أنوار جامعية / سليم بودبوس – مملكة البحرين
أقلعت طائرة تونسية من مطار المنامة بمملكة البحرين يوم الأحد 17 ماي 2020 في الساعة الواحدة بتوقيت تونس، وعلى متنها قرابة 60 مسافرا من أبناء الجالية والعالقين. وقد حطت الطائرة بحمد الله في مطار المنستير وجرى نقل العائدين إلى أحد الفنادق بمدينة سوسة. والجدير بالذكر أنّ هذه الرحلة قد طال انتظارها نسبيا؛ حيث عبّر عدد من العالقين عن قلقهم من عدم وجود رحلات بعد تعطل الملاحة الجوية عالميا، وانتظروا بفارغ الصبر عملية إجلاء تضطلع بها الدولة التونسية…
وبعد جهد جهيد وعمل مضن من أعضاء السفارة التونسية بمملكة البحرين ومتابعات واتصالات يومية من سعادة السفير التونسي السيد سليم الغرياني بالجهات ذات العلاقة، ولفترة ناهزت الشهر أو يزيد تم التنسيق مع شركة خاصة لنقل العالقين في مملكة البحرين إلى تونس. وقد عبّر عدد من العالقين عن شكرهم للتوصل إلى هذا الحل، وتذمّر عدد آخر من ارتفاع ثمن التذكرة (مليونين و800 دينار). والعالقون في مملكة البحرين على ثلاثة أصناف: فمنهم الزائرون لأهلهم في البحرين، ومنهم الرياضيون الذين توقفت أنشطتهم بسبب توقف المسابقات الرياضية، ومنهم أصحاب المهن المتضررة من إجراءات الحجر حيث توقفوا كليا عن العمل ولم يعد لديهم أي مدخول يضمن حياتهم الطبيعية.
من جهة أخرى قدّم التونسيون المقيمون في مملكة البحرين مثالا عظيما للتعاون والتآزر؛ حيث أطلقت السفارة التونسية وبعض الناشطين من أبناء الجالية نداء تبرّع لتأمين حياة كريمة للمتضررين، فلبّى كلّ أبناء الجالية النداء وتبرّعوا بما فاق التوقّع، وتمّ توزيع المساعدات المالية وكذلك سلال رمضانية على من يستحقها، وبهذه المناسبة نتقدم بالشكر للنساء التونسيات المقيمات في البحرين على جهودهن في توفير هذه السلال وتوزيعها.
كما جرى جمع تبرّعات بين أبناء الجالية لتأمين تذاكر بعض العالقين ممن استحال عليهم دفع ثمنها نظرا لارتفاع سعرها وانقطاعهم عن العمل لمدة طويلة. وبهذا تجاوز بعض التونسيين محنتهم بسلام، وعادوا إلى أرض الوطن، لكن هذا لا يعني انفراج الأزمة كليا؛ حيث فضّل بعض المتضررين من الجائحة والذين توقفوا عن العمل، آثروا البقاء في مملكة البحرين على أمل أن يعودوا إلى أعمالهم مع عودة الحياة إلى سالف نشاطها. ولن تتوقف يد الخير والمساعدة لهؤلاء حتى يعودوا إلى عملهم.