أنوار جامعية نيوز حافظ كندارة بنزرت
بنزرت :الانتصاب الفوضوي …شرارة معارك ومصدر فوضى لا ينتهي”
عاد ملفّ الانتصاب الفوضوي بمدينة بنزرت إلى الواجهة بقوّة، بعد الحادثة الخطيرة التي جدّت مساء الاثنين الفارط بنهج الشيخ إدريس حيث شهد المكان “معركة عنيفة” بين مجموعة من الشبان وعدد من المنتصبين عشوائيً قبل أن تتدخل المصالح الأمنية بسرعة لإعادة السيطرة على الوضع وإيقاف سبعة أشخاص متورطين.
ورغم النجاح الأمني في التعامل مع الواقعة في وقت قياسي إلا أنّ الحادثة أعادت طرح أسئلة ملحّة حول التداعيات السلبية للانتصاب الفوضوي داخل المدينة، وما أصبح يمثّله من تهديد مباشر للنظام العامولسلامة المتساكنين والمرتادين على حدّ سواء.
فنهج الشيخ إدريس كغيره من النقاط السوداء في مدينة بنزرت تحوّل خلال السنوات الأخيرة إلى فضاء يغلب عليه الطابع العشوائيحيث تنتشر طاولات وبضائع المنتصبين دون تراخيص ما يخلق بيئة مكتظة ومشحونة، تتحول في لحظات إلى مسرح لمناوشات خطيرة قد تتطور كما حدث مساء أمس إلى معارك مفتوحة.
وتشير الحادثة الأخيرة إلى جانب مظاهر الفوضى التي يفرزها الانتصاب غير القانوني إلى مخاطر موازية ترتبط بتواجد عناصر منحرفة تستغل هذا الفضاء المزدحم للاختفاء أو لترويج الممنوعات، حيث أكد مصدر أمني أنه تم العثور لدى أحد الموقوفين على ” كمية من المخدرات”.
كما أن هذا الوضع بات ينعكس سلبًا على الحياة اليومية للمواطنين والتجار المنظمين بالمنطقة، الذين يشتكون من انسداد الأرصفة، تعطّل الحركة، تراجع جودة المحيط العمراني، وارتفاع حدة التوتر بين المتساكنين والوافدين.
ورغم الجهود الدورية التي تبذلها المصالح الأمنية والبلدية للحدّ من الظاهرة، فإنّ التدخلات تبقى في أغلبها مناسباتية، بينما تتطلب معالجة الملف رؤية شاملة تتأسس على تنظيم الفضاءات التجاريةوفرض القانون بالتوازي مع توفير بدائل للباعة، بما يضمن الأمن، ويحفظ حق الجميع في فضاء عام منظم.
وقد أذنت النيابة العمومية عقب الحادثة، بالاحتفاظ بكافة الموقوفين ومواصلة التحقيقات لكشف كل الملابسات، فيما عبّر عدد من مكونات المجتمع المدني عن استنكارهم الشديد لما آل إليه الوضع، مجددين دعوتهم إلى التصدي الحازم للانتصاب الفوضوي الذي بات يشكل بالإضافة إلى مظهره غير الحضاري مصدرا متكررا للتوتر والعنف وانتشار السلوكيات الإجرامية. وتبقى حادثة نهج الشيخ إدريس جرس إنذار جديد يؤكد أن استمرار الانتصاب العشوائي ليست مشكلة اقتصادية فحسب، بل قضية أمنية واجتماعية باتت تستدعي حلولاً عاجلة قبل أن تنفجر الأوضاع في كل مرة بطريقة قد تكون أخطر.
