أنوار جامعية نيوز حافظ كندارة بنزرت

النادي البنزرتي/ يعقوب يتشبث بالانسحاب في غياب رجالات النادي
من مدينة اعتادت أن تتنفس من رئات البحر والتاريخ والرياضة يظل النادي البنزرتي ككيان يتجاوز حدود المستطيل الأخضر. حيث لم يكن يوما مجرد فريق رياضي بل ظل مرآة لوجدان جماعي وملاذا لهوية تبحث عن ذاتها في زمن العواصف. ومع ذلك لم ينج هذا الصرح من تقلبات الزمن إذ أثقلت الديون كاهله وهددت كيانه وكاد يغرق في صمت الإهمال لولا وقفة رجال آمنوا بأن ناديهم ليس مجرد جمعية رياضية بل جزء لا يتجزأ من ذاكرة بنزرت وتونس كلها. في قلب هذه الأزمة،
برزت الهيئة التسييرية بقيادة سمير يعقوب كربان سفينة تحاول عبور أمواج صاخبة. فقد انعقدت الجلسة العامة العادية للفترة الممتدة من 1 جويلية إلى 15 سبتمبر 2025، بأحد نزل مدينة بنزرت، لتكشف الأرقام الصعبة. التقرير المالي أظهر أن الفريق تمكن من تسوية جزء مهم من ديونه التي فاقت ثلاثة مليارات، وهو ما سمح بتأمين بداية التحضيرات للموسم الرياضي الجديد وتجاوز مرحلة الخطر الأولى. وقد أكد سمير يعقوب خلال الجلسة أنه اتفق مع والي الجهة على مواصلة قيادة الهيئة التسييرية إلى غاية نهاية سبتمبر الجاري.

ورغم أن موعد الجلسة العامة الانتخابية كان محدداً ليوم 29 سبتمبر الفارط، فإن غلق باب الترشحات دون تقدم أي قائمة فتح الباب واسعا أمام التساؤلات حول مستقبل النادي. هذا الغياب أثار قلق المنخرطين وبعض لاعبي الأكابرالذين واكبوا فعاليات هذه الجلسة و ناشدوا يعقوب مواصلة تحمل المسؤولية إلى نهاية الموسم الرياضي. من جهته أوضح يعقوب أن قراره بمغادرة رئاسة النادي ليس وليد اللحظة بل اتخذه منذ اخر الموسم الرياضي الفارط وقد جاءهذا القرار حسب تصريحه بعد أن عمل على تسوية وضعية مختلف الفروع من لاعبين وإطار فني ومزودين، لتصبح الجمعية غير مدينة لأي طرف بل وفّر لها مبالغ مالية كفيلة بتسييرها لشهر أو أكثر. ومع ذلك شدد على أنه لن يترك النادي في فراغ إداري مؤكداً أن النادي البنزرتي لم يقف في تاريخه على شخص بعينه. اللافت في هذه الجلسة كان الغياب التام للجنة الحكماء والرؤساء السابقين واللاعبين القدامى، وكأن النادي في لحظة مفصلية لا تعنيهم. وهو ما زاد من حجم التخوفات بشأن فراغ قد يستغله البعض “لصيد في الماء العكر”، خاصة مع غياب أي مجموعة راغبة في تولي دفة القيادة عبر انتخابات أو حتى عبر تكليف استثنائي.
ورغم كل هذه الإشكاليات، يبقى الأمل معقوداً على أن يراجع سمير يعقوب قراره ويواصل قيادة النادي حتى نهاية الموسم، ريثما تتهيأ الظروف لعقد جلسة انتخابية في توقيت أكثر ملاءمة. خاصة بعد ان أكد الحاضرون في نهاية هذه الجلسة أن النادي البنزرتي ليس ملكا لفرد أو هيئة، بل هو ملك لجماهيره ولتاريخ مدينة بأكملها. والرهان اليوم هو أن يستعيد هذا الفريق العريق مكانته ويواصل لعب دوره كمرآة لروح جماعية لم تفقد يوماً شغفها بالبحر، بالتاريخ، وبالرياضة