نجاح استثنائي لافتتاح الدورة 33 للألعاب الأولمبية  بباريس وتساؤل حول القيم الإنسانية الاولمبية

أنوار جامعية سالم العقربي باريس

نجاح استثنائي لافتتاح الدورة 33 للألعاب الأولمبية  بباريس وتساؤل حول القيم الإنسانية الاولمبية

بتكلفة قاربت 10 مليار أورو تقريبا و اعداد استمر سنوات تم عرض افتتاح الدورة 33 للألعاب الأولمبية  في جو ممطر منذ الصباح .

لم نصل ساحات العرض على طول نهر السان الا بشق الأنفس و بعد تواصل نزول المطر غادر الكثير من الجمهور …كنا نجمع بين الفرجة مباشرة و مشاهدة العرض عبر شاشات هواتفنا….كان عرض الافتتاح مبهرا ضخما و فخما و لأول مرة يكون عرض الافتتاح خارج ملعب أولمبي على طول نهر السان لمسافة حوالي 6 كلم بداية من جسر أوستيرليتز حتى بلوغ جسر لينا والمرور بمعالم باريس التاريخية مثل برج إيفل و مكتبة باريس وقوس النصر وحي الشانزيليزي ومتحف اللوفر وحدائق تروكاديرو،  و قد سخرت باريس وفرنسا إمكانيات بشرية ولوجستية كبيرة لإنجاح حفل الافتتاح من إضاءة عصرية مبهرة وعدة مسارح أعدت للغرض فوق نهر السان وعلى حواشيه كما أعدت المدرجات للمشاهدين كما واكب العرض جمهور كبير على الشرفات وقد دامت العروض لحوالي 4 ساعات بداية من الساعة 19:30بالتوقيت المحلي ..

ساهم في كتابة سيناريو حفل الافتتاح الروائية ليلى سليماني وكاتبة السيناريو فاني هيريرو والمؤرخ باتريك بوشرون وشاركت عديد الأسماء الرياضية العالمية الذين حملوا الشعلة الاولمبية كما شارك عديد الفنانين العالميين كالمغنية الأمريكية ليدي غاغا و الكندية سيلين ديون و الفرنسية المالية آية ناكامورا و الفنان سفيان بامارا والفنانة جوليات أرمانات ….

كانت لحظات خالدة لفرنسا في هذا الحفل المبهر حيث تنظم فرنسا الالعاب الأولمبية للمرة الثالثة في تاريخها وتنوعت اللوحات الراقصة والعروض الضوئية القوية واحتفت فرنسا بأسماء نسوية تاريخية كبيرة مناضلة في مختلف الميادين وأبرزت إمكانياتها التاريخية ومدى تقدمها ..

ولكن كل هذه الفخامة ودقة التنظيم لم تخف بعض نقاط الضعف التي استغربناها فهل تعتبر اعتداء على القيم الاولمبية والإنسانية أم يحق لها ذلك باعتبارها تدافع عن قيم هي تؤمن بها كالتركيز الكبير والواضح على مضامين المثلية والشواذ والتقليعات المجنونة في الملابس التي تحيل على قوم لوط وبعض اللوحات الراقصة المطبعة مع الشواذ كذلك الإحالة على فرسان الهيكل وفارس المعبد
والمسيح الدجال والكائن الذكر الأنثى والحب الواحد والدين الإبراهيمي الواحد والكفن ورأس العجل الذهبي الذي كان وجوده مسقطا إسقاطا والذي يحيل إلى نهاية الكون عند الفكر الماسوني و الحصان الأبيض الرامز لظهور المسيح الدجال و هي إشارة مبطنة لتبرئة اليهود من دم المسيح.. ربما هي مبالغة قد تمس من جوهر الإنسانية والروح الأولمبي.

مبالغ طائلة صرفت وموارد بشرية ولوجستية كبيرة نجحت من خلالها فرنسا في الاحتفاء بتاريخها و الدفاع عن مبادئها في هذا العصر . مهما اختلفت القراءات والتفسيرات فقد نجحوا نجاحا فنيا كبيرا


 سالم العقربي باريس 26 جويلية 2024

 L-univers

L-univers

Journal électronique traitant des affaires étudiantes, de la vie universitaire, des services universitaires et des activités communautaires

Shopping Basket