أنوار جامعية نيوز / نص الطالبة أميمة الدريدي سنة أولى فلسفة
ها أنا أكتب ، بحرارة الروح بكلمات تكاد تخرج من الضلوع لتتبعثر بين ثنايا الأوراق التي أمامي ، لا أعرف محتواها لكني متيقنة أن لا ملاذ من كتمها لأنها متمردة لم تخضع لأي من تلك القوانين التي لطالما ما كبلتنا ، ها أنا اكتب لأن الكتابة هي المتنفس الوحيد في هذا العالم الأبكم ، فحين تسكت الأفواه تتكلم الحروف في رحم الأوراق .الكتابة أفيون مسكن لاوجاع الروح .. إذن ها إني اكتب لإستنطق روحي وأناجيها فما عساي أن اكتب ؟
سأكتب عن روحي التائهة بين أكوام من الهموم علني أستطيع تحريرها لأني الوحيدة القادرة على فك قيدها ، لكني عاجزة كأن شيء يمنعني لا أدري ماهو .. فكل ما أرغب فيه الآن هو اسكات تلك الأصوات داخل رأسي .. لذا سأطلق العنان لقلمي عله يكون سلاحي في معركة الحياة التي لم تكل ليوم من حفر مكائد لنا لتسقطنا فيها و تتلذذ مشاهدتنا نتعذب دون أن ترمي لنا حبال النجاة ، فهذه الأخيرة أيضا تعمل للإطاحة بكل من يحاول مساعدتنا لكن رغم ظلمها فهي تحمل في تلافيفها جانب مشرق فليس الإيقاع بنا هو هدفها بل هي تسعى جاهدة لتخلق فينا ذلك الكائن المحارب ، فهي تعلمنا القوة وصمود و عدم الأستسلام ، فكل من تحلت روحه بهذه أخلاق استطاع أن يهزمها و أظهر جانبها المشرق . ليت كل من خذلته الحياة يطلق العنان لقلمه ليفرغ روحه في الأوراق فالكتابة هي تلك المساحة الواسعة للخيال ولإبداع الكتابة بإختصار صانعة للأمل ذلك الأمل الذي ترى فيه الحياة بوجهها المشرق لهذا السبب اخترتها لأني عاشقة للخيال إبداع أتنفس الأمل في رئتي اليأس… فلنكتب عن كل ما يراود أفكارنا من عبثية و كبت وعنف وحب .. فلنكتب و لا نخجل من انفلات قلمنا في غفلة من هذا واقع الأبكم دعنا نستنطقه بين طيات الأوراق حتى إن كان كفرا بإلاه وتشفعا من الدين وهدما لمقدس فلندونه ولا نقمعه ، حتى إن كان فضحا لوعينا في غفلة من وعينا فالنكتبه ونسرح بمروج غرائزنا المكبوتة لنعيد احيائها حين تفرد الوعي بها و أزهق روحها .. فالنطلق العنان لوحشيتنا و نوازعنا الخبيثة تلك التي تنزع للعنف والشرور هي كامنة في كل منا وحده القلم يحررها ويفك قيدها .
