أنوار جامعية نيوز صفاء كندارة بنزرت

مهرجان بنزرت الدولي: كورال التراث الشرقي بكندا يضيء ليالي بنزرت و يُعيد مجد الطرب الشرقي
في واحدة من أجمل سهرات الدورة 42 لمهرجان بنزرت الدولي، اعتلى كورال التراث الشرقي بكندا ركح مسرح الهواء الطلق “حافظ عيسى”، ليأخذ الحضور في رحلة موسيقية ساحرة إلى أعماق التراث العربي المشرقي. سهرة اتسمت بالرقي والصفاء الفني، وعكست شغف الجوقة بإحياء الذاكرة الطربية العربية من خلال أداء جماعي متناغم ومدروس.
الفرقة التي أسسها المايسترو السوري “سبيرو داميان” سنة 2018 بمدينة مونتريال تعد أول كورال غنائي في أمريكا الشمالية مكرسبا حصريا لإحياء التراث المشرقي الأصيل. ومنذ انطلاقتها رسمت الجوقة لنفسها هوية فنية متفرّدة ترتكز على الأداء الجماعي الراقي وتقديم كلاسيكيات الطرب العربي بروح معاصرة دون المسّ بجوهر الأصالة.
تكريم واعتراف بالجميل
السهرة انطلقت بلحظة مؤثرة عبّرت عن روح الوفاء تمثّلت في تكريم خاصّ للمايسترو سبيرو داميان من قبل إدارة المهرجان والمندوبية الجهوية للشؤون الثقافية ببنزرت تقديرا لدوره في الترويج للثقافة العربية في المهجر وتعزيز الجسور بين الشرق والغرب.
وفي تصريح خاص لموقع “أنوار جامعية ” عبر داميان عن سعادته الغامرة بإحياء أول حفل للفرقة خارج كندا، قائلاً”نحن فخورون بهذه التجربة التونسية، وقد وجدنا كل الدعم والتقدير من وزيرة الثقافة التونسية، السيدة آمنة الصرارفي، التي آمنت برسالتنا ومنحتنا هذه الفرصة الذهبية لنعانق الجمهور التونسي الذوّاق. كما لا يفوتني أن أشكر المعهد الجهوي للموسيقى بالمنستير على دعمه لنا بعازفين تونسيين أضافوا نكهة خاصة على هذا الحفل.”*


طرب و اصالة برؤية جديدة
البرنامج الفني للسهرة كان غنيًا ومتنوّعًا، حيث قدّم الكورال باقة من الروائع الخالدة في قالب جماعي حديث، حافظ على روح التراث وأضاف له لمسات معاصرة. من بين الأغاني التي أطربت الجمهور: **”سألوني الناس”، “زهرة المدائن”، “حلوة يا بلدي”، “سلم عليها يا هوا”، “حلوي الملامح”، “يا زهرة في خيالي”، “ميلي ملكي يا شام”، إلى جانب وصلات طربية متنوعة على مقامات الراست، الحجاز، والصبا.
التناغم الصوتي بين أعضاء الفرقة والذين ينحدرون من جنسيات وخلفيات ثقافية مختلفة شكل لوحة فنية رائعة تجسدت في تفاعل الجمهور الكبير الذي لم يبخل بالتصفيق والترديد مع الكورال، في مشهد عبّر بصدق عن تعطّش التونسيين للطرب العربي الأصيل.
حضور مشرّف وتجربة استثنائية
كانت هذه السهرة أكثر من مجرد عرض بل هي تجربة فنية وروحية تركت أثرً عميقا في قلوب الحاضرين. وهي أيضا علامة فارقة في مسيرة كورال التراث الشرقي الذي سبق له إحياء أكثر من 18 أمسية في أرقى المسارح الكندية، وها هو اليوم يكتب فصلا جديا في تونس بلد الفن والثقافة مؤكّدًا على دور الفن في ربط الجاليات العربية بهويتها وتعزيز جسور التلاقي مع جمهورها في العالم العربي.
سهرة لا تُنسى عانق فيها الصوت المشرقي روح المتوسط، وسجلت لحظة احتفاء بالهوية والحنين والانتماء.



