أنوار جامعية نيوز صفاء كندارة بنزرت
مهرجان بنزرت الدولي : سهرة لطفي بوشناق… حين يغني البحر مع الطرب
لم تكن سهرة لطفي بوشناق ضمن فعاليات الدورة الثانية والأربعين لمهرجان بنزرت الدولي مجرّد عرض فني بل كانت رحلة في الذاكرة والوجدان عاشها الحاضرون على ركح مسرح الهواء الطلق “حافظ عيسى”، حيث التقت نبرة الصوت العذبة بصفاء الموج ليصنع الفنان لحظة استثنائية ستظل راسخة في ذاكرة المهرجان.
منذ بداية المساء تدفقت الجماهير نحو المسرح في طوابير طويلة وكلّها شغف بلقاء فنانها المفضل. التنظيم المحكم سهّل الدخول وأضفى أجواء من السلاسة والانسياب قبل أن تغص المدارج عن آخرها في صورة تجسّد المكانة الرفيعة التي يحظى بها بوشناق لدى جمهوره من مختلف الأعمار والجهات.
على امتداد ساعتين كاملتين لم يعرف المسرح الهدوء لحظة واحدة. فقد غمرت التصفيقات والهتافات أجواء المكان فيما تحولت الأغاني إلى جوقة جماعية رددها الحاضرون كلمة بكلمة. بوشناق كعادته تنقل بين مقامات الطرب الأصيل وأغانيه الخالدة فغنّى للحب والوجدان وللتونسية والذاكرة مقدّما توليفة فنية متكاملة أبهرت المتابعين.
ولم يفت الفنان أن يخص جمهوره بلمسة وفاء حين أهدى أغنية “نمدح الأذكار” تخليدًا لروح المسرحي الكبير فاضل الجعايبي قبل أن يختتم السهرة بباقة من أعماله الأكثر جماهيرية فاهتزّت مدارج المسرح تصفيقًا وابتهاجًا.
لقد أثبتت هذه الليلة أنّ مهرجان بنزرت الدولي ما يزال وفيًا لرسالته الثقافية والفنية قادرًا على الجمع بين جودة التنظيم ورقيّ الاختيارات وعلى تعزيز صورة بنزرت كعاصمة للفن والإبداع. ومع اقتراب موعد السهرة الختامية المبرمجة يوم 19 أوت بعرض “رقوج” تظل سهرة بوشناق إحدى العلامات البارزة في سجل هذه الدورة.
