أنوار جامعية حافظ الشتيوي
مونودراما ” أنا مرا ” لنادية تليش تطرح أسئلة وجودية في عمق الذات الإنسانية
قدمت شركة سيباريو للإنتاج مسرحية ” أنا مرا ” أمام لجنة الشراءات بوزارة الثقافة نص وأداء الممثلة نادية تليش وسينوغرافيا واخراج حافظ خليفة.
العمل من نوع المونودراما تغوص فيه نادية تليش في عمق الأنا في الماضي والحاضر وتكشف للعلن المعنى الراقي والوجودي لكلمة ” مرا” الفكر والرقي والنضال والحنان والامومة وصراعها لفرض الذات ونحت الشخصية الانسانية قبل الأنثوية .
” أنا مرا ” كلمة كتبت من جمرة الاحساس بالألم نطقت بها نادية تليش وانصهرت كلماتها مع احاسيس الحاضرات والحاضرين إذ بدا النص تصاعديا في عملية اجترار الألم وكأنها رحلة سادية او مازوشية كسرت من خلالها الممثلة الجدار الرابع بامتياز وجعلت من الممثلات الحاضرات في إطار اللجنة دليلة مفتاحي وفوزية بدر يخلعن عنهن رداء الإدارة ليتفاعلن مع حركاتها وسكناتها ودموعها انكسارها وانتصارها . وسريعا ما انتشرت عدوى التفاعل بين السيدات الحاضرات ليقفن استجابة لطلبها للوقوف صفا واحدا ويدا واحدة واحساس .
واحدبرافو نادية تليش على هذا العرض كلمة وأداء الذي قدم في 49 حرارة ولكنه كان عرضا مثلجا للصدور الحاضرة وممتعا للعقول الراقية ومدمعا للعيون الحساسة .
بالنسبة للعملية الاخراجية فقد ارتكز المخرج حافظ خليفة على الطاقات الجسدية والصوتية للممثلة نادية التي هيمنت على الفضاء الذي أراده المخرج قفرا فارغا إلا من صفتين متوازيتين للجمهور الحاضر وجعل من الشاشة التفاعلية ومخاطبة الجمهور وادماجهم في اللعبة المسرحية جزءا ناجحا من العملية الاخراجية
