أنوار جامعية نيوز حافظ كندارة بنزرت

نادي الصحافة ببنزرت يحتفي باليوم العالمي للمربي وفاءٌ لمن علّم وصنع الأجيال
إنّ الاحتفال باليوم العالمي للمربي ليس مجرّد مناسبة رمزية بل هو تعبير عن تقدير المجتمع لمن غرسوا بذور المعرفة ولمن صاغوا العقول وأناروا الدروب. فالمربي هو حجر الأساس في بناء الأوطان وصانع الأمل في نفوس الأجيال الصاعدة واستذكار عطائه هو واجب أخلاقي قبل أن يكون حفلا احتفاليا.
ففي أجواء من البهجة والاعتراف بالجميل احتفى نادي الصحافة ببنزرت باليوم العالمي للمربي تزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي لكبار السنفي حفل تكريمي بهيج نظم تحت إشراف رئيس النادي الزميل عبد الفتاح الغربي. وقد جمع الحفل ثلة من الإعلاميين والمربين المكرّمين وأفراد عائلاتهم في لحظة وفاء نادرة تعيد الاعتبار لمكانة المربي في المجتمع.
جاء هذا التكريم تتويجا لمسيرة حافلة بالعطاء لمربين فاضلين كرّسا حياتهما لخدمة التعليم وتربية الأجيال بكل ححب وإخلاص طيلة عقود من الزمن.حيث تمّ الاحتفاء بالسيدة ليلى ميلادي التي تجاوزت الثمانين عاما وهي من الجيل الأول للنساء المربيات اللواتي نذرن أنفسهن للتعليم منذ ستينيات القرن الماضي. حاصلة على شهادتي البكالوريا شعبة الآداب العربية بالنظام القديم، التحقت بسلك التعليم سنة 1964، لتواصل رسالتها التربوية على مدى أكثر من ثلاثة عقود ونصف، بين تدريس اللغتين العربية والفرنسية، ناشرة قيم الانضباط والعلم والمحبة بين تلاميذها.
كما شمل التكريم المربي الفاضل الشريف باش طبجي ابن مدينة منزل جميل الذي سيبلغ عامه الثاني والتسعين في شهر ديسمبر القادم. تخرّج من جامع الزيتونة سنة 1959 حاملا شهادة التحصيل، وخصّص أربعة وثلاثين عاما من عمره لتعليم الأجيال وغرس القيم في النفوس متحليا بروح العالم المخلص والمربي القدوة. وقد مثّلته في الحفل ابنته الدكتورة بية باش طبجي التي عبرت بكلمات مؤثرة عن تضحيات والدها وإيمانه برسالة التعليم السامية.
وفي ختام الحفل تم تقديم دروعٍوشهادات شكرٍ وورودٍ رمزيةٍ للمحتفى بهما في أجواء مفعمة بالسرور والامتنان حيث اختلطت دموع الفرح بكلمات الوفاء.
هكذا أثبت هذا الحفل أنّ العرفان بالجميل لا يشيخ وأنّ الوفاء لأهل العلم يبقى أسمى تكريم يمكن أن يقدّمه المجتمع لمربيه.


