أنوار جامعية نيوز صفاء كندارة بنزرت
بنزرت تحيي الذكرى الأولى لرحيل الشاعرة “فلة ميهوب شوشان” في أمسية وفاء واعتراف
أحيت المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية ببنزرت، بالتعاون مع المكتبة الجهوية وجمعية أحباء المكتبة والكتاب، أمسية ثقافية مميّزة خُصّصت لإحياء الذكرى الأولى لرحيل الشاعرة فلة ميهوب شوشان إحدى أهم الأصوات الشعرية النسائية التي فقدتها الساحة الثقافية منذ سنة.
وجمعت الأمسية ثُلّة من المبدعين والمهتمين بالشأن الثقافي، إلى جانب أفراد عائلة الفقيدة وأصدقائها، في لقاء ساده الوفاء والتأثر واستعادة أثر الشاعرة في الساحة الأدبية.
مسيرة امرأة تحدّت المألوف
افتتحت الأمسية مديرة المكتبة الجهوية التي أدارت فعاليات اللقاء، لتقدّم مداخلة مستلهمة من سيرة الراحلة ومسيرتها المتفرّدة كامرأة مناضلة وفاعلة ثقافيًا، شقّت طريقها في ميدان ظلّ طويلاً يُنظر إليه كفضاء ذكوري. وقد أبرزت شهادتها جوانب من شخصية فلة ميهوب شوشان المتحدّية للصعاب والمتمسّكة بخياراتها الإبداعية رغم كل القيود.
كما قدمت الأستاذة منى الماجري قراءة وجدانية لطباع الراحلة، مركّزة على حضورها الإنساني والمبدع، وعلى إصرارها على تحرير صوتها الشعري في مجتمع كثيرًا ما يصادر الاختلاف.
مقاربات نقدية في شعر الراحلة
وقدمت الدكتورة سناء الأهلي مداخلة بعنوان الرائدة فلة ميهوب: هواجس المرأة والوطن” تناولت فيها أهم الثيمات التي شكّلت عالم الشاعرة، متوقفة عند قراءات معمّقة لمضامين دواوينها وما حملته من دفاع عن قضايا المرأة وتحولاتها الوجدانية.
أما الروائية خديجة التومي فقدّمت قراءة نقدية في ديوان الراحلة الأخير *”قواقع من الواقع مسلّطة الضوء على رموزه وطاقته التعبيرية ولغته المتفردة.
واختُتمت المداخلات بتقديم الأستاذ يوسف الحاج سالم قراءة في الشعر المهموس لدى فلة ميهوب شوشان، مبرزًا رهافة أسلوبها واشتغالها على اللغة كمساحة للمقاومة وللحلم معًا.
شهادات حية تختزل المحبة
وفي ختام الأمسية، أدلى أفراد عائلة الراحلة وزملاؤها وأصدقاؤها بشهادات مؤثرة عبّروا فيها عن عمق العلاقة التي ربطتهم بها، وعن أثرها الإنساني والإبداعي الذي لا يزال حاضرًا بينهم رغم رحيلها.
بهذه اللحظات الدافئة و المداخلات الثرية، جسّدت بنزرت وفائها لشاعرة تركت بصمتها في المشهد الثقافي، مؤكدة أنّ صوت فلة ميهوب شوشان سيظل حيًا في الذاكرة الشعرية التونسية.
