أنوار جامعية نيوز حافظ كندارة بنزرت

بنزرت إحياء ملف مركز تكوين الشباب بالناظور من جديد ودعوات إلى رئيس الجمهورية لإنقاذ معلم شبابي تحوّل إلى “خربة”
مع اقتراب احتفال تونس عامة ومدينة بنزرت خاصة بذكرى جلاء آخر جندي عن المدينة تعالت الأصوات المطالبة بلفت نظر رئيس الجمهورية المنتظر زيارته للولاية إلى عدد من الملفات التنموية والاجتماعية العالقة وعلى رأسها ملف مركز تكوين الشباب بالناظور الذي تحول منذ سنوات إلى مبنى مهجور بعد أن كان في الماضي منارة شبابية ونشاطا حيويا يحتضن العشرات من أبناء المنطقة.
كان المركز في بداياته فضاء فاعلا احتضن العديد من الدورات التكوينية والمبادرات الشبابية منذ افتتاحه في 14 جانفي 2011 إذ ساهم في تكوين عشرات الشباب وتأطيرهم في مجالات رياضية وثقافية مختلفة إلى جانب دوره الاجتماعي في دعم العائلات والشباب العاطل عن العمل. غير أنّه ومع مرور الوقت أُهمل المركز تدريجيًا إلى أن أصبح اليوم مكانا مهجورا ومهدّما، أشبه بـ“خربة” لا تصلح لأي نشاط، بعد أن فقد تجهيزاته وبنيته الأساسية.
وأمام هذا الوضع عبّر عدد مكونات المجتمع المدني والرياضيين عن استيائهم من تدهور هذا المرفق العمومي داعين السلطات إلى التدخل العاجل لإعادة الحياة إليه. وقد طالب المواطنون بتخصيص اعتمادات مالية محترمة لإعادة تشييده وإعادة فتحه كمركز نموذجي يحتضن الشباب ويوفّر لهم فضاءات للتكوين والتأطير على غرار مراكز التربصات بطبرقة أو حمام بورقيبة التي تشكّل أمثلة ناجحة في هذا المجال.
من جهته، يرى بعض النشطاء المحليين أنّ إعادة إحياء مركز تكوين الشباب بالناظور لن تكون مجرّد عملية ترميم للبناية فحسب، بل هي رسالة أمل للشباب وفرصة لخلق فضاءات بديلة تقيهم من الفراغ والانحراف. كما شدّدوا على ضرورة إدماج هذا المشروع ضمن البرامج الوطنية للتنمية المحلية، ليعود المركز إلى دوره الأصلي كمنارة إشعاع ثقافي ورياضي واجتماعي في الجهة.
نحو أفق جديد
إنّ إحياء مركز تكوين الشباب بالناظور ليس فقط مطلبا محليا بل هو واجب وطني تجاه أجيال تتطلع إلى فرص أفضل وإلى فضاءات تفتح أمامها آفاق الإبداع والعمل والبناء. فحين تتضافر جهود الدولة والمجتمع المدني والمواطنين يمكن تحويل هذا الركن المهمل إلى رمز للتجديد والإصرار على الحياة. إنّ الشباب في حاجة إلى من يؤمن بقدرتهم على التغيير وإعادة بناء هذا المركز ستكون بلا شك خطوة في طريق استعادة الثقة في المؤسسات وفي المستقبل.




