الأعياد الوطنية لمملكة البحرين خلال شهر ديسمبر (العيد الوطني وعيد جلوس جلالة الملك) تم مؤخرا تنظيم مجموعة من الفعاليات بمختلف محافظات البحرين الأربع، وهي من تنظيم هيئة البحرين للثقافة والآثار، ضمن مسار اللؤلؤ، الذي تم تصنيفه في العام 2012 ضمن قائمة التراث العالمي لليونيسكو وبالتعاون مع مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث وكان مهرجان المحرق هو الأبرز لما يحتويه من فعاليات مختلفة على مدى عشرة أيام.
وقد اختتم مساء السبت 24 ديسمبر2023 فعاليات النسخة الثانية من مهرجان ليالي المحرّق حيث تحوّلت أرجاء المدينة القديمة إلى مساحات لتجارب ثقافية فريدة ملائمة لمختلف فئات الجمهور من مواطنين ومقيمين وزوّار، وقد شكلت لهم هذه المناسبة فرصة لاستكشاف روح البحرين الأصيلة في زوايا الطعام وتجارب التذوّق وأمسيات الموسيقى والأنشطة والجولات وورش العمل. وقد أسهمت هذه الليالي إلى حد كبير في ابراز العمق التاريخي للمحرق كنموذج مُصغّر للبحرين الأم، وعلى البُعد الإنساني القائم على أسمى مبادئ التعايش والتسامح لمدينة المحرق،
هذا وقد تم اختيار موقع الفعاليات في العاصمة القديمة (المحرق) بعناية فائقة وذلك لرمزية المكان بتاريخه ونضاله والشخصيات التي تركت أثرا طيبا عبقا وخالدا في طرقاتها وشوارعها ، ففي هذه المنطقة تحديدًا (المحرق) تواجد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود بالعام 1892، وفي العام 1914 سار في طرقاتها العلامة محمد بن خليفة النبهاني، وفي العام 1922 زار أسواقها وموانيها الأديب الرحالة أمين الريحاني، وشهدت زيارة الزعيم التاريخي عبدالعزيز الثعالبي، وجلس في مقاهيها تجار اللؤلؤ والذهب والسفن والخشب،
وضمن برنامج مسارات التعرف على جمال التراث الثقافي والمعماري لمدينة المحرّق نظم الشيخ صلاح الجودر عضو مركز الملك حمد العالمي للتعايش والتسامح يوم الخميس الفارط جولة لمجموعة من الأصدقاء من جنسيات مختلفة عربية وأجنبية على سبيل الذكر لا الحصر المخرج التونسي الطيب بن نجمة والمطربة التونسية فائزة الرابعي وممثلة سفارة تونس بمملكة البحرين السيدة لينا السبوعي والمحامية الشاعرة الدكتورة هنادي الجودر والسيدين مستر بيتر ومستر فرانك مدير فندن ذو دومين وكانت لهم فرصة الوقوف من جديد على تراث وماضي البحرين التليد وجمال حاضرها المجيد .
ختاما يمكن القول أن هذه الدورة الثانية قد حققت نجاحا على جميع المستويات الفنية والثقافية والاحتفالية والتجارية من خلال الحضور الجماهيري المكثف، سواءً من المواطنين أو المقيمين أو السياح العرب أو الاجانب او السياح من دول مجلس التعاون الخليجي وفي نجاح المهرجان هو تأكيد على نجاح برنامج وخطة تطوير المنطقة القديمة على مدى السنوات الماضية للمحافظة على المباني والمحلات والمهن القديمة، ولا يسعنا إلا ان نتقدم بالشكر إلى جميع المساهمين في هذا العرس الاحتفالي “مهرجان ليالي المحرّق” بداية من وزارة الداخلية، وزارة الإعلام، وزارة التربية والتعليم، وزارة الأشغال، وزارة الصحة، وزارة شؤون البلديات والزراعة، بلدية المحرّق، إدارة الأوقاف السنية، وكذلك مساحة الرواق للفنون وون تو ون للهندسة المعمارية والتصميم.