أنوار جامعية نيوز حافظ كندارة بنزرت

بنزرت وإنجاز تونسي تاريخي يعزّز السيادة الرقمية
ويقرّب القارات
شهد شاطئ سيدي سالم ببنزرت المدينة نهاية الأسبوع الفارط حدثًا تكنولوجيًا استثنائيًا تمثّل في إنزال الكابل البحري للألياف البصرية الحديثة “ميدوسا” بنجاح، في خطوة تُعدّ من أبرز الإنجازات الوطنية في مجال البنية التحتية الرقمية.
ويمتد كابل “ميدوسا” على طول 8,700 كيلومتر ليشكّل أحد أهم المشاريع الاستراتيجية المدعومة من الاتحاد الأوروبي، بهدف ربط عدد من دول إفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط من بينها تونس وبقية البلدان المغاربية وبلدان الجنوب الأوروبي.
ويشمل الجزء الخاص بـتونس زوجا من الألياف البصرية يمتد على أكثر من 1000 كيلومتر بين بنزرت ومرسيليا بطاقة استيعاب هائلة تبلغ 22 تيرابت في الثانية مما سيسمح برفع سعة تدفق البيانات الدولية بثماني مرات مقارنة بالقدرات الحالية.
ومن شأن هذا المشروع أن يمكّن تونس من تعزيز سيادتها الرقمية وتأمين تبادل البيانات الدولية عبر مسارات جديدة واحتياطية للربط العالمي إلى جانب دعم تطوير الخدمات الرقمية الحديثة مثل الحوسبة السحابية ومراكز البيانات والذكاء الاصطناعي والخدمات الإلكترونية العمومية والمدن الذكية. لفائدة المؤسسات الاقتصادية والإدارات العمومية والمواطنين، عبر تقليص زمن الاستجابة وتعزيز مرونة الشبكة الوطنية واستقرارها.
علما وأن وصول الكابل إلى بنزرت يعد خطوة تكنولوجية نوعية ستجعل من تونس فاعلا إقليميا محوريًا في الاتصال الرقمي بالمتوسط ودعامة أساسية لتطوير الاقتصاد الرقمي الوطني.
من جهتها اعتبرت الجهات الأوروبية الداعمة للمشروع أن وصول كابل ميدوسا إلى تونس يمثل مرحلة جديدة من التكامل بين ضفتي المتوسط ويعكس نجاح التعاون المشترك في جعل المنطقة أكثر ترابطًا وتنافسية، بما يفتح آفاقًا واعدة للنمو المستدام والابتكار التكنولوجي.




